الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

تراثيات.. جلجامش بطل أورك يصارع وحش البرية أنكيدو

جلجامش
جلجامش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يسعى جلجامش بطل مدينة أورك جنوب بابل للبحث عن الخلود، وسردت لنا الألواح الطينية المكتوبة بالخط المسماري التي تم العثور عليها صدفة بموقع أثري بالعراق في العام 1853، حكاية تلك الرحلة المأساوية.
"تراكم حول شخصية جلجامش مأثور ضخم من القصص والحكايات العجيبة عن طغيانه واستبداده بشعبه، وصداقته النادرة المؤثرة لـ"وحش البرية" أنكيدو ومغامراته معه وأسفاره التي انطلق إليها بعد موته بحثًا عن سر الحياة والموت والخلود، ثم رجوعه إلى موطنه ومسقط رأسه بعد أن أضاع نبتة الخلود الشائكة فتظهر واقتنع بالحدود التي لا يجوز لإنسان أن يتخطاها، مهما صورت له نفسه أو صور له الكهنوت"؛ هكذا يقول عبدالغفار مكاوي مترجم الملحمة عن الألمانية.
تقول الأسطورة إن وحش البرية أنكيدو دخل مدينة أورك واعترض طريق بطل المدينة وملكها جلجامش فنشب بينهما صراع عنيف وقوى، حاول كل واحد فيهما أن ينتصر على الآخر لكنه فشل، وانتهى الصراع بصداقة كبيرة ومحبة عميقة بين البطلين.
تروى الملحمة أحداث الصراع كالتالي: 
رأى جلجاميش أنكيدو الهائج
الذي وُلِدَ في البرية، بشعر رأسه الغزير
نصب قامته وتقدَّم إليه
تصادما في (المكان الذي يقام فيه) سوق البلاد. 
سد أنكيدو الباب بقدمه
ومنع جلجاميش من الدخول. 
هنالك أمسك كل منهما بالآخر، وتصارعا كثورين
حطما عمود الباب، وارتجَّ الجدار! 
جلجاميش وأنكيدو 
أمسك كلٌّ منهما بالآخر، تصارعا مثل ثورين
حطما عمود الباب، وارتجَّ الجدار! 
وعندما ثنى جلجاميش ركبته، وقدمه ثابتة في الأرض
انفثأت (سورة) غضبه، وأدار صدره. 
وما إن أدار صدره
حتى كلَّمه أنكيدو، كلَّم جلجاميش: 
يا لك من (بطل) فذٍّ ولدتك أمك
أمك نينسونا، بقرة أوروك الوحشية! 
رأسك مرفوع فوق رءوس الأبطال
وقدَّر لك إنليل الملك على الناس، 
وبقوتك تفوقت على أمراء العالم. 
[فجوة في نص الملحمة من نحو عشرة سطور.]
قبَّلا بعضهما وعقدا أواصر الصداقة بينهما
[فجوة من تسعة عشر سطرًا يبدو أن الملحمة تروي قرب نهايتها كيف قدَّم جلجاميش
لأمه الحكيمة صديقه أنكيدو، بينما أخذ يتحدث عنه قائلًا]
إنه أقوى مَنْ في البلاد، وبأسه شديد
وقوته جبارة مثل قبضة آنو!
ما من أحد يصمد له! اشمليه أنتِ برعايتك 
قالت أم جلجامش لابنها
نينسون، البقرة الوحشية، قالت لجلجامش:
يا بني … 
بمرارة 
[يبدو أن نينسون قد عبرت عن دهشتها من منظر أنكيدو، ويحتمل أن تكون السطور
التالية هي ردُّ جلجاميش على أمه.]
يشكو بمرارة … 
ليس لأنكيدو أب ولا أم، 
شعر رأسه الطليق لم يُحْلَق أبدًا. 
في البرية وُلِد، فلم يربِّه أحد
هناك وقف أنكيدو وسمع كلامه
امتلأت عيناه بالدموع
شعر بالأسى، فأطلق زفرة أليمة. 
امتلأت عينا أنكيدو بالدموع
شعر بالأسى… راح يعاني. 
أحنى جلجاميش رأسه
أمسك كل منهما بالآخر، وجلسا سويٍّا
ويداهما متشابكتان كالعشاق
وقال جلجاميش لأنكيدو: 
يا صديقي، لماذا امتلأت عيناك بالدموع
وشعرت بالأسى… والمعاناة 
فتح أنكيدو فمه وقال لجلجاميش: 
إن الحزن يخنقني يا صديقي
تراخى ذراعاي، ووهنت قواي