كان لوجود ابن النوبة محمد منير بمهرجان الموسيقى العربية هذا العام خصوصية كبيرة ومفاجأة أكبر لكل عشاق المهرجان ومحبى دار الأوبرا المصرية، فرغم كل تلك السنوات الطويلة والأغانى التى قدمها الكينج منير بمشواره الفنى إلا أنها المرة الأولى التى يقف فيها على مسرح دار الأوبرا المصرية وبمهرجان الموسيقى العربية، مما جعل للمهرجان بريقا من نوع آخر بوجود نجم كبير مثل محمد منير، وهو يفتتح أولى ليالى المهرجان، مما جعل الجمهور يحتشد لمشاهدة منير وهو يغنى على مسرح دار الأوبرا، فلم يكن لمنير جمهور أو محبون خلال مشواره الفنى بل كون منير جيشًا كبيرًا من الجمهور العاشق للونه في الغناء ولكل الكلمات التى تغنى بها خلال ٤٢ عامًا قضاها منير في محراب الغناء حتى وصل لقلوب المصريين، غير فيها الكينج الشكل التقليدى للأغنية، ليصنع لنفسه مكانًا خاصًا وذلك من خلال الألبوم الأول له «علمونى عنيكي» ١٩٧٧، حيث تعاون فيه مع أحمد منيب وعبدالرحيم منصور وهانى شنودة، ليضعوا أحلامهم وتصوراتهم في المستقبل من خلال كلمات أغانيهم العميقة، وكان الألبوم يحمل موسيقى مختلفة، وناقش من خلال كلماته في أغنية «قول للغريب» قضية الهجرة التى بدأت تظهر في السبعينيات، وضم الألبوم أغانى أخرى، مثل «دنيا رايحة» و«في عنيكي».
ومع ألبومه الأول احتل منير اهتمامًا كبيرًا من جيل الشباب وحبهم لهذا اللون المختلف من الغناء، ورغم ان الجمهور استغرب إلى حد ما من «الثورة» التى أحدثها منير في شكل الأغنية، إلى أن جاء موعد الألبوم الثانى «بنتولد» الذى حقق نجاحًا كبيرًا وضم الألبوم أغانى مميزة منها «يا عروسة النيل» و«غريبة» و«بنتولد»، لكن الانطلاقة الحقيقية لـ«الكينج» كانت من خلال أغانيه «أشكى لمين» و«الليلة يا سمرا» و«شجر الليمون» و«صوتك» في ألبوم «شبابيك» عام ١٩٨١، وجميعها ما زال منير يحرص على غنائها في جميع حفلاته التى يحييها ويحبها الكثير.
واستمر منير في طريق النجاح بألبومات متلاحقة، ليجعل الملايين من محبى الغناء في العالم يستمعون إلى أغانى وتراث النوبة رافضًا أن تكون هامشًا في لوحات الفن المصرية والعربية، مما جعل الجمهور يردد وراءه كلمات الأغانى لدرجة دفعت البعض للبحث عن معانى تلك الكلمات النوبية.
وأصدرت دار الأوبرا بيانًا حول حالة محمد منير الصحية قبل إحياء حفله حيث أصيب بانزلاق غضروفى لكنه أصر على الاستمرار وإحياء حفله بالمهرجان، ومن المعروف عن حفلات منير بأن الجمهور يتفاعل مع حركات منير على المسرح لكن هذه المرة فالحركة كانت محدودة لمنير وبالرغم من ذلك وجد تفاعلًا كبيرًا من الجمهور مع كل أغنية غناها بدار الأوبر، وكرمت وزيرة الثقافة الكينج منير بأوسكار مهرجان الموسيقى العربية هذا العام مع ١٢ شخصية ساهمت في إثراء الحياة الفنية في مصر والعالم العربي.
