تقيم فرقة ومضة لعروض الأراجوز وخيال حفل تأبين لشيخ لاعبي الأراجوز العم صابر المصري وذلك اليوم الأحد في مقر بيت السناري بالسيدة زينب.
ويأتي حفل التأبين بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، وبحضور الدكتور نبيل بهجت، والذي سيتحدث عن رحلة حياة العم صابر وحكايته معه في أحياء فن الأراجوز.
وحمل مصطفى عثمان مصطفى عثمان والمعروف بـ "العم صابر المصري" الأراجوز فنًا شعبيًّا خالصًّا وكما كان يقول دائما عنه انه أكبر مسرح وأصغر مسرح أنتصر العم صابر لثقافة شعبه وظل ينشر البهجة طوال حياته حمل الأراجوز من الأسواق والموالد والاحياء الفقيرة إلى أن وصل به إلى العالمية فلم يرحل عن عالمنا حتى تم الاعتراف العالمي به من خلال منظمة اليونسكو كأحد أهم الفنون البشرية التي يجب الحفاظ عليها من الانقراض لقد أضحك العم صابر بفنه ملايين الأطفال حول العالم ظل يحمل رسالة الامل والفرح والبهجة حتى وافته المنية ظهر 7 أكتوبر 2019.
العم صابر المصري شيخ لاعبي الأراجوز في مصر والعالم حيث يقول الدكتور نبيل بهجت:"عندما تتأمل قسمات وجهه لا ترى إلا الوطن، تسمع صوت أمانته يحيط المكان فتشرق وجوه الأطفال بالضحك حتى تغرورق أعينهم بالأمل..إنه العم صابر"
وتابع بهجت:" أن العم صابر كان يصنع من قلب الجوع، والفقر، والقهر، الضحكات يحملها للناس دون مقابل، فكان بمثابة المصباح في قلب العتمة، لينير لأهل الدرب طريق فتلك عبادة مولاي الحمل ثقيل، ففي صحبة العم صابر تشعر أنك في حضرة عشق صوفي، هو إمام الفرح فيها، سألته عن شعوره بالضحكات التي تنهمر عليه ولا يراها؟ فأجاب: " قلبي يراها "ولسان حاله يقول: " قلوب العاشقين لها عيون... ترى ما لا يراه الناظرون"
ويوضح بهجب إلى أنه تم تصنيف "عم صابر" كأحد الكنوز البشرية الحية ويحمل في ذاكرته فنًا مصريًّ".
ولد صابر المصري في 30/ 8 /1939م وتوفي في 7 أكتوبر الجاري، فقد جل بصره منذ طفولته وفقده تمامًا منذ 2012، احترف العم صابر فن الأراجوز منذ ما يزيد على خمسة وخمسين عاماٌ تقريبًا، ويذكر أن أول من لفت انتباهه لهذا الفن كان محمود شكوكو الذي توطدت العلاقة بينهما فيما بعد وبدأ رحلة تعلمه في الموالد وظل أكثر من عشر سنوات يقدم فن الأراجوز فيها متنقلًا بين أرجاء مصر ويقول عنها: "هي مدرستي الأولى التقيت فيها بفنانين أمثال نعمة الله العجمي والذي عُرف بفيلسوف الأراجوز، وكذلك محمود على صالح، على محمود، أحمد زُربه ومصطفى الأسود ومنهم ومعهم تعلم فنون الأراجوز وعَرفت كل شيء عن هذا الفن الذي اخترته طريقا لحياتي فقد كان بإمكاني أن أختار أي مهنة أخرى إلا أن حبي للفن والأراجوز هو الذي شكل حياتي".
رافق عم صابر في مشواره الفني عددًا من اللاعبين أمثال: سعد شيكو، محمود ألف صنف، صالح الجيزاوي، الفسخاني، فلفل، محمد كريمه، عبدالظاهر، وغيرهم، وانتقل بعدها لشارع محمد على ليجعل من المقاهي " التجارة، ونجيب السواح " مستقرا له وانطلق من شارع محمد على ليقدم فنه في الأماكن العامة والخاصة والمدارس وأعياد الميلاد وغيرها.
انضم العم صابر"كعضو مؤسس" لفرقة ومضة لعروض الأراجوز وخيال الظل والتي أسسها الدكتور نبيل بهجت عام 2003م لإحياء فني الأراجوز وخيال الظل تأكيدًا على إن لدينا ما يستطيع أن يعبر عنا في محاولة لخلق مسرح يعتمد على العناصر الشعبية العربية كأدوات أساسية تشكل لغته.
وحرصت الفرقة على أن تفتح أبوابها منذ اليوم الأول كمدرسة لراغبي تعلم هذه الفنون واستحدثت ورش الأراجوز وخيال الظل. وكان العم صابر هو معلمها الأكبر ومرشدها الفني
وقدم العم صابر من خلالها مئات الورش داخل مصر وخارجها لنقل خبرته للأجيال المختلفة، وتتلمذ على يده جيل حمل هذا الفن ليبقي للعالم ولمصر وللذاكرة الإنسانية أحد فنونها.
وشارك في العديد من المشروعات والمبادرات التي أطلقتها الفرقة ومنها مشروع إعادة الأراجوز للشارع والذي بدأ منذ 2003، ومشروع دراما في الفصل المدرسي والذي بدأ منذ 2007، ومشروع هنروح للناس مسرح ببلاش 2013.
