الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا يوحنا بولس الأول.. جلس 33 يوما فقط على كرسي الفاتيكان

البابا يوحنا بولس
البابا يوحنا بولس الأول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم ولد البابا يوحنا بولس الأول المعروف باسم "البابا الباسم" أو "بسمة الله"، وهو من مواليد 17 أكتوبر 1912 ويعد بابا الكنيسة الكاثوليكية الـ63 بعد الـ200، في الفترة ما بين 26 أغسطس 1978 و28 سبتمبر 1978 في واحدة من أقصر الحبريات التي عرفتها البابوية الكاثوليكية، وجلس 33 يومًا فقط على كرسي الفاتيكان.
ولد باسم ألبينو لوتشياني في قرية فورنو دي كانالي شمالي البندقية، ومنذ طفولته كان يعاني العديد من الأمراض، عرف عن والدته الإيمان وحضور الصلاة في الكنيسة باستمرار؛ أما والده فكان معتنقا للأفكار الاشتراكية بصورة كبيرة وتأثر الطفل بوالداته وخاصة في المواظبة على حضور الكنيسة؛ وهو ما دفع بعض المؤرخين وكاتبي سيرته القول بأنه كان من كارهي الحزب الاشتراكي الذي كان والده منغمسًا فيه ويسافر كثيرًا بسببه، ولعدم استقرار الأب في مهنة، كانت العائلة تعيش حياة أقرب للفقر.
وفي الحادية عشر من عمره، أراد دخول الدير بتشجيع من والدته وكاهن القرية الأب فيليبو كارلي فانخرط في المدرسة الإكليريكية لدراسة اللاهوت عام 1923 وله من العمر أحد عشر عامًا فقط في قرية فلتر القريبة من قريته، ومنها انتقل إلى إكليريكية الإيبارشية في مدينة بولونو، ورسم كاهنًا في 7 يوليو 1935 وله من العمر 23 سنة، وفي عام 1937 عيّن معاونًا لمدير المدرسة الإكليريكية في بلونو، أرفقها بدراسة الدكتوراه في اللاهوت، وانتقل إلى الجامعة الغريغورية في روما لهذه الغاية، بموافقة شخصية من البابا بيوس الثاني عشر وأشرف على أطروحته عدد من كبار لاهوتيي ذلك العصر ومنهم فيليس كابيلو. 
وقد بدأ دراسته في 27 مارس 1941، وتقطعت دراسته بسبب أجواء الحرب العالمية الثانية وأنهى دراسته في 23 نوفمبر 1946 وفي العام التالي أي في عام 1947 عينه مطران بلونو، معاونًا عامًا في الإيبارشية، وفي عام 1958 توفيت والدته ووالده، وتزوج شقيقه وشقيقته، وفي العام نفسه عينه البابا يوحنا الثالث والعشرون أسقفًا على البندقية وله من العمر 46 سنة في الفاتيكان. ثم رفع في 15 ديسمبر 1969 إلى مرتبة بطريرك البندقية وكاردينال في الكنيسة الكاثوليكية، خلال عهد البابا بولس السادس.
بعد وفاة بولس السادس، تكاثر عدد المرشحين لخلافته، كان من المتوقع أن يطول المجمع الانتخابي، إلا أنه وكما نقلت التسريبات الصحفية اللاحقة، فإن البابا حصل على 68 صوتًا، ومع تكرار عمليات التصويت والمشاورات بين الكرادلة، اتفقوا على انتخابه، فانتخب بأغلبية 99 صوتًا مقابل الكاردينال سيري الحاصل على 68 صوتًا في حين حصل الكاردينال لورشيدو على صوت واحد، علمًا أنه لانتخاب البابا يجب الحصول على ثلثي المجمع الانتخابي للكردالة. كان القداس الإلهي الذي يتخلله حفل تتويج البابا يعود للقرن الحادي عشر ويتخلله الكثير من مظاهر الترف والبذخ يتقدمها التيرا وهو التاج البابوي ذو الثلاث طبقات للإشارة إلى السلطات الثلاث الأرضية والسماوية والزمنية، وكان يصنع من المعادن الثمينة. قام البابا بولس السادس بإلغاء تيرا وباع تاجه وهو هدية من إيبارشية ميلانو ووزع ثمنه على أيتام المدينة، وعند انتخاب البابا يوحنا بولس الأول، كانت تلك المرة الأولى منذ تسعة قرون يلغى فيها "حفل التتويج" ويستبدل "بحفل التنصيب"، ويقلّد البابا فيها تاجًا أسقفيًا عاديًا إلى جانب الباليوم، وهو وشاح صوفي أبيض يرتديه كبار البطاركة والأساقفة إلى جانب البابا رمزًا للسلطة والشراكة.
عرف عن هذا البابا كونه حبرًا إصلاحيًّا، وعزم على تطبيق مقررات المجمع الفاتيكاني الثاني بقوّة، لكن وفاته المبكرة حالت دون تحقيق ذلك، وقيل: إن الماسونيون في إيطاليا قد قتلوه، في حين أن تحقيقات الفاتيكان الرسمية تنكر ذلك، وقال عنه خلفه الشهير والذي اختار نفس اسمه البابا يوحنا بولس الثاني "لم تكن بأبويته خفيفة، بل كانت مفعمة بالدفء والمحبة، والمشاعر الفياضة. في خطابه الأخير أكد في توجيهاته الحكيمة للمؤمنين الحاضرين جماهيريًا، على الإيمان والأمل والحب."
وعزم على تطبيق مقررات المجمع الفاتيكاني الثاني بقوّة، لكن وفاته المبكرة حالت دون تحقيق ذلك، وقيل أن الماسونيون في إيطاليا قد قتلوه، في حين أن تحقيقات الفاتيكان الرسمية تنكر ذلك انخرط البابا في السلك الكهنوتي باكرًا، وشارك في المجمع الفاتيكاني الثاني، وشغل قبل انتخابه، عددًا من المناصب المهمة في الكنيسة الكاثوليكية كان أعلاها "بطريرك البندقية ويعد البابا أول بابا ولد في القرن العشرين وكذلك آخر بابا توفي فيه، كما يعد حتى الآن آخر بابا إيطالي، إذ إن الباباوات الذين خلفوه يوحنا بولس الثاني هو بولندي وبندكت السادس عشر ألماني وفرنسيس الأول أرجنتيني؛ عُرف هذا البابا بين الإيطاليين باسم البابا الباسم أو بسمة الله، وأطلقت عليه عدد من الوسائل الإعلام العالمية منها مجلة التايم اسم بابا سبتمبر. يعد البابا يوحنا بولس، البابا يوحنا بولس الأول، ثالث البابوات الذين شغلوا سابقًا مركز "بطريرك البندقية" في القرن العشرين بعد بيوس العاشر ويوحنا الثالث والعشرون؛ مع بداية حبريته قام يوحنا بولس الأول باستبدال اللقب الرسمي الخاص به من "الحبر الأعظم" إلى "الراعي الأعلى"، وبهذا الاسم وجهت الدعوات الرسمية لحضور حفل التنصيب. أما اسمه البابوي فهو أول اسم مركب في تاريخ البابوية، وهو جمع لاسمي سلفيه يوحنا الثالث والعشرون وبولس السادس، كذلك فهو أول من أضاف لقب الأول إلى اسمه في تاريخ سجلات الباباوية.