رئيس المجلس الإقليمي الإكليريكي الثاني بالإسكندرية في حواره لـ"البوابة نيوز": قانون الأحوال الشخصية للأقباط تأخر كثيرًا.. و"الأطفال يقبلون الانفصال بسبب معاناتهم من مشكلات الوالدين"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الأنبا مرقس: حالات الطلاق التى تأتى إلى المجلس تستغرق من 30 يومًا إلى 3 أشهر

٥٠٠ حالة ننظرها وبعضها أمام الطب النفسى

زرت السعودية ٤ مرات وبناء كنيسة يتوقف على عدد أبنائنا هناك

القانون سيحل الكثير من المشكلات فور صدوره

تأخر قانون الأحوال الشخصية للأقباط كثيرا

 تأخر قانون الأحوال الشخصية للأقباط كثيرا، وكان من المقرر البت فيه منذ دور الانعقاد الأول في مجلس النواب عام 2016، لكن وما زال القانون معلقا حتى الآن، بسبب إحدى الطوائف التى لا تزال تبحث عن ما يناسبها فيه، ورغم تأخر القانون غير أن العمل في مسائل الأحوال الشخصية، يجرى على قدم وساق في المجلس الملي، «البوابة» التقت الأنبا مرقس، رئيس المجلس الإقليمى الإكليريكى الثانى في الإسكندرية، للتعرف على كيفية حل مشكلات الأحوال الشخصية للأقباط في ظل عدم إصدار قانون الأحوال الشخصية للأقباط.. فإلى الحوار.

 

■ ألغى البابا شنودة لائحة الأقباط ٣٨ والتى كانت تقصر الطلاق على ٨ أسباب، واكتفت فقط بعلة الزنى.. ماذا كانت رؤية البابا شنودة؟ وكيف تغيرت في عهد البابا تواضروس؟

- البابا شنودة كان يلتزم ببعض الأمور في الكنيسة بفكر معين، وفى زمن لائحة ٣٨ كان هناك طلاق، ومعروف أن الطلاق في الكتاب المقدس، كما قال السيد المسيح «أما أنا فأقول لكم إن مَنْ طَلَّق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزنى» (متى ٣٢:٥).. وأيضًا «وأقول لكم إن مَنْ طلق امرأته إلا بسبب الزنى وتزوَّج بأخرى يزنى» (متى ١٩: ٩).

لكن البابا شنودة قال فيه بنود أخرى لبطلان الزواج، ولأن الوسائل الحديثة في التكنولوجيا حددت أسبابًا أخرى للبطلان، فقداسة البابا تواضروس شكل لجنة وعرض توصياتها على المجمع المقدس، ووافق المجمع بالإجماع على بطلان الزواج في بنود كثيرة، منها مثل الإدمان والسجن والمعاملات غير الطبيعية، وأيضا الزنى الحكمى مثل المراسلات التى لم تكن موجودة قديما، ولكنها ظهرت الآن من أجل وجود السوشيال ميديا، وأصبح هناك مفاهيم متسعة لبطلان الزواج.

ولأن اللائحة الجديدة لم تذهب إلى القضاء، فالمسموح به حاليًا هو تغير الملة لكى ينفصل الزوجان، ولتغير الملة يتم إقامة دعوى قضائية من أحد الطرفين، وتسمى قضيه الخلع، وتطبق عليهم الشريعة الإسلامية لاختلاف الملة، وهو ما أحدث انفراجة في موضوع الطلاق.

■ ما أسس أو قواعد بحسب لائحة ٢٠١٦ لبطلان الزواج.. وكيف يتم التعامل معها؟

- يجتمع المجلس، والمجلس عبارة عن رئيس المجلس وأعضاء كهنة وعضو قانونى وعضو طبى، إذا ما كان هناك أشياء طبية، فيعرض الموضوع ونلتقى بالطرفين، ونفحص ما السبب الذى يجعل الطرفين لا يريدون العيش معا، ونبحث الأسباب التى تطبق عليها اللائحة الجديدة في بطلان الزواج، ولكن لأن اللائحة إلى الآن لم تذهب إلى القضاء، فنتجه إلى موضوع تغير الملة، وغالبية القضاة يأخذون بها ولكن هناك البعض لا يأخذ بها.

■ هل لديك إحصائيات حول عدد حالات الانفصال، وكم تستغرق من الوقت؟

- يوجد لدينا نحو ٥٠٠ أسرة، بعضهم تصالح، ومن لم يتصالح أعطينا بعضا منهم مشورة، والبعض تحت إشراف الطب النفسى وطب عضوى، والبعض تحت إشراف أب الاعتراف، وأخذنا إجراءات فورية في غالبية الحالات، وهى تغيير الملة، تغيير الملة يتم بناء على دراسة مستفيضة مع الطرفين، ونعقد معهما جلسات مطولة للوصول إلى حل.

واتخذت قرارًا في المجلس الموجود في الإسكندرية، إن الحالات التى تأتى ألا تزيد على ٣٠ يوما للحالات الجديدة لإنهائها، وحاليا نعمل على الانتهاء من الحالات القديمة، وأتوقع أن يتم ذلك خلال فترة قصيرة جدا.

■ ما الوقت الذى تستغرقه كل هذه المراحل؟

- بمجرد تقديم طلب، يكون المجلس الإكليريكى المحلى درس الحالة، سواء إذا كان كنسيًا في الكنيسة نفسها، أو كنسيًا في الإيبارشية نفسها، وأرسل لنا الرأى في الحالة، ومع ذلك ندرس مرة أخرى، وغالبا ما نأخذ برأى المجلس لأن المجلس درس أكثر منا؛ فقد ذهب إلى البيت أكثر من مرة، ولكن هناك حالات لم يستطع المجلس اتخاذ قرار لظروف عدة، ونحن نتابع هذه الظروف، ونجلس معهم ويجلسون معنا، ويقول الطرفان كل ما يريدانه، وأحيانا يظهر الحل ونحن جالسين ويتم الصلح، وأحيانا أخرى نمنحهم مهلة شهر ليراجعوا أنفسهم، كل هذا لا يستغرق وقتا طويلا أقل بكثير من ستة أشهر.

■ هل سنرى في الوقت المقبل محاكم كنسية تنظر في أحوال الأقباط؟

- نتمنى عودة المحاكم الملية، مثلا كانت كنيسة السريان والأرمن، هما اللتان تحكمان في كل شيء؛ لأننا في هذا الوقت نحن من نعطى تصريح الزواج، ونحن من نبطل الزواج أو الطلاق، لما جاءت ثورة ٥٢ ألغت المحاكم الملية. والبديل الآن قانون الأحوال الشخصية والذى سوف يحل الكثير من المشكلات حال صدوره.

■ وما الذى يعطل هذا القانون؟

- هناك إحدى الطوائف ما زالت تأخذ رأى القيادة وما زلنا منتظرين، هم أعطوهم مهلة، ولكن هذه المهلة تم تمديدها أكثر من مرة، فالمشكلة ليست في الكنيسة الأرثوذكسية.

■ هل هناك خطوة سوف تتخذونها إذا ما ظلت هذه الطائفة مُعطلة للقانون؟

- أعتقد أنه لا بد من اتخاذ إجراء، وتحدثت مع قداسة البابا تواضروس الأسبوع الماضى، وأرسلت رسالة إلى الأنبا بولا باعتباره المنوط به التفاهم مع الطائفة الأخرى، وقال سوف نمنحهم ميعادا محددا وهم لم يلتزموا به مرة أخرى. ونتمنى إذا لم تلتزم هذه الطائفة أن نرسل القانون لوزارة العدل.

■ بدأت الكنيسة تطبيق كورس مشورة «إجبارى» لمن يريد الزواج.. ما فاعلية هذا الكورس؟

- من درسوا الكورس جيدا قبل الزواج تزوجوا وهم على تفاهم إلى حد كبير جدا، ولذلك بعد الكورس عدد الحالات التى بها اختلاف في الأسرة قل، ومع ذلك عندما تحدث خلافات نعطيهم كورس مشورة، حتى لو كانوا حصلوا على الكورس، ونعمل حاجة اسمها questionnaire عبارة عن أسئلة ويجيب عنها الطرفان، ومن خلال الإجابة نستطيع أن نقيم الوضع في الأسرة، ونبدأ في توجيههم، إذا لم يقبلوا لم يتبق أمامنا إلا المدة التى حددها القانون الجديد ٣ سنوات، للذين ليس لهم أولاد، و٥ سنوات للذين لهم أولاد، لمراجعة أنفسهم مرة أخرى.

■ هناك نص في القانون بجواز الطلاق المدنى بشرط رجوع الكنيسة لتحديد المخطئ.. ما فائدة تحديد المخطئ إذا استحالة العشرة بين الزوجين؟

- القاضى لا يستطيع التطليق لأنه ليس لديه إلا بندا واحدا للطلاق وهو الزنى، ولا يزال بطلان الزواج غير متاح لأن اللائحة ما زالت موجودة لدينا، فكيف يستطيع أخذ حكم طلاق من المحكمة، إلا إذا كان طلاقا للزنى، وبالتالى يأتى إلينا الموضوع، وحكم القاضى بالزنى طبقا للشريعة الإسلامية يصل إلى المستحيلات، والزنى الحكمى موجود في اللائحة الجديدة.

■ لو الانفصال أصبح حتميًا بين الزوجين.. كيف سيتم ضمان حق الأولاد والأم المطلقة؟

- هذا قرار يتم اتخاذه في المجلس، إذا قبلوا أن يوقعوا على القرار، وإذا لم يقبلوا فالمحكمة هى من تحكم في نفقة الأولاد ونفقة الزوجة إذا كان لها حق في النفقة.

■ هل هناك فكرة لإعادة تأهيل الأطفال ليقبلوا الوضع الجديد بعد انفصال الأب والأم؟

- الأطفال عاصروا المشكلة التى حدثت بين الأب والأم، والأطفال ليس لديهم ذنب في هذه الخلافات، والولد والبنت يلزم أن يشعر أن هذا ابوه وهذه أمه، حتى لو تم الانفصال، الأب والأم ملزمان أن يقعدوا مع الأطفال ويقابلوهم.

■ في بعض الأحيان يحدث تغيير دين.. ثم يطلب العودة مرة أخري.. كيف تتعاملون مع هذا الوضع؟

لو حصلت يبقى غير أحد الطرفين الدين للحصول على الطلاق، وطلب العودة مرة أخرى له نظام، بحسب قانون توبة ويكتب طلب عودة للكنيسة، وفى هذه الحالة نعيد دراسة هذا الموضوع مرة أخرى وأحيانا يعود إلى امرأته مرة اخرى أو هى ترجع لزوجها، وان لم يعودوا، نبدأ بدراسة الموضوع من الناحية الكنيسية هل الخلافات نص عليها القانون الجديد، أم لم ينص عليها؟ إذا لم ينص نقول لهم خذوا مشورة أو إشرافا نفسيا أو questionnaire إلى أن تتضح الأمور، أيهما له الحق في أن يبتعد عن الآخر..

■ مع قانون الأحوال الشخصية الجديد كيف ترى الكنيسة الأرثوذكسية التبنى وماذا لو تعارض مع قانون الدولة؟

- أعتقد أن الدولة ليس لديها مانع الدولة خاصة أنها أعلنت أن للمسيحيين الحق في صياغة قانون الأحوال الشخصية الخاص بهم ومن ضمنه التبنى.

■ ما رأيك في حملات التشويه والاعتراض على البابا تواضروس؟

- كان هناك تشويه على قداسة البابا شنودة والبابا كيرلس، لكن الحملة زادت لأنه من ٢٥ يناير الناس فقدت احترام الصغير للكبير، وللأسف كل واحد حط نفسه قاضى وحكم، وأقول لمن يشن هذه الحملات، أجعل موضوعك الأساسى احترام الكبير، البابا تواضروس رمز للمسيحية، فبدل الاعتراض على الصفحات أرسل له رسالة شخصية مثلا: «يا قداسة البابا عاوز افهم هذا الموضوع».

وأوكد أن قداسة البابا يقرأ جميع الرسائل، ويرد على جميع الرسائل بصفة شخصية، فبدل الاعتراض وتجلس تكتب على الصفحة ولك مؤيد ولك معارض، ونقسم الناس، خليةا مواجهة شخصية أو سؤال شخصى بينك وبين قداسة البابا؛ لأنه أبوك لا بد سوف يسمع لك ولا بد أن يجاوبك.

■ الكنيسة الأرثوذكسية لديها ٣ قنوات رسمية.. لماذا لا يظهر البابا تواضروس ويتكلم بصفة شخصية لجموع الشعب القبطى عن الانتقادات الموجهة له؟

- أظن أن هناك يومًا في الأسبوع يجاوب عن كل الأسئلة التى تأتى إليه في القنوات الثلاثة.

■ أُسند إلى نيافتك زيارة هى الأولى من نوعها إلى المملكة العربية السعودية، والتى تمت الدعوة لها من قبل ولى العهد السعودى.. فكيف كانت هذه الزيارة؟

- زرت المملكة ٤ مرات أيام الملك عبد الله، والتقيت به والتقيت وزير الخارجية الأمير فيصل آل سعود، وكانت زيارة رسمية، من بعدها بدأت أذهب في زيارة رعوية، بموافقة المملكة وجلالة الملك عبد الله، وذهبت أول مرة، وكانت الفيزا التى تخصنى سارية، والتقيت بالشعب هناك، واتفقت معهم على مكان أصلى فيه مع الشعب؛ لأن هناك لا توجد كنيسة، والشعب لا يستطيع أن يصلى، ولا فيه أب اعتراف ولا شىء، وزرت أول مرة في يناير ٢٠١٤، وثانى مرة في سنة ٢٠١٤ في يونيو، هذه الزيارات الرعوية، والثالثة كانت السنة الفائتة في نوفمبر، وجلست مع الناس وكنا نبحث عن قاعة للصلاة فيها، وبعد الصلاة نجلس مع الناس سواء فردى أو مجموعات، ونرى الأمور التى تخصهم كيف تسير.

■ من المسئول عن الجالية هناك؟

- إلى الآن أنا، وعلى فكرة الناس في السعودية متقبلين الوضع، أنا ماشى هناك وماسك العكاز والصليب في يدى والناس بتسلم عليا في كل مكان، ولم يفكر أحد أنه شىء غريب. بركب الطيارة وذاهب إلى السعودية، ولم يسألنى أحد «أنت رايح تعمل أيه»، بمشى في الشارع لم يسألنى أحد أنت جاى تعمل أيه، مقيم في أوتيل في آخر زيارة معى مجموعتين من الحرس، حرس الدبلوماسيين، وحرس مثل أمن الدولة، يوصلونى من الأوتيل إلى القاعة التى كنت أصلى بها، وينتظرونى إلى أن أنتهى من الصلاة، ثم يعودون بى إلى مكانى المقيم فيه.

■ هل هناك خطة لافتتاح كنيسة هناك؟

- هذه تتوقف على ما تبقى من أولادنا هناك؛ لأن هناك شىء اسمه «السعودة»، وهم يريدون أن يكون كل العاملين بالمملكة من أبناء السعودية، فلو بقيت مجموعة في الحقيقة أعتقد ليس لديهم مانع، إن احنا نعمل كنيسة هناك.. وبخاصة أن الذى كان يزور السعودية للحج أو العمرة، ولكن الآن تم فتح السياحة، فتح السياحة يعنى لا يستطيعون أن يقولوا لكل امرأة البسى حجاب، أعتقد لا يستطيعون، خصوصا لو كانت من أوروبا أو أمريكا، أو حتى مصرية لا يستطيعون أن يقولوا لها البسى حجاب، أنا شفت بنفسى بنات بتسوق العربية في مكان في جدة، بنات بتسوق فيه العجل في الشارع، «أنا شفت بعينى مش حد حكالى، الانفتاح جاى»، وقلت لأمين عام رابطة العالم الإسلامى: لماذا يقولون إن السعودية مغلقة على الدين الإسلامى؟ قلت له: إن هذا الكلام خطأ، قلت له: الملك عبد الله عمل في ڤيينا مبنى اسمه حوار الأديان، وأنا التقيت هناك بأناس ليس لهم دين مثل البوذيين، قابلتهم هناك هم والهندوسين، فلم يعد الحوار الإسلامى - المسيحى، ولكن أديان، لم تفعل بلد في العالم مثل هذا أو مبنى مثل هذا ولا أمريكا ولا أوروبا ولا أى بلد، إذًا السعودية منفتحة على العالم كله، وليست مغلقة على الدين الإسلامى فقط، وهذا المبنى أكبر دليل، فالرجل استغرب على ردى لما قلت هذا الكلام.

وعندما التقيت بأمين عام رابطة العالم الإسلامى فهو رجل منفتح جدا، ورجل يفهم في كل الأمور، وتباحثنا في أمور خاصة بالعقيدة المسيحية، ولم يعترض وأنا أتناقش معه وجدت أنه غير متضايق مما أقول، لما اتكلمت عن الصليب وعن أمور خاصة في المسيحية، لم يتضايق، وقبل ما أقول رغم أن دينه يقول غير هذا، ولكن لم يعترض على ما أقول.. عنده قبول للآخر، يقبل الحوار حتى ولو لم يوافق عليه، هذه هى حريته.