أثار مقترح نشوى الديب، عضو مجلس النواب، الموجه لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، تحت رقم 42460 بشأن نقل مسرح البالون والسيرك القومي بالعجوزة إلى أرض مطار إمبابة، وكذا اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنشاء قصور ثقافة بجوار المسرح والسيرك، وإنشاء قصر ثقافة طفل أيضا بذات المكان، جدلا كبيرًا في الأوساط الثقافية لا سيما العاملين بمسرح البالون والسيرك القومي.
وقال الناقد المسرحي، أحمد عبدالرازق أبو العلا، إن النائبة - للأسف الشديد- تريد إحياء تلك المحاولة التي سبق لوزارة المالية أن تحدثت عنها عام 2017 حين صرح وزيرها بأن الوزارة تعتزم تفعيل خطة بيع بعض أراضي الدولة خلال عام 2018، وأنها ستبدأ إجراءات طرحها للمستثمرين، ومنها أرض المعارض بمدينة نصر ومربع مسرح البالون بنيل العجوزة، وذلك لتوفير مبلغ قدرته الوزارة - وقتها - بخمسة مليارات جنيه.
وأضاف أبو العلا في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن النائبة تُذكر الدولة بهذا الأمر الذي لم يُنفذ، ومن هنا أقول لها، لا ينبغي أن تكوني أداة في أيدي الذين يعبثون في تراثنا الثقافي، ويريدون بيعه، بزعم توفير الأموال، لأننا لو وافقنا على ذلك، فربما سيكون هذا الأمر مقدمة لبيع آثارنا بحجة احتياجنا للمال، ما تفعله تلك النائبة أمر مرفوض تماما، لأن كل ما هو متعلق بالتراث الثقافي والفكري والتاريخي، ليس خاضعا للبيع بأي حال من الأحوال.
وواصل: أندهش حين يجيء ذلك التصرف من نائبة أعلم أنها كانت صحفية في جريدة العربي الناصري، وأسألها ألا تعلم أن جمال عبدالناصر هو الذي بني تلك المباني أيام وزارة ثروت عكاشة، هل تريد بكلامها ومحاولة إحياء مشروع وزارة المالية الاقتراب إلى أبناء دائرتها من أجل لعبة انتخابية، تجيء على حساب مقدراتنا الثقافية والتاريخية. إن المثقفين المصريين وكل الشرفاء يرفضون مثل هذه التصرفات التي تطعن فكرة الانتماء في الصميم، لأننا كلنا ننتمي إلى تراثنا الثقافي على مر العصور، الفرعوني منه والمعاصر، وهذا التراث، يُعد مظهرا من مظاهر هذا الانتماء.
وأشار أبو العلا، إلى أن وزارة الثقافة، لن توافق على هذا المشروع، لأنه تم رفضه في التسعينيات حين ظهرت محاولة لبيع أرض مسرح السامر القائم في نفس المنطقة أو المربع المزمع بيعه، والوزارة بالتأكيد ستكون حريصة على حماية هذا الصرح الثقافي الهام، ولن تفرط فيه بسهولة، والأوراق التي نشرتها النائبة بخصوص هذا الموضوع جاءت بعيدًا عن الوزارة تمامًا، ولذلك فإن الأمر لن يتم طالما وُجدت المقاومة، ووجد الإيمان بأن تراثنا الثقافي والتاريخي ليس معروضا للبيع.
