الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد حسنين هيكل.. يا صاحب الجلالة

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الإثنين ذكرى ميلاد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، الذي كانت حياته العملية بمثابة البوصلة التي يمكن أن تقيس بها توجه الأنظمة الحاكمة، ومدى عملها على تحقيق طموح الشعب في حياة كريمة، لأنه لم يكن مجرد "جورنالجي" يمارس الصحافة وإنما احتك بالعملية السياسية، ولعب أدوارا كثيرة يختلط فيها ما هو صحافة بما هو سياسة ورغم ذلك لم يكن يفضل إلا أن يوصف بـ"الكاتب الصحفى".
كان هيكل يطمح لأن يصبح طبيبا لكن ظروفه لم تسمح له بغير الدراسة في مدرسة التجارة المتوسطة، ولكنه قرر مواصلة دراسته في القسم الأوروبي بالجامعة الأمريكية، وخلال فترة دراسته تعرف على سكوت واطسون الصحفي المعروف وقتئذ بالإيجيبشان جازيت، والذي استطاع عن طريقه أن يلتحق بالجريدة في 8 فبراير 1942، صحفيا تحت التمرين بقسم المحليات وكانت مهمته جمع أخبار الحوادث، وكان هيكل وقتها في التاسعة عشرة من عمره، ووقتها أيضا كانت الحرب العالمية الثانية قد اشتعلت، وكان من قدر مصر أن تخوض رغما عنها حربا لا ناقة لها فيها ولا جمل.
وفي ذلك الوقت كانت الإيجيبشان جازيت هي المطبوعة الأجنبية الأولى في مصر، وكان من يكتبون فيها ملء السمع والبصر، منهم مثلا جورج أرويل، ولورانس داريل، ووايف كوري ابنة مير كوري مكتشفة اليورانيوم، أما رئيس تحريرها فكان كاتبا لا يقل قدرا عن هؤلاء هو هارولد إيرل.
قدم هيكل أبرع فنونه الصحفية وكتب في 13 أغسطس 1947 ما جعله حديث مصر، وذلك تحت إدارة التوأم مصطفى وعلى أمين، حيث قدم تقارير مصورة عن "خط الصعيد"، ولم ينته عام 1947 حتى اخترق هيكل وباء الكوليرا ليكتب تحقيقًا عن قرية "القرين" التي لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها، وهكذا كان طبيعيًا أن يحصل الصحفي الشاب محمد حسنين هيكل عن جدارة على "جائزة فاروق"، أرفع الجوائز الصحفية بمصر في ذلك الوقت.
اقترب هيكل من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وعلى هامش هذا الاقتراب دخل هيكل في جملة من المعارك مع أبناء المهنة كانت أبرزها مع الراحلين مصطفى أمين وعلي أمين بسبب الوثائق التى نشرها هيكل في كتابه الشهير "بين الصحافة والسياسة" وتضمنت اتهامات لمصطفى أمين بالتجسس لصالح أمريكا وظلت المعركة قائمة بين الإثنين حتى رحيل مصطفى أمين عن الحياة.
بعد قيام ثورة 23 يوليو 1956 ازدادت العلاقة قربا بين جمال عبد الناصر وهيكل ليصبح بعد فترة المتحدث الرسمي باسم حركة الضباط الأحرار، وليكون أحد صناع تاريخ مصر بعد ثورة يوليو، وصاحب البصمة الواضحة في تاريخ مصر، وفي تاريخ الصحافة المصرية والعربية، والذي أعطى صحيفة الأهرام شكلها الحالي لتصبح أكبر المؤسسات الصحفية في العالم العربي.
أعلن هيكل اعتزال الكتابة المنتظمة والعمل الصحفى في الثالث والعشرين من سبتمبر عام ٢٠٠٣م، بعد أن أتم عامه الثمانين وكان وقتها يكتب في مجلة "وجهات نظر" لكنه ظل يسهم في إلقاء الضوء بالتحليل والدراسة على تاريخ العرب المعاصر الوثيق الصلة بالواقع الراهن مستخدما منبرا جديدا غير الصحف والكتب، تمثل في شاشة الفضائيات الخاصة.