الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

انتخابات تونس.. «الهمامى» يتهم النهضة باستغلال المال العام.. وإدارة الحملة تدعو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى مواجهة تجاوزات الإخوان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلنت الصفحة الرسمية لمرشح الجبهة الشعبية للانتخابات الرئاسية «حملة الهمامي»، أن إدارة حملته راسلت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ودعتها لاتخاذ التدابير اللازمة للتثبت من مدى احترام بعض الأنشطة للقانون الانتخابى وخاصة أنشطة حركة النهضة والمترشّحين عبدالكريم الزبيدى ويوسف الشاه. وأشارت حملة الهمامى بالأساس إلى ما اعتبرته توظيفا لصورة الجيش في الحملة الانتخابية من طرف المترشح عبدالكريم الزبيدي.


كما أشارت إلى وجود لافتات عملاقة للمترشّح يوسف الشاهد خارج المساحات المخصصة للإشهار السياسي.
أما بخصوص حركة النهضة فقد اتهمت حملة الهمامى القيادية بحركة النهضة ووزيرة التشغيل سيدة الونيسى باستعمال المال العام للقيام بحملة انتخابية لمرشح النهضة عبدالفتاح مورو.
ودعت إدارة الحملة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى تنفيذ القانون بكل صرامة تجاه كل التجاوزات الانتخابية.
هذا يفتح المجال إلى إعادة تقييم حركة النهضة في محيط الإسلام السياسى الذى تنطلق منه خصوصا على الأراضى التونسية حيث تمر تونس بفترة عصيبة في تاريخها المعاصر، خاصة أنها مقبلة على انتخابات رئاسية مصيرية، يشارك فيها عبدالفتاح مورو أحد القيادات التاريخية لحركة النهضة - فرع جماعة الإخوان في تونس، وأحد أهم قيادات التنظيم الدولى للإخوان منذ سنة ١٩٨٢، على الرغم من إنكار قيادات النهضة في تونس علاقتهم بالتنظيم الدولى للإخوان.
وتمثل علاقة حركة النهضة بتنظيم الإخوان خارجيًا حجر أساس في الخلاف القائم بين الحركة والنخب التونسيّة المعارضة لوجودها ولمشاركتها في الحكم فيما بعد الثورة، فلا يكاد يخلو تلاسن إعلامى بسبب قضية من القضايا العامة من إثارة هذه المسألة، والملاحظ أن النهج الذى اختارته حركة النهضة مع هذه القضية «التهمة» هو النفي.

ونشر مركز المسبار للدراسات والأبحاث دراسة تحت عنوان «تونس في المهجر: آليات واستراتيجيات السيطرة» للباحث وليد منصور، تسلّط الضوء على جهود حركة النهضة التونسية في فترة وجودها بدول أوروبا ودورها الفاعل داخل التنظيم الدولى للإخوان، وذلك ضمن كتاب «إخوان الشتات.. المدخل لدراسة التنظيم الدولي».
تناولت الدراسة تطور عمل قيادات حركة النهضة منذ فترة خروجهم من تونس ووجودهم في أوروبا حتى عودتهم إلى تونس فيما يسمى بـ «ثورة الياسمين»، ودور الجماعة في «المهجر»، الذى عاش فيه كل قيادات الإخوان التونسيين المهاجرين في فرنسا وبريطانيا وحتى عودتهم وقيادتهم للعمل السياسى في تونس، وقدرتهم الكبيرة على التغلب على كل الأزمات، وكذلك دور النهضة في خدمة التنظيم الدولى للإخوان والمؤسسات، التى أسسها «إخوان تونس» لخدمة التنظيم الدولي.

وذكرت الدراسة كيف لعبت «حركة النهضة» دورًا كبيرًا في رسم الخريطة السياسية لتونس، وتفردها عن باقى الجماعات «الإسلاموية» في مرونتها الشديدة وتكيفها مع كل المتغيّرات السياسية، من عصر الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن على، فكانت أكثر حذرًا من نظرائها في السعى للسلطة، حيث كثيرًا ما كانت تفضل أن تكون لاعبًا فاعلًا في الحياة السياسية التونسية بدلًا من استئثار السلطة والاحتفاظ بها.
وكشفت الدراسة كيف نشأت علاقة وثيقة بين قيادات النهضة في المهجر وبين أجهزة المخابرات الفرنسية والبريطانية لدرجة جعلت أن مَنْ يزكيه راشد الغنوشى يحصل على حق الإقامة واللجوء، ومَنْ يعترض عليه يرحل فورًا إلى دولته، وذكر ذلك عدد من الشخصيات، التى كانت تعيش في بريطانيا، منهم هانى السباعي، والكاتب نوفل معاوي، وخميس الماجري، الذى صرّح في حوار له مع صحيفة «الحقائق» الدولية سنة ٢٠٠٧ «بأن علاقات نهضة المهجر بالمخابرات الفرنسيّة حميمة ومفتوحة، حتى إن الحركة أصدرت بيانًا رسميًا عن طريق الحبيب المكني، رئيس المكتب السّياسى لحركة النّهضة من أجل الدّعاء بالشّفاء لوزير داخليّتها الأسبق، كما كان الحبيب المكنى يبلغ المخابرات الفرنسيّة بنشاطات حركته.