الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ذاكرة ماسبيرو.. وردة الجزائرية: «الأغنية والبيادة بيحاربوا مع اختلاف السلاح»

وردة الجزائرية
وردة الجزائرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحمل كل الأغانى الوطنية مذاقًا خاصًا يحمل ذكراها ولها دور فى الحروب مثل الجندى الذى يقف على الجبهة، لأن الأغانى الوطنية رسالة ولابد أن تصل إلى كل الناس بجميع فئاتهم وطوائفهم ومستوياتهم الاجتماعية»، وضمن هذه الأعمال أغنية «وأنا على الربابة بغني» التى غنتها بصوتها العذب «وردة الجزائرية». 
قام الشاعر الراحل عبدالرحيم منصور بكتابة ما يقرب من ٢٥٥ أغنية وأكثر، وخاصة فى الفترة ما بين حرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر العظيم، وأغلب هذه الأغانى شاركه فيها بليغ حمدي، لم يقتنعا منصور وبليغ أن الغنوة تنتهى عند ترديدها على ألسنة الناس وإنما كانا يقولان إن الغنوة مثلها مثل الجند، وتقول وردة الجزائرية ضمن حلقات برنامج «زمان يا فن» للإعلامى وجدى الحكيم، الذى كان شاهدا على قصة أغنية «على الربابة بغني»، تلك الكلمات العذبة واللحن العظيم الذى لحنها العبقرى «بليغ حمدي»، بعد عبور قواتنا المسلحة المصرية قناة السويس فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، وهى أغنية لها كواليس خاصة مختلفة عن غيرها، كانت البداية خناقة على باب ماسبيرو وتستكمل ضاحكة بصوت عال، وبعد عبور قناة السويس، تفاجأوا بوجود بليغ بصحبتى ومعى عبدالرحيم منصور، عاوزين ندخل إلى مبنى ماسبيرو، إلا أن الأمن منعنا، فحدثت مشادات كلامية بين الطرفين، وصلت إلى حد التشابك بالأيدي.
وعندما علمت أنت بذلك نزلت إلينا فورًا، وقلت لنا «مفيش فلوس لإنتاج أغاني»، فرد بليغ: «ومفيش قوة فى الأرض تمنعنى من تقديم واجبى نحو بلادي، ومستعد للتبرع بأجرى ودفع كل مصروفات الفرقة من جيبى الخاص».
وبعد ذلك تم الحديث مع «بابا شارو» رئيس الإذاعة وقتها، فأمر بدخولنا، وفتح الاستوديو، ونفذنا الأغنية فى أقل من ساعتين، بديكور مسلسل للفنان نور الدمرداش، وبمجرد إذاعة الأغنية حققت نجاحًا كبيرًا، وأصبح يرددها الشارع المصري، والجنود على الجبهة، وكان الصحفى الكبير حمدى الكنيسي، يعمل فى ذلك الوقت كمراسل حربي وشهدت الساعات الأولى للعبور، قال: «فى أحد الأيام وأنا عائد لتوى من الجبهة، طلب منى بليغ حمدى الذهاب فورًا لاستوديو ٣٦ بماسبيرو، فطلبت منه الانتظار حتى أستبدل ملابسى، إلا أنه أصر على حضورى بـ«الأفرول الميري»، وأقنعنى بأن هذا الزى سوف يعطى إحساسًا حقيقيًا لوردة بـ«جو الحرب»، وبالفعل وقفت أمامها وهى تشدو بهذه الأغنية الوطنية.
أما عن الاستقبال فى مصر فكان الاستقبال أسطوريًا وكان مبررًا، فبالإضافة لموهبتها الفذة، كانت حكومة الثورة المصرية تدعم بقوة استقلال الجزائر، واحتاجت لصوت جزائرى يشارك فى الدعم المعنوى لقضية المجاهدين، ولهذا سمح لها بالمشاركة مع أساطير الغناء العربى فى أوبريت «الوطن الأكبر» بقيادة الموسيقار محمد عبدالوهاب، ولكن هذا الود انقطع فجأة وتحول لعداء بعد صدور قرار مفاجئ بترحيلى من القاهرة ومنعى من دخول مصر، ولم أعرف حتى اللحظة السبب الحقيقى وراء القرار. 
للفنانة الراحلة وردة زيجات شهيرة ومعروفة، أولها من جمال القيصرى وكان جزائريًا ومناضلًا حتى النخاع ووكيل وزارة الاقتصاد الجزائرى، وأنجبت منه ابنيها رياض ووداد، وعندما عادت للقاهرة تزوجت من الموسيقار بليغ حمدى وأخيرًا تزوجت من عصام بصيلة.