الجمعة 24 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

يحيى الرخاوي لـ"البوابة نيوز": قلق الثانوية وانفعالات الشباب ليست "أمراضًا نفسية"

عالم النفس الكبير
عالم النفس الكبير الدكتور يحيى الرخاوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حذر عالم النفس الكبير الدكتور يحيى الرخاوي، من أخطاء شائعة يرتكبها الآباء وأولياء الأمور، أثناء استعداد أبنائهم للامتحانات، وقدم أقصر وأبسط روشتة للتفوق الدراسى فى حواره مع «البوابة نيوز»:
■ بداية.. ما الأمراض النفسية التى يمكن أن تصيب بعض طلاب وطالبات الثانوية العامة؟
- لماذا نسمى كل ما يطرأ على الشباب من انفعالات ومشاعر وتساؤل أمراضًا نفسية؟ سواء أكانوا شباب الثانوية أم شباب الثورة أم شباب «الفيس بوك»، أرجو أن نعيد النظر فى المقولات الشائعة، وأن يشارك الإعلام إيجابيا فى توعية الناس شبابا وغير شباب، وألا يستسهلوا وصف أى سلبيات على أنها مرض نفسي؛ لأن هذا يبرر السلبيات، وكأنها تحدث غصبا عن صاحبها، كما يشوه المشاعر الإنسانية الطبيعية.
■ ومن هم الأكثر تعرضًا للإصابة بهذه الأمراض عن غيرهم من الطلبة، ولماذا؟
- الامتحان لا بد أن يكون خبرة حياتية مهما صاحبه الخوف أو القلق، وعلينا أن ننشئ أولادنا ومن السنوات الأولى على ما يليق بتاريخنا وعلاقتنا بربنا ومسئوليتنا أمامه، فالحياة كلها امتحانات، ولا يجوز أن نحرص على إراحة الناس والشباب طوال الوقت، وكأننا نرشوهم ليتخدروا. وعدم الشعور بالخوف والتوتر قد يكون نوعا من التبلد، وصحيح أن المبالغة فى الخوف قد تصل إلى حد الإعاقة وضعف الأداء فى الامتحان، ولكن علينا أن نعرف كيف نفرق بين المبالغة فى الخوف والخوف الطبيعى والمتوقع.
■ وهل يمكن أن تصاحب هذه الأمراض النفسية مجموعة من الأمراض العضوية، مثل الصداع والغثيان وارتفاع درجة الحرارة وآلام البطن؟
- طبعا، ولكن مع درجات مختلفة من التوتر والحدة، فمثلا الصداع وآلام البطن أو الجسم عموما، هى مظاهر جسدية لما يسمى «عصاب القلق»، أما الغثيان فهو أقل توترا، وهو يعلن الرفض أكثر مما يصاحب الخوف، أما ارتفاع درجة الحرارة لأسباب نفسية فهو نادر ندرة بالغة، وينبغى أن نأخذ ارتفاع درجة الحرارة الحقيقى المقاس بالترمومتر، وليس بيد الأم على جبهة ابنها أو بالشكوى من صهد بالدماغ.
■ وكيف يمكن للوالدين مواجهة حالة القلق والتوتر النفسى العصبى التى يعانى الأبناء منها كلما اقترب موعد الامتحان؟
- فى خبرتي، لاحظت أن الوالدين يكونان أكثر حرصا على أداء الطالب الامتحان بتفوق، بغض النظر عن مستواه، وأكثر حرصا من الطالب نفسه، وأغلب حرصهما هو جهل تربوى ضار، وكلما زاد طموح الوالدين واستعمالهما لأبنائهم وبناتهم كمشروعات استثمارية عائلية تتحقق بتفوقهم، مما خابا هما فى تحقيقه، كلما زاد ذلك من استجابة له الأولاد والبنات بما يسمى أمراضًا نفسية وهى ليست كذلك.
■ يعانى بعض الطلاب من عدم التركيز وتشتت الانتباه والسرحان أثناء المذاكرة، فكيف يمكن التغلب على مثل هذه الحالات؟
- فى خبرتى التى تأكدت عبر عشرات السنين، أرفض هذه الشكوى من حيث المبدأ، وقد نبهت الطالب مؤخرا أن كثرة حديثه عن عدم التركيز هو وصاية منه على مخه، وهذا نفسه يضاعف تصوره عن عدم التركيز، وأؤكد له أن المخ كما خلقه الله لا يستطيع إلا أن يركز. الأحياء كلها طيور وأسماك وحيوانات إن لم تركز تلقائيا لتحمى نفسها من مخاطر البيئة المحيطة؛ فإنها تعرض نفسها للهلاك فالانقراض، وطلب من الطالب أن يواصل الاستذكار دون الحديث عن التركيز أو الشكوى منه على مسئوليتي، ولكن لعدد معين من الساعات نتفق عليه سواء ركز أم لم يركز، المخ سوف يحصل ويركز تلقائيا من وراء ظهره.