الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عاطف الطيب.. جيفارا السينما المصرية

عاطف الطيب
عاطف الطيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جيفارا السينما المصري، بين زنازين الشعب وهمومه قضى حياته؛ ليعيشها ضد الحكومة، بعد وقع في الغرام فوق هضبة الهرم، يقضي حياته ذلك الطيب متجولًا سائقا للأتوبيس، يرحل في مثل هذا اليوم بعدما أخرج للفقير، والمواطن المطحون، وعارض الحكومة، ما بين «ثلاثة وجوه للحب»، و«دعوة للحياة» بدأ حياته في الإخراج كمساعد مخرج مع مدحت بكير.
ولد الطيب في 26 ديسمبر عام 1947، وتخرج في قسم الإخراج عام 1970، في المعهد العالي للسينما - بدأ حياته الفنية مخرجا للأفلام التسجيلية في عام 1972، ثم عمل مساعدًا للمخرج شادي عبد السلام في فيلم "جيوش الشمس" ومع المخرج مدحت بكير في فيلم "ابتسامة واحدة لا تكفي".
على الرغم من السنوات القليلة التي قضاها "عاطف الطيب" في السينما المصرية "82 ـ 95" إلا أن هذه الفترة القليلة كانت كفيلة بالتأثير الكبير الذي تركه على السينما بالأفلام المتميزة التي قام بإخراجها، تلك الأفلام التي تناولت واقع المواطن المصري المأزوم والذي يعاني من قهر الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية مما يدفعه إلى البحث عن رد فعل مناسب لهذا القهر، ففي أقل من 15 عاما أخرج لنا “عاطف الطيب” 21 فيلما سينمائيا كلها أو الغالبية العظمى منها تسعي إلي الصدق في التعبير عن هذا المواطن وأيضا عرض الظروف المحيطة به.
ومن أهم أفلامه "البريء" حيث يرصد الفيلم حياة شابٍ فقيرٍ، يُدعى أحمد سبع الليل "أحمد زكي" بسبب ظروف معيشته القاسية لا يتمكن من تلقي تعليمه. 
تناول في طياته التحولات لشخصية البطل والتي جسدها أحمد زكي ببراعة بدءًا من استغلال النظام لجهله واستخدامه لمحاربة المثقفين وأصحاب الرأي مرورًا بإدراكه حقيقة أنه لا يحارب أعداء الوطن، وعلى الرغم من أن الطيب لم يكن من المخرجين الذين يهتمون بتفاصيل الكادر وحركة الكاميرا والممثل والأجواء الدرامية لكنه كان شديد التركيز على موضوعات أفلامه أكثر والتي كانت شديدة الواقعية مما جعله أحد رواد حركة الواقعية الجديدة في السينما المصرية برفقة داود عبد السيد ومحمد خان وشريف عرفة وغيرهم الذين أعادوا في تلك الفترة للسينما المصرية قيمتها بعد سيطرة سينما المقاولات في السبعينيات، ولقد كان هذا الفيلم الرائع ثمرة التعاون بين الطيب ووحيد حامد.
أخرج عاطف الطيب 21 فيلما فى 15 سنة، ولكن كان الموت أسرع من الطيب فى تحقيق حلمه، رحل عن عالمنا تاركا خلفا إرثا كبيرا حملته أفلامه من هموم وشقاء المواطن، غيب الموت الطيب في عمره الثامن والأربعين في مثل هذا اليوم 23 يونيو عام 1995 تاركا فيلمه الأخير "جبر الخواطر" قبل أن يكمله، بعد إجرائه عملية في القلب.