المسرح هو أبو الفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.
نافس الممثل والمخرج المسرحى فوزى منيب، الفنان على الكسار، حيث كان يشاهد كل عروضه الفنية، ثم ينقل هذه الأعمال كما هى بنفس لهجة «الكسار» ويقدمها على مسارح روض الفرج، والتقى بالفنانة مارى منيب وتزوجها وكونا فرقة خاصة باسميهما.
يقول المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، إن الفنان فوزى منيب تفرغ بعد دراسته للعمل فى المسرح، وقام بتكوين فرقة مسرحية مع زوجته الممثلة مارى منيب، وقد عرفت الفرقة باسميهما، وقد عرضا غالبية مسرحياتهما الناجحة على مسارح روض الفرج، ولكن مع بداية الثلاثينيات بدأ الإقبال الجماهيرى ينحسر على عروض الفرقة، مما أدى لاحقا انفصال مارى وفوزى فنيا وعاطفيا بعد سنوات طوال من التعاون الفنى والزواج.
وأضاف دوارة، أن «منيب» من أوائل الممثلين الذين شاركوا فى بطولة الأفلام الصامتة، وقد شارك بالتمثيل فى الفيلمين القصيرين: «الخالة الأمريكانية» فى ١٩٢٠، «خاتم سليمان» فى ١٩٢٢ تصوير الفيزى أورفانيللى، إخراج ليونار لاريتشي، كما مثل فى أفلام «أصحاب العقول» و«الأبيض والأسود»، كما شارك ببطولة بعض المسرحيات بفرقة أمين صدقى التى كونها بعد انفصاله عن نجم الكوميديا على الكسار، حيث قام فوزى بتقديم أدوار الكسار، وأيضا تقليده بتقديم شخصية النوبى عثمان عبدالباسط.
وأكد أنه أسس فرقته المسرحية بعنوان فرقة فوزى منيب «كشكش البربري» وذلك خلال الفترة من ١٩٢٦ حتى ١٩٣٠، قدم من خلالها مجموعة من الأعمال المسرحية من بينها «القرش الأبيض»، «خاتم الملك»، «ألف ليلة»، «عريس الغفلة»، «كوهين وكيلي»، «ليالى الأنس»، «موسى الخضري»، «أما لبخة»، «فرجت»، «بيت الهاوي»، «زمردة اليتيمة»، «سر الليل»، «العشرة الطيبة»، «غرايب الدنيا»، «ابن الشمس»، «الأمير الهندي»، «الأميرة قمر الزمان»، «السر فى سبت»، «بوريه من حماتي»، «كنز القبطان»، «جزيرة المتوحش»، «لوكاندة الحظ»، «مملكة الباباظ»، «دولة الحظ»، «مملكة العجايب»، «بلاد السند والهند»، «وراه ليتجوز»، «يا رايح قول للجاي»، «إللى فيهم»، «بغداد فى الليل»، «عثمان هايخش دنيا»، وغيرها من المسرحيات، حيث شاركه بطولة هذه الأعمال مارى منيب، محمد إدريس، فردوس محمد، جبران نعوم، وظل منيب من الفرق المنسية التى لا يعرف عنها الكثير وعن ريادتها فى المسرح.
