الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

نفحات الأدباء || نظرات وعبرات للمنفلوطي في هجرة الرسول

الأديب مصطفى لطفى
الأديب مصطفى لطفى المنفلوطى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدر الأديب مصطفى لطفى المنفلوطى، كتابا بعنوان «نظرات وعبرات»، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات الاجتماعية والسياسية والدينية.
حرص المنفلوطى فى هذه المقالات على معالجة شئون المجتمع، فعلى الصعيد الاجتماعى دعى للإصلاح، والتهذيب الخلقي، والتحلى بالفضائل، والذود عن الدين والوطن، ونادى بضرورة التحرر من الخرافات والجهل والخمول والكسل، وفى المجال الديني؛ رثى لبعد المسلمين عن دينهم، وعزا ضعفهم إلى البعد عنه، كما ثار على الخرافات التى ابتدعها المسلمون؛ مثل: تقديم النذور للأولياء، وبناء الأضرحة على القبور، وغيرها من الأمور. ومن ضمن مقالاته فى الكتاب مقالا بعنوان «عبرة الهجرة»، قال فيه إن من أخلاق النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، التى لا تشتمل على مثلها نفس بشرية ما يغنيه عن كل خارقة تأتيه من الأرض إلى السماء أو الماء أو الهواء.
وبين المنفلوطى أن كل ما يبهر العرب من معجزات علمه وحلمه وصبره واحتماله وتواضعه وإيثاره وصدقه وإخلاصه- يقصد النبى محمد - أكثر مما كان يبهرهم من معجزات تسبيح الحصى وانشقاق القمر ومشى الشجر ولين الحجر.
وتابع المنفلوطي: الهجرة كانت هى مبدأ تاريخ الإسلام لأنها أكبر مظهر من مظاهره وكانت عيدا يحتفل به المسلمون فى كل عام؛ لأنها أجمل ذكرى للثبات على الحق والجهاد فى سبيل الله.
وأوضح المنفلوطي: أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، لاقى عناء كبيرا فى هجرته وشدة عظيمة، فإن قومه كانوا يكرهون مهاجرته لا ضنا به، بل مخافة أن يجد فى هجرته من الأعوان والأنصار ما لم يجد بينهم، كأنما كانوا يشعرون بأنه طالب حق، وأن طالب الحق لا بد أن يجد بين المحقين أعوانا وأنصارا، فوضعوا على العيون والجواسيس فخرج من بينهم ليلة الهجرة متنكرا بعدما ترك فى فراشه ابن عمه على بن أبى طالب عبثا بهم، وتضليلا لهم عن اللحاق به، ومشى هو وصاحبه أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، يتسلقان الصخور ويتسربان فى الأغوار والكهوف ويلوذان بأكناف الشعاب والهضاب حتى انقطع عنهما الطلب وتم لهما ما أرادا بفضل الصبر والثبات على الحق، فحسبنا حياة الرسول كأعظم مثال يجب أن يحتذيه المسلمون للتخلق بأشرف الأخلاق والتحلى بأكرم الخصال، فلا حاجة لنا بتاريخ حياة الفلاسفة اليونان وحكماء الرومان وعلماء الأفرنج، فلدينا فى تاريخنا حياة شريفة مملوءة بالجد والعمل والصبر والثبات والحب والرحمة والحكمة والشرف الحقيقى والإنسانية الكاملة، وهى حياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، وحسبنا بها وكفى.