الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

منابر لها تاريخ| مسجد الأشرف برسباي خلد ذكرى انتصار مصر على الفرنجة

مسجد الأشرف برسباى
مسجد الأشرف برسباى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للعقيدة الإسلامية أثر بالغ فى نفوس معتنقيها لسماحتها وملاءمتها للنفس البشرية، وهو الذى انعكس بشكل كبير على الفنون فى شتى مجالاتها، كان أبرزها العمارة الإسلامية. فعلى مدار شهر رمضان المبارك تأخذكم «البوابة» فى رحلة بين مساجد مصر وأضرحتها، لنتعرف على تاريخ نشأتها، وتأثيرها الروحانى فى قلوب مُرتاديها. 
هو مسجد الأشرف برسباى بالخانكاة بشبين القناطر والذى شُيد فى العام ٨٤١ الهجري، والذى تصادف بناؤه عند خروج السلطان الأشرف برسباى لفتح جزيرة قبرص بعدما لجأت إليها فلول القوات الصليبية، التى طردت من بلاد الشام، وقضى عليهم فى موقعة عكا، وبعدما قضى على الملك جان دى لوزينيان ورجع سالما إلى مصر، نذر أن يعمر فى هذا المكان «الخنقاة السرياقوسية» مسجدا وسبيلا، وأوفى برسباى فأنشأ المسجد والسبيل والحق بجواره مقعدًا وخانا وحوضًا لشراب الدواب. 
ويتكون المسجد من مربع تبلغ مساحته ما يقرب من نصف فدان، أما تخطيطه المعمارى فيتكون من صحن مكشوف يتوسط السجد وتحيط به الأروقة من جميع الجهات، وإيوان القبلة أكبر الإيوانات، إذ يحتوى على ثلاثة صفوف من الأعمدة، ويتكون كل صف من ستة أعمدة تحمل عقودًا مدببة، وزخرفت الأعمدة التى وضعت موازية لحائط القبلة بما يسمى بـ «الأباق» وهى نوع من الزخارف الإسلامية وهى عبارة عن الزخرفة باللونين الأبيض والأسود، وقد زين صدر الإيوان وجانباه بفسيفساء رخامية متعددة الألوان، ويتوسط الإيوان محراب زخرف تجويفه وطاقيته بالرخام الدقيق. 
ويرتفع المدخل الرئيسى للمسجد عن مستوى الأرض إذ يصعد إليه بثلاث درجات تؤدى إلى المدخل الذى يبلغ اتساعه ٣.٥ متر وبعمق متر، ويكتنفه مكسلتان من الحجر مكتوب عليه بالخط الثلث المملوكى الآية القرآنية «إنما يعمر مساجد الله» واسم صاحب الجامع وهو السلطان الأشرف أبو النصر برسباي، ويؤدى باب المدخل إلى دركاة مربعة الشكل يبلغ طول ضلعها ٣.٥ متر يعلوها سقف خشبي، ويوجد بالضلع الشمالى للدركاة باب معقود يؤدى إلى السبيل، كما يوجد باب آخر يؤدى إلى دهليز مستطيل يبلغ طوله ٦.٨٠ متر، وبعرض ٢.٢٥ متر، وفرشت أرضيته من الرخام الملون، ويوجد بالضلع الشمالى للدهليز إيوان صغير معقود وسقفه مقبي، وعلى فتحته حجاب من خشب الخراط كان يستخدم «مزملة» كما يوجد باب آخر صغير فى هذا الضلع من الدهليز يؤدى إلى مجموعة من الحجرات التى تتبع الجامع، كما يوجد باب آخر فى الجهة الغربة وذلك للصعود للطابق الثانى والمئذنة، وفى كل ضلع من أضلاع المسجد يوجد ٧ نوافذ معقودة مستطيلة يبلغ ارتفاعها ٢.٥ متر، ويعلوها عتب مكون من ثلاث صنجات معشقة فوق عقد، يعلو هذا الصف النوافذ السفلية صف آخر من ٧ نوافذ قنديلية ملئت بالجص المخرم المعشق بالزجاج الملون، وقد انحصرت النوافذ من الخارج بسبع حنيات تضم كل منها نافذتين سفلية وعلوية وتنتهى بثلاثة صفوف من الدلايات يأتى فوقها شرافات الجامع. 
وقد كسى محراب المسجد بالفسيفساء الرخامية، ويعلو المحراب نافذة صغيرة معقودة ومملوءة بالجص والزجاج المعشق، كما يوجد منبر خشبي، قد تم تجديده فى عهد عباس حلمى الثانى فى عام ١٣٣١ هجريًا، كما نقش ذلك على بابه كما يوجد فى رواق القبلة المتوسطة دكة المبلغ وهى من الخشب المجدد وتقوم على ستة أعمدة من الرخام، أما المئذنة فتع على يمين المدخل الرئيسى للمسجد، بالضلع الشرقى وهو تقوم على قاعدة تفصل بين كتلة المدخل والجامع وتتكون المئذنة الحالية والتى أعيد بناؤها عام ١٩٤٤ ميلادية من ثلاثة طوابق ويعلو الطابق الثالث وهو عبارة عن خوسق يبلغ ارتفاعه ٨ أمتار، ويحتوى على ثمانية أعمدة تحمل عقودًا ذات ثلاثة فصوص ويعلو ذلك خوذه المئذنة ثم الهلال النحاسي.