الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أهل المدد .. شيماء النوبي.. مبتهلة في حب الله

 شيماء النوبى
شيماء النوبى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الإنشاد الديني» الحلم التى كانت تسعى له شيماء النوبي، أول مبتهلة فى مصر لتحقيقه منذ الصغر، إتقانها لقراءة القرآن الكريم أحد أسباب اتجاهها إلى هذا الفن، مصطفى إسماعيل، عبدالباسط، والحصري، النقشبندى وطوبار كانوا بمثابة مصدر إلهامها والمصباح الذى تستمد منه شعاعه، ولكنها تسعى لأن تقدم إحدى حفلاتها فى بريطانيا لأنها الدولة الأوروبية الوحيدة التى لم يُقدم بها حفلات للابتهال، وأوبريت «المسحراتي» ذلك الحلم الذى تسعى له جاهده حتى يرى النور، بجانب عملها مديرة مدرسة الشيخ زين محمود للإنشاد الدينى والفولوكلور الشعبي.
التقت «البوابة» شيماء النوبى إحدى المبتهلات المصريات، استكمالا لسلسة «أهل المدد»، فتحت قلبها لكى تتحدث عن بداية مشوارها مع فن الإنشاد الدينى والابتهالات وإصرارها على استكمال هذه المسيرة رغم الصعاب التى واجهتها كفتاة.
حبها للقرآن الكريم وتعلقها به منذ الصغر، كان أحد أسباب اتجاه النوبى للإنشاد الديني، فى هذا الطريق الذى اختارت السير به، وكانت تجيد قراءة القرآن فى مراحل طفولتها، من خلال متابعتها الجيدة لإذاعة القرآن الكريم، ولم تكتف بهذا القدر، ولكنها كانت تقلد كبار المقرئين فى السادسة من عمرها، وتأثرت بهم جميعًا، وبطريقتهم، شاركت فى العديد من المسابقات وهى التمثيل، والغناء، والإنشاد الديني، وهذا ما أهلها فى الحصول على المركز الأول فى مسابقة الجمهورية فى الإنشاد الديني، ومن هذه اللحظة كانت بداية مشوارها مع رحلة الإنشاد الديني، ومن بين الفرق التى شاركت معها مشتركة فى فرقة للإنشاد بالأوبرا، كالكحلاوي، ولم تجد نفسها بها، ولا تفضل هذا اللون من الإنشاد، ولكنها تبحث عن شيء آخر، عندما بلغت الثامنة عشرة درست الفروق بين الإنشاد الدينى والتواشيح والابتهالات.
تختلف الابتهالات عن الإنشاد الدينى تمامًا، ولكن ترى المنشدة، أن لكل منهما طابعه الخاص، مضيفة أن الابتهالات هى من الفنون الراقية التى تنضم لفن الإنشاد، ولكنها تعتمد على الارتجال الموسيقى أو الكلمات النابعة من المبتهل لا يصاحبها موسيقى، بينما يعتمد الإنشاد بالأساس على المديح، ولكن الشخصية طغت على ابتهالاتي، وجعلتنى لم ألتفت لحظة، فرفعت شعار «امرأة صعيديَّة»، تتحدى العادات وتخالف التقاليد المجتمع، ورغم صغر سِنِّها، إلا أنها استطاعت دخول هذا المجال الذى كان حكرا على الرجال، مؤمنة بكل ما تفعله، وكان نصيرها الأب الذى يعمل ضابطًا بالقوات المُسلحة، الداعم الأول لها، وكان زوجها يُكمل مسيرة والدها فى تحقيق حلمها كمنشدة».
هناك أشياء قد تميز المنشدين عن بعضهم البعض، هكذا قالت النوبي: أحببت الإنشاد والابتهالات منذ طفولتي، فالاجتهاد والبحث، والتعلم، ساهموا بشكل كبير ومستمر فى هذا التميز، لأننى فضلت هذا الطريق الذى يدوم طويلًا، هناك عدة انطباعات عن المنشدين والمبتهلين، فالإنشاد لا يرتبط بالسبحة ولا العمامة والجلباب، الإنشاد هو موهبة حقيقية، فلابد أن يكون المنشد حساسًا بما يقوله لكى يصل لقلوب الناس.
وعن فن الروح والعبادة، أعربت شيماء، عن حزنها بعدم الاهتمام بهذا، مطالبة أن ينال هذا القطاع العريض لفن الإنشاد الدينى حيزا كبيرا من قبل المريدين فى جميع أنحاء الجمهورية، ولا يقتصر على شريحة معينة بعينها، متمنية من الجهات المعنية الاهتمام بالإنشاد الديني، وكل ما له علاقة بالتراث، فنحن نتحمل كل النقاقات على مدرسة الإنشاد الديني، حتى نساعد على إحياء فن الإنشاد والحفاظ عليه، مؤكدة أن هذا الفن هو الذى يواجه التطرف والفكر الإرهابي، لأننا نساهم بقدر كبير فى زراعة هذا الدين فى قلوب المستمعين وليس عقولهم.
ترى النوبي، أن العمل الجماعى مع القامات الفنية يضيف للفنانين فى بعض الأحيان، وهى من الذين اشتركوا مع المنشدين فى أعمالهم وفرقهم، حيث التقت بالشيخ زين محمود فى إحدى الحفلات، وعندما طالبته برأيه فيما سمعه منها، أعجب بصوتها العزب وتمكنها من مخارج الكلمات، وعلى الفور طلب منها الانضمام إلى فرقته ووافقت بهذا الطلب معربة عن سعادتها، تعلمت خلال فترة تواجدها بفرقته السيرة الهلالية، والتواشيح، وقدمت مع الشيخ زين ما يقرب من ١٢١ حفلة.
يصعب على منشدى التراث وغناؤه الاتجاه بالغناء فى شكل آخر هكذا ما أكدته المنشدة، أن الإنشاد الديني، والسيرة، والفلوكلور الشعبي، كلاهما ألوان من الفنون التى تتسم بالروحانيات والعفة والكلمات الطيبة، والهدف منها هو ترك آثر جميل بداخل مريديها، تاركة رسالةً للمجتمع.
وعن أولى حفلاتها داخل مصر وخارجها، تحدثت النوبى والبسمة ترتسم على وجهها فى سعادة قائلة: أنشدت فى حفلات داخل مصر وبالخارج كانت من بينها دولة الجزائر، ولم يحالفنى الحظ بإحياء حفلات بالدول الأوروبية، استمتعت كثيرا عندما كنت أشاهد بعض من الجاليات الأجنبية فى مضر، قدمت أمامهم ابتهالا يعنوان «يارب» على مقام النهاوند، واستخدامه فيما بعد هذه الجاليات فى ألمانيا. 
وعن إحدى أمنياتها التى تسعى إلى تحقيقها قالت المنشدة، أتمنى إنشاء مسرح إسلامى أو مسرح صوفى أو روحانى، يعتمد على الابتهالات القديمة، والقصص الأوبريت بشكلها القديم وليس الحديث، سواء كانت أوبريتات دينية أو شعبية مثل أوبريت «الليلة الكبيرة»، بعيدًا عن فكرة الغناء الدينى المُتعارف عليه، وأحلم بتقديم أوبريت «المسحراتى».