الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فرق منسية|| الشيخ سليمان حداد.. السر الهائل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المسرح هو أبو الفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نحاجًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.
عمل سليمان حداد، أحد فنانى مسرح الشوام فى مصر، مديرًا فنيًا ومدربًا للتمثيل فى فرقة يوسف الخياط، سليمان قرداحي، إسكندر فرح، جورج أبيض، سليم عطا الله، عزيز عيد، لم يكتف بذلك وقرر تكوين جوقا خاص به فى ١٨٨١، لم تكن فرقته من الفرق المستمرة، بل كانت من الفرق المغمورة التى تظهر وتختفي، وأعاد بها مرة أخرى فى ١٨٨٧، ودعاه الجوق الوطنى المصرى وظل قائما عليه حتى ١٩٠٦، قدم مجموعة متنوعة من الأعمال المسرحية من بينها «العلم المتكرر»، «المروءة والوفاء»، «محاسن الصدف»، «عشق الأخوين»، «شقاء المحبين»، «شارلمان»، «السلطان صلاح الدين الأيوبى مع ريكاردوس قلب الأسد» وقدمت على الأوبرا الخديوية، «شهداء الغرام»، «مكايد النساء»، «حلم الملوك».
اشترك حداد مع سليمان قرداحى وكونا فرقة مشتركة بينهما تحت عنوان «الجوق المنتخب»، وقدم مجموعة من الأعمال المسرحية بتياترو الابتهاج المعروف بمسرح القرداحى بالإسكندرية وهى «حمدان»، «أتللو»، «الأسد المتملق»، «عائدة»، «شارلمان»، وترأس بعدها جمعية «مرقاة التمثيل» وقدم رواية «السر الهائل» للمؤلف فولتير، الذى يحسن استخدام حضور البديهة النقدية التى كان يتمتع بها، وتميزه بالسرعة وحدة النظر والصرامة والطرافة، مما جعلته محبوبا بين الكثيرين، وقدمت على خشبة المسرح العباسى فى ١٩٠٠، حققت خلالها نجاحًا كبيرًا.
انقطعت أخبار حداد فترة لمدة خمس سنوات حتى عام ١٩٠٥، شارك بعدها فى العديد من الأعمال من بينها أوديب، حتى استعاد تكوين فرقته مرة أخرى وقدم مسرحية «حمدان» بالتياترو المصرى فى شارع عبدالعزيز فى ١٩٠٦، اجتمع مع عزيز عيد واتفق على تكوين فرقة هزلية فى ١٩٠٧ وقدما أول عمل مشترك بينهما فى رواية «ضربة المقرعة» بالتياترو المصرى بشارع عبدالعزيز، وأخذت هذه الفرقة جولاتها بين القاهرة والإسكندرية وصولا بالأرياف وقدم موسمًا مسرحيًا متميزًا، وكانت فرقة جورج أبيض آخر فرقة عمل بها كمُعلم للتمثيل والإلقاء فى عام ١٩١٢، ولكنه تركها بعد أن شعر بأن هناك من يريد احتلال مكانه، فترك مكانه راضيا بما قدمه فى سبيل الفن المسرحي.