الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

منابر لها تاريخ| "الجامع العتيق" وأقدم مآذن مصر الإسلامية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للعقيدة الإسلامية أثر بالغ فى نفوس معتنقيها لسماحتها وملاءمتها للنفس البشرية، وهو الذى انعكس بشكل كبير على الفنون فى شتى مجالاتها، كان أبرزها العمارة الإسلامية.
فعلى مدار شهر رمضان المبارك تأخذكم «البوابة» فى رحلة بين مساجد مصر وأضرحتها، لنتعرف على تاريخ نشأتها، وتأثيرها الروحانى فى قلوب مُرتاديها.
يُعد «الجامع العتيق» من أهم وأقدم مساجد مدينة إسنا بمحافظة قنا، ويعرف باسم الجامع «العمري»، وجاءت هذه التسمية والتى تطلق على كل مسجد قديم فى كل إقليم، أو منطقة من مناطق مصر، نسبة إلى جامع عمر بن العاص، وهو أول مسجد أنشئ فى مصر الإسلامية.
ويرجع تاريخ المسجد العتيق إلى العصر الفاطمي، حينما أمر بعمارته أمير الجيش سيف الإسلام ناصر أبوالنجم بدر المستنصري، القاضى أبا الحسن على بن أحمد بن النضر، حيث قام بتأسيسه فى النصف من ذى الحجة فى عام تسع وستين وأربع مائة، وسقف فى النصف من شهر ربيع الأول سنة سبعين وأربع مائة.
وقد تهدم المسجد العتيق وتم تجديده عدة مرات، حيث تغيرت معالمه الأصلية، ولم يبق منه غير المئذنة، التى تقع فى الركن القبلى من الواجهة الغربية للمسجد، وقد طرأ على قاعدتها بعض التغيرات أثناء العمارة التى أجريت للباب الغربى فى عام ١٢٩٥ هجرية، وعلى قاعدة المئذنة مزولة من عمل خليل أفندى إبراهيم مهندس الخريطة الفلكية، وقد ثبت على يمين المحراب لوح من الرخام مقاسه ٢٩ × ٥٨ سم، وكتب عليها بالخط الكوفى «بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة، ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين».
وتعتبر مئذنة جامع إسنا من أقدم المآذن فى مصر الإسلامية، وعلى غرارها أنشئت مآذن الوجه القبلي، كما بقيت اللوحة التذكارية لإنشائها وهى مثبتة على يسار المحراب مكتوبة بالخط الكوفى.
وتُعد مدينة إسنا من أقدم المدن المصرية فى الصعيد الأعلى، وكان ترمز إلى السماء ومعناها قصر الإلهة خنومو، وأصبحت المدينة فى العصر الفاطمى قاعدة، أى بمعنى ولاية أى تضم عدة مدن معها، وكان بها العديد من الحرف والصناعات اليدوية مثل صناعة المنسوجات الصوفية، وصناعة الكليم، والمقاطف، كما اشتهرت بأبراج الحمام، وشهدت إسنا العديد من الأحداث التاريخية الهامة، أثناء فترة حكم ابن طولون.
وبالعودة إلى مئذنة الجامع العتيق، والتى تحدت الزمن والأحداث المتعاقبة، والتى أدت إلى تهدم معظم بنيات المدينة القديمة لإسنا فلم تترك يد الإصلاح أثرًا لأى من المبانى القديمة، لنجد المئذنة صامدة راسخة، محافظة على طرازها المعمارى الذى يرجع للعمارة الفاطمية، حيث بنيت من الطوب المنجور، على ثلاثة طوابق، ويتخلل جواسقها فتحات معقودة من الجوانب المختلفة وتغطى الجواسق قبيبات صغيرة.