الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بنت بلاد الرافدين ترعى كنيسة نور للأمم الخمسينية في أستراليا.. القسيسة العراقية أميرة يوسف: المسيح اختار كل تلاميذه رجالًا احترامًا للتقاليد السائدة

القسيسة العراقية
القسيسة العراقية الأصل أميرة يوسف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من أكثر القضايا التى تثير حساسية شديدة حتى فى الكنائس الإصلاحية المختلفة، قضية رسامة المرآة قسيسة.. وهى قضية محسومة فى الكنائس التقليدية، حيث ترفضها الأرثوذكسية والكاثوليكية، أما الكنائس الإنجيلية فالأمر مختلف عليه من مكان لآخر، وفى أستراليا تقدم القسيسة العراقية الأصل «أميرة يوسف» تجربة عملية فريدة ومختلفة لقسيسة تخدم الرب فى كنيسة نور الأمم الخمسينية بملبورن، وترعى بيتها بكل أمانة، وحول هذه التجربة كان لنا معها هذا الحوار:

■ كيف بدأت خدمتك الروحية فى أستراليا؟
- أنا امرأة عراقية أعيش فى أستراليا منذ ٣٠ سنة، خرجت من العراق وأنا فى أول سنة جامعية، كنت أدرس لأصبح مدرسة للغة الإنجليزية، ولكن تركت بلدى وجئت إلى ملبورن، وكونت أسرة وصار لى ولدان وبنت، واثنان كانوا من ذوى الاحتياجات الخاصة، وفى عمر ست سنوات انتقلت ابنتى إلى المجد مع السيد المسيح «توفيت».
■ هل أثرت هذه التجربة القاسية فى حياتك؟
- كان لى سنة فى أستراليا، تعرفت إلى نعمة المسيح الغنية، فقد كنت مسيحية متدينة، ولم تكن لى علاقة شخصية مع الرب يسوع، ولم أكن أعرف أن الله هو المسيح الظاهر فى الجسد، لأنى كنت من خلفية كاثوليكية، ولم أتعلم التعليم الصحيح حسب الكتاب المقدس!!، درست دبلوم سياحة فى ملبورن، وكنت بعد تخرجى أبحث عن عمل، ولكن سمعت صوتًا فى داخلى بوضوح أن الله يريدنى أن أشتغل له فى كرمه، ولم أكن أفهم هذا الصوت!! وكان تكليفا لى، أريدك أن تحبى شعبى وتخدميه، ويكون لك قلب مليان حب وغفران، لأنك أنت لى وسوف أصنع عجبًا بك!!.. وتذكرت حادثة حصلت معى وأنا فى سن السادسة من عمرى، حينما سمعت صوت الرب فى داخلى وقال لى «أنت لا يجب أن تكونى هكذا، لأنى عملت موقفا كاذبا فى أمي، فوبخنى الرب وقال لى أنت ستكونين امرأة عظيمة ومشهورة وأنا أحميك».
■ ماذا فعلت لتكونى خادمة بالكنيسة؟
- درست ٤ سنوات فى كلية اللاهوت الأسترالية وتخرجت سنة ٢٠٠٧، وفى سنة ٢٠٠٨ فتح لى باب للخدمة فى اجتماعات البيوت لمدة ٨ سنوات كاملة كل يوم جمعة، وكان أيضًا يوم الإثنين، وكنت أقود هذه الاجتماعات. والتقيت بعدد من المتألمين والمرضى فى الجسد وفى النفس، وكنت أفسر لهم كلمة الله من الكتاب المقدس والصلوات، وكنت أرعاهم كما ترعى المربية رضيعها بكل محبة وأمانة، وكنت أيضًا أقدم لهم المساعدات لسد احتياجاتهم بحسب إمكانياتى المحدودة، أى من جيبى الخاص، «فكنت بعد تلمذتهم من كلام الرب وتقويه إيمانهم أعرفهم لكنائس لكى ينتموا إليها، ولكن بعد ثمانى سنوات طلبوا منى أن أستأجر مكانا لاجتماعاتنا، لأنهم لا يريدون أن يذهبون إلى كنائس أخرى.
فصليت إلى الرب وصمت، وقلت له ماذا تريد منى أن أفعل مع قطيعك الصغير؟ ثم شاهدت كنيسة جديدة كانت قد بنيت قبل ثلاثة شهور، والتقيت بمالكها وخدمت فيها وفتح لى الرب هذا الباب العظيم، ولكونى فتحت اجتماعا فى الكنيسة، فكان لا بد أن أترسم قسيسة رسمية فى كنيستي، فأرسل الرب قسيسين مباركين ورسمانى قسيسة رسمية قانونية لهذه الكنيسة، والآن مرت ثلاث سنوات على إنشاء كنيسة نور للأمم الخمسينية فى ملبورن/أستراليا.
■ ما هو البرنامج الروحى للكنيسة؟
- نقدم برنامجا روحيا أسبوعيا، ففى يوم الأحد نقيم الاجتماع العام، حيث نعلم كلمة الرب ونتلمذ النفوس فى طريق الرب ونعمد الناس، وعندنا اجتماعات أيضًا فى البيوت لدراسة الكتاب المقدس واجتماعات جانبية للصلاة مع المحتاجين، كما نزود بعض اللاجئين الجدد بمساعدات مادية ومعنوية ولإيجاد عمل فى البلد وأمور أخرى، خلاص النفوس البعيدة عن طريق المسيح وأيضًا خلاص نفوس من خلفيات أخرى وخاصة العراقيين من الصابئة.
■ الكنائس التى ترفض رسامة المرأة تقول إن كل تلاميذ المسيح كانوا رجالًا.. فما ردك؟
- أؤمن بأن المسيح عندما يدعو إنسانًا لخدمته لا يفرق معه رجل أو امرأة، والمسيح اختار التلاميذ الرجال فقط فى زمانه، لأنه فى ذلك الوقت كانت النساء لا تعمل ولا تخرج، والمسيح احترم تقاليد مجتمعه وبلده آنذاك، ولكن هذا لا يمنع أن المراة هى أيضًا تلميذة للمسيح، لأن الله خلق الرجل والمرأة واحد فى المسيح.
الرجل هو رأس المرأة والمسيح هو رأس الكنيسة، ولكونه لم يرسل نساء مع الرجال فهذا كان ممنوعًا، خروج النساء مع الرجال، فالمرأة كانت تلازم البيت، وصعب جدًا لها أن تترك بيتها وأولادها وتغيب أيامًا لتبشر مع الرجال، كما قلت المسيح كان يحترم قوانين وتقاليد بلده.. وهنا أريد أن أوضح أمرًا بخصوص كلمة قسيسة، فهذا معناه خادمة وراعية.
ففى رسالة رومية الإصحاح رقم ١٦ يقول الرسول بولس: أوصيكم بأختنا فيبى، التى هى خادمة الكنيسة، لم يقل خادمة فى كنيسة، وهذا يعنى أنها كانت مسئولة عن الكنيسة وراعية فيها، ولاحظ أن المترجمين للكتاب المقدس إلى اللغة العربية كانوا رجالًا شرقيين وحسب تقاليدهم لم يترجموا بعض الكلمات كما هى فى العبرية واليونانية لكى لا يشجعوا النساء للخدمة، فقد كانوا ولا يزالون يحددون دور المرأة فقط فى البيت والمطبخ وتربية الأطفال، ولكن زماننا هذا قد اختلف، لأن المرأة خرجت لكل الميادين ولها دور عظيم فى المجتمع، فكيف لا يكون لها دور عظيم فى كنيسة الله وخلاص النفوس؟!
■ ولكن هل هذا يعنى أن المجتمع العربى بأستراليا تقبلك بسهولة كقسيسة؟
- فى بداية رسامتى عانيت الكثير من الناس بعدم قبولهم لكلمة قسيسة أو امرأة ترعى كنيسة، ولكن يومًا بعد يوم أصبحوا يتقبلون هذا كما تقبلوها فى نزولها إلى العمل مع الرجل، وأن تكون طبيبة ومحامية، وحتى رئيسة دولة، ولكوننا شرقيين، فالناس يحتاجون بعضا من الوقت لقبول أن المرأة تصبح قسيسة، واثقة فى ترتيب المسيح لى أنه هو الذى دعانى لأن أرعى شعبه، سواء كنت فى أستراليا أو فى بلدى العراق أو فى أى بلد آخر، لأن المسيح أمر فصار لا يهمه بلد ولا أى شخص عندما يمنح مسحته المقدسة لأولاده وبناته، ومتأكدة لو كنت أعيش فى العراق لكان فتح لى الباب لأكون ما أنا عليه الآن، فالرب يدعو لا البشر، وأومن بأن الرب يرسم المرأة المتقية للرب، والتى عليها دعوة مقدسة ولها ثمار صالحة للملكوت، لأنه ينظر إلى القلب.
وفى الطائفة التى انتمى إليها «الخمسينية» تؤمن فى خدمة المرأة كمرنمة وقائدة مدارس الأحد وأيضا كقسيسة، وهنا القسيسة تختلف عن باقى الطوائف الأخرى، إنها فقط تعظ/تعلم/تتلمذ وترعى، فأنا ليس لى الحق فى عمل مراسيم الزواج ولا مراسيم الدفن، أنا خادمة المسيح لخلاص النفوس والوعظ الذى أعطاه الرب لى وأقود الآخرين إلى طريق الملكوت وفخورة جدًا بالثقة التى أعطانى إياها المسيح، وهى أن أخدم إلهى على الرغم أنى امرأة ولى ظروف خاصة فى حياتى ومع أولادي.
■ هل تشجعين آخريات ليكن قسيسات؟
- كقسيسة أشجع رسامة المرأة أن تكون قسيسة، بشرط أن يكون لها دعوة واضحة من الله، ولها رسالة فى الكرازة ببشارة ملكوت الله ويكون لها قلب ترعى وتحتوى وتحتمل، وألا تقصر فى بيتها وعائلتها وكنيستها وخدمتها.. والمسيح قال اذهبوا إلى العالم أجمع وذكروا بالإنجيل للخليقة كلها وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وكل من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدان.
■ ما هى نصيحتك للخدام بالكنائس؟
- أقول لهم اخدم الرب بكل تواضعك وانكسار للذات أمامه ولا تنسب لنفسك بكبرياء المجد فسوف يضع عليك إكليلا من ذهب، لأن الوضيع الروح ينال مجدًا. وأقول لهم أيضًا «كن هادئًا وحليمًا، ولكن اجعل أفعالك تحدث صوتًا عاليًا فتهتز أساسات الأرض».
■ ما هو دور أسرتك زوجك وأبنائك فى مساندتك كقسيسة؟ وهل تقومين بواجباتك المنزلية كاملة وتجدين الطبخ مثلًا، وما هى أفضل أكلة تعدينها؟
- أولادى خدام فى الكنيسة وفخورون بى كثيرًا جدًا، لأنهم يعيشون معى ومع خدمتى الجميلة، ربيت ابنى عمانوئيل، وأشكر الرب هو حاليًا طبيب تغذية، وستيف ذو الاحتياجات الخاصة وعمره ٢٩ سنة، وهو يساعدنى فى الخدمة، أما عن بيتى أشكر الرب بيتى كنيسة ومكان للراحة وجميل جدًا ونستقبل جميع الضيوف بمحبة باذلة، وعن مطبخى فهو عالمى الذى أتفنن فى الطبخ فيه، لأنى أحب الطبخ كثيرًا، ومن أشهر أكلاتى «الدولمة والبامية والبريانى والحلويات أيضًا - زنود الست والسمسمية».
■ ومن مواهبك أيضا كتابة الترانيم وتلحينها حدثينا عن ذلك؟
- عملت «٢ سى دى» ترانيم الأولى كان عنوانها «وبعد الو مجد تأخذنى» عام ٢٠٠٦، والثانى «ما بنحنيش» عام ٢٠١٥، وأغلب الكلمات والألحان هى من تأليفي، ومن الترانيم التى كتبتها ولحنتها، «وبعد إلى مجدْ تأخذني» وتقول كلماتها، «وبعد الى مجدْ تأخذني، رأسًا لا ذنبًا تجعلنى وبرأيك سيدنى تهدينى وبرأيك أنت تهديني، تمسكت خطواتى بإثارك فما زلت قدمي، حبالُ وقعت لى فى النعماء فالميراث حسنُ عندي، اجذبنى وراك فأجرى لأنك فأنت من تطلب نفسي، فأنت هو رافعُ راسى مسيحى هو رافعُ راسى ولعد إلى مجدٍ تأخذني».