الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"يوم رئاسي مشحون بالأحداث".. السيسي يلتقي رئيس مجمع الكنائس الشرقية.. ويبحث سبل التعاون بين مصر وكينيا.. ويستقبل مدير منظمة الربط العالمي للطاقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد اليوم الرئاسي نشاطا حافلا حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية بالفاتيكان وزير دولة الكرسي الرسولي والممثل الخاص لقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وسفير دولة الكرسي الرسولي بالقاهرة.


وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس طلب نقل تحياته إلى قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، مشيرًا سيادته إلى ما يحظى به قداسة البابا من تقدير واحترام لدى الشعب المصري، ومنوهًا سيادته إلى التطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات الثنائية بين مصر والفاتيكان خلال الأعوام الماضية، خاصة الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس إلى مصر عام 2017، وعودة الحوار بين الأزهر والفاتيكان.
وقد أكد الرئيس النهج الحالي للدولة المصرية في إرساء قيم التعايش وحرية العبادة، مشيرًا إلى أن تلك الثقافة بدأت بالفعل في مصر وستنتشر في المنطقة بطبيعة الحال مع مرور الوقت، ومنوهًا في هذا السياق إلى توقيع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان وثيقة "الأخوة الإنسانية" مؤخرًا، بما يساهم في تعزيز تلك الثقافة. وأوضح سيادته أنه في المقابل يجب تفهم خصوصية ثقافة المنطقة بما تضمه من معايير ومبادئ وهو الأمر الذي يتطلب التفهم والتفاعل مع تلك الثقافة في إطار من القبول والاحترام.

من جانبه أكد الكاردينال ساندري تقديره لمصر قيادة وشعبًا، حيث نقل تحيات البابا فرانسيس بابا الفاتيكان للرئيس، مشيرًا إلى ما يكنه قداسته من محبه لمصر، ومعربًا عن حرص الفاتيكان على تعزيز أواصر التعاون مع مصر بما يساهم في تدعيم ثقافة الحوار والتعايش والسلام والحوار بين الأديان.
وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض ما يواجهه العالم حاليًا من تصاعد نبرات التطرف والتشدد والإقصاء، الأمر الذي يتطلب تضافر جميع الجهود لإعلاء قيم التعايش والتسامح بين جميع الشعوب، ومد جسور التفاهم والإخاء، وتعزيز دور الفاتيكان في احتواء تلك الظاهرة، حيث أكد الرئيس في هذا الإطار أن مصر والفاتيكان لديهما مجال واسع للتعاون في ترسيخ مبادئ الوسطية ونبذ العنف والفكر المتطرف والإرهاب، ومشيرا إلى استمرار مصر في تأكيد مبدأ المواطنة وحرية العقيدة التي يتمتع بها جميع المواطنين. وفى هذا السياق أكد الكاردينال ليوناردو ساندري أن الخطوات التي تنتهجها الدولة مثل افتتاح "كاتدرائية ميلاد المسيح" جنبًا إلى جنب مع مسجد الفتاح العليم في العاصمة الإدارية الجديدة، تعد رسالة محبة وسلام للعالم أجمع، وتعكس إرادة سياسية لترسيخ مفاهيم المواطنة والتسامح والتعايش بين جميع المصريين.

كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مونيكا جوما، وزيرة خارجية كينيا، وذلك على رأس وفد يضم كلًا من النائب العام ومدير عام المخابرات الوطنية الكينية، وبحضور كلٍ من سامح شكري وزير الخارجية وعباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وصرح السفير بسام راضي، بأن الرئيس رحب بلقاء الوفد الكيني، طالبًا سيادته نقل تحياته إلى الرئيس أوهورو كينياتا، ومؤكدًا الأهمية التي توليها مصر لتعزيز العلاقات الثنائية التي تربطها بشقيقتها كينيا في مختلف المجالات، لا سيما التبادل التجاري والاستثمار.
كما أشار الرئيس إلى حرص مصر على تعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الكيني، والرئيس كينياتا شخصيًا، خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، خاصةً فيما يتعلق بأولويات العمل داخل الاتحاد سواء المؤسسية أو السياسية أو التنموية، بما يساهم في تحقيق النمو والاستقرار الذي تصبو إليه الدول الأفريقية.
وأوضح المتحدث الرسمي أن وزيرة الخارجية الكينية أعربت عن تشرفها بلقاء الرئيس، ناقلةً للرئيس تحيات أخيه الرئيس الكيني، ومنوهةً إلى وجود آفاق واسعة لتطوير مسار العلاقات الثنائية ودفع أطر التعاون المشترك بين البلدين على شتى الأصعدة رسميًا وشعبيًا.

كما أشادت جوما بنجاح القمة الأفريقية الأخيرة بأديس أبابا تحت قيادة الرئيس، منوهةً إلى أن هذا النجاح يمثل امتدادًا للدور المصري الأصيل والمتجذر داخل الاتحاد الأفريقي، والذي كان له أكبر الأثر في تطلع الدول الأفريقية نحو مصر للمساهمة في دفع عجلة التنمية بالقارة وصون السلم والأمن بها ومعالجة مختلف قضاياها من خلال وضع الثقة فيها لقيادة دفة العمل الأفريقي المشترك خلال عام 2019.
وأضاف السفير بسام راضي أن اللقاء شهد تبادل الرؤى بشأن عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما فيها آخر تطورات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، وكذلك سبل تضافر الجهود بين البلدين لمكافحة ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف في القارة الأفريقية، خاصةً من خلال تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي المشترك، بالإضافة إلى تفعيل أطر التنسيق القاري لمواجهة تلك الآفة العابرة للحدود تحت مظلة الاتحاد الأفريقي.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي "ليو زينيا" رئيس منظمة التنمية والتعاون للربط العالمي للطاقة، وعددًا من كبار مسئولي المنظمة، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.
وقال السفير بسام راضي أن الرئيس رحب برئيس منظمة التنمية والتعاون للربط العالمي للطاقة، مشيدًا بالدور الهام الذي تقوم به المنظمة على المستوى العالمي بصفة عامة، والمستوى الأفريقي بصفة خاصة، في مجال دعم إنشاء وتطوير نظام ربط كهربائي عالمي من أجل تلبية الطلب العالمي على الكهرباء بطريقة نظيفة وخضراء، وتشجيع برامج الربط الكهربائي بين الدول المتجاورة من خلال تقديم الدعم والاستشارات الفنية.
كما رحب الرئيس في هذا الصدد بالتعاون القائم بين الحكومة المصرية والمنظمة، والذي يتضمن إجراء بحوث مشتركة حول استراتيجية الطاقة لتسهيل تخطيط البنية التحتية للطاقة في مصر، وإجراء تقييم ودراسات مشتركة لتكنولوجيا الطاقة المتجددة في مصر، وكذا الاستشارات الفنية في مجالات الطاقة الذكية، وتعزيز مفهوم الربط العالمي للطاقة في مصر وتسهيل الربط الكهربائي بين الدول العربية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن رئيس منظمة التنمية والتعاون للربط العالمي للطاقة أعرب عن سعادته بلقاء الرئيس، مشيدًا بمستوى التعاون بين مصر والمنظمة، ومشيدًا بالأهمية التي توليها الحكومة المصرية لتنفيذ مشروعات ضخمة في مجال توليد ونقل وتوزيع الطاقة، والربط الكهربائي، وتعزيز الاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة قطاع الطاقة الشمسية والذي يشهد تنفيذ مشروعات هي الأضخم في العالم، فضلًا عن الإصلاحات التشريعية لدعم قطاع الطاقة المتجددة.
كما أعرب "ليو زينيا" عن تطلعه لمزيد من تعزيز التعاون مع مصر في ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي خلال العام الجاري، مشيرًا في هذا السياق إلى المبادرة التي أطلقتها المنظمة باسم "التحالف الأفريقي لربط الطاقة والتنمية المستدامة"، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك لدعم تطور قطاع الطاقة والتحول للطاقة النظيفة، والربط الكهربائي بين الدول الأفريقية، وكذا تسريع التحول في أفريقيا للتصنيع المحلي لمعدات شبكات الكهرباء والطاقة المتجددة.
وذكر السفير بسام راضي أن اللقاء تطرق أيضًا إلى جهود مصر لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة كمصدر للطاقة، مع الإشارة إلى خطط الحكومة لبلوغ نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في مصر إلى 20% عام 2022، و42% عام 2035. 
كما تناول اللقاء الدعم المصري لجهود الدول الأفريقية للنفاذ للطاقة النظيفة من المصادر المتجددة، لاسيما في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، حيث أكد الرئيس أن مصر تسعى إلى تعزيز جهود التكامل الإقليمي وتطوير البنية التحتية في أفريقيا من خلال تعظيم الاستثمارات في المشروعات العابرة للحدود، مع إمكانية قيام مصر بدور هام كمحور للربط الكهربائي في القارة الأفريقية وحلقة ربط مع أوروبا وآسيا، وذلك في ضوء موقع مصر الجغرافي المتميز الذي يؤهلها لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، فضلًا عن حرص مصر على تسهيل التكامل بين الدول الأفريقية في مجالات الطاقة والتعدين ومشاركة ثمار التنمية لتحقيق الرخاء والتقدم لجميع دول القارة.