«برود.. ضحكة صفراء.. كذب.. لا مبالاة»، هذه أبرز تعليقات كل من شاهد علاء فتحي، سائق جرار القطار المتسبب في كارثة محطة مصر، وهو يتحدث عن كيفية وقوع الحادث، الذي أسفر عن وفاة 22 مواطنا، وإصابة نحو 50 آخرين، في مشهد مأساوي، بعد إمساك النيران بأجساد المواطنين، نتيجة تصادم جرار القطار، بمصدات المحطة.
وقال السائق في حوار على إحدى القنوات الفضائية وعلى شفتيه ابتسامة غير مفهومة الأسباب: "أنا مسئول مسئولية كاملة عن الحادث عشان سبت الجرار ونزلت أتخانق مع زميلي".
من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة: "إن الشكل الذي ظهر به سائق القطار دليل إدانة واضح وصريح، حيث إن تعبيرات وجهه تدل على كذبه وعدم صدق تصريحاته:، كما قال إنه لم يسمع عن الحادث إلا عندما عاد إلى منزله، وليس من المنطقي أن يترك سائق قطاره وينزل منه ويتركه يمشي ولا يعرف اتجاهه أو مكان وصوله، أو العواقب التي من الممكن أن تحدث بسبب تركه القطار يسير بدون قائد، لذلك فإن كلامه كله غير منطقي وغير مرضٍ.
وأكمل "فرويز": "ابتسامته الصفراء وردة فعله التي لا يوجد بها أي نوع من الاهتمام تشعرك أن العملية مدبرة وليس عملية عشوائية نتيجة خطأ سائق، حيث إنه إذا كان يشعر بالذنب كانت على الأقل ستظهر عليه علامات الارتباك والندم، وقد يتلعثم بكلماته ولا يستطيع تجميعها بسهولة، وإذا كان مفزوعا من الحادث، ومن المتوقع أن يكون هذا السائق مدربا على هذا ليقوم بهذا الحادث عمدا، وهو متورط الآن في قضية أمن دولة، والقضية لن تكون قضية عادية وقتل خطأ فقط".
ويقول الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن هذه السائق من النوع السيكوباتي الغبي غير المسئول، حيث إن شخصيته ضد المجتمع، ولا يبالي بما يحدث حوله، وتصرفاته غير مسئولة وغير معقولة بالمرة، ومن الممكن أن يكون هذا الشخص يتعاطى المخدرات أو ما شابه، وفي هذه الحالة يجب مسائلة الجميع، حيث إنه من المفترض أن تجري تحليل المخدرات لسائقي القطارات على فترات بدلا من أن يتسببوا بكوارث مثل التي حدثت بالأمس.
وأكمل "مجدي"، أن كونه شخص سيكوباتي أو يتعاطى المخدرات لا يعفيه من المسئولية الجنائية تجاه الحادث والسلطات المختصة ستقوم بمحاسبته، وقد ارتكب السائق جريمة مكتملة الأركان حسب كلامه، حيث إنه يقول إنه ترك القطار يتحرك ونزل منه ليحاسب زميله على المشكلة التي حدثت بينهما، كما أنه يحمل أخطائه للآخرين حيث يقول إنه قام بإبلاغ برج المراقبة حتى يغير مسار القطار وما إلى ذلك من الحجج الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
