بلحن حزايني، ودموع تملأ العيون، شيعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صباح اليوم الثلاثاء، القمص صليب متى ساويرس كاهن كنيسة مار جرجس الجيوشي بشبرا، وعضو المجلس الملى العام للأقباط، بعدما رحل عن دنيانا الإثنين، عن عمر يناهز ٧٥ عام.
وتوافد على الكنيسة منذ مساء الإثنين، الآلاف من محبو القمص الراحل لإلقاء نظرة الوداع عليه، حيث فتحت الكنيسة أبوابها لمحبيه طوال الليل، قبل أن يترأس الأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا بيسنتي مطران حلوان، الأنبا مكاري أسقف كنائس شبرا الجنوبية، والأنبا بطرس والأنبا مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة، وأسقف شبرا الشمالية، والأنبا أرميا، والعشرات من القمامصة والكهنة القداس الإلهي في وجود جثمانه، وصلاة التجنيز.
واكتظت الكنيسة بمحبيه، فلا موضع لقدم، مما اضطر الكنيسة لنصب سرادق بمحيط مبناها لاستقبال المودعين، حيث نقلت مراسم الصلاة عبر شاشات عرض، كما اكتست أعمدة وجدران الكنيسة بصور القمص، فيما انتشرت قوات الأمن بكثافة، سواء في قول ثابت أو رتل متحرك لتأمين الأعداد الغفيرة الحارصة على وداع شيخ كهنة شبرا.
* البابا يقدم التعازي في شيخ شيوخ الكهنة
قدم قداسة البابا
تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية خالص العزاء
لنيافة الأنبا مكاري أسقف عام كنائس شبرًا الجنوبية ولمجمع كهنة الحي في
رحيل القمص صليب متى ساويرس.
وقال القس بولس حليم المتحدث باسم
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن قداسة البابا تواضروس الثاني يلتمس عزاءً
لأبناء القمص صليب متى ساويرس ولشعب كنيسة الشهيد مارجرجس بالجيوشي ولأسرته
المباركة، راجيًا له النياحة والراحة، والميراث مع جميع القديسين.
*الأنبا موسى: ودعنا كاهن متميز، ومعلم مثالي وخادم اجتماعي، وقائد وطني
أكد
الأنبا موسى، أسقف الشباب، أنه يعرف الراحل منذ أكثر من ٤٠ عام، نظرا لمحل
سكنه السابق، مشيرا إلى أن الراحل كاهن متميز، ومعلم مثالي، وخادم
اجتماعي، وقائد وطني، وكان يخدم بتميز شديد، ولا أعرف كيف كان يقدم خدمته
بذلك الشكل، مشيرا إلى أنه كان يحب والله يدعم المحبين.
وأضاف خلال
كلمة التعزية، إنه كان رائد والجميع كان يتعلم منه، وكان يقدم الخدمات
للمسلمين والمسيحيين وكان قائد اجتماعي ورمز وطني، مشيرا إلى أن أسرته هي
من أسست الكنيسة التي كان يخدم بها "مارجرجس الجيوشي"، وأنا الآن أودعه كاخ
وحبيب.
* خادم: هاتفني بقدوة للكنيسة فهاتفته السماء بالقدوم لها
ويقول
منير أسعد أحد خدام الكنيسة، هاتفته قبل رحيله بساعات، وتحدثنا كثيرا،
وأخبرني قدومه للكنيسة للتشاور في أحد أمور الخدمة وإنهائها، حيث كان يستعد
لذلك، قبل أن أتلقى اتصال مفاجي بسفره إلى السماء، مشيرا كان أبًا ومحبًا
وقدوة وسند، وظل لنهاية سيرته متمسكا بخدمته وحبه للأخرين.
* محجبات في الجنازة وأخر تويتة تهنئة للمسلمون:
حرصت
العديد من المسلمون على التوافد للكنيسة للمشاركة في وداع القمص، وتقديم
التعازي، حيث تواجد داخل صحن الكنيسة العديد من المحجبات، ويعكس ذلك رصيد
القمص في قلوبهم، حيث كان أخر ما نشر الراحل عبر صفحته الشخصية على "فيس
بوك"، بتاريخ 19 نوفمبر 2018، تهنئة لجميع المسلمين بمناسبة المولد النبوي
الشريف، قبل أن يتوقف عن نشر مواد حتى رحيله الاثنين.
وقال صليب
متى: "إلى الإخوة المصريين المسلمين والمسيحيين خالص التهاني بحلول عيد
المولد النبوي الشريف الذي يواكب حلول بدء صوم عيد الميلاد المجيد، وبذلك
تتزين شجرة الكريسماس بعروس المولد، بارك الله مصرنا وبارك أولادها
المسلمين والمسيحيين وبالأعياد دايما فرحانين وكل سنة وأنتم طيبين".
* القمص في سطور
أسس والده كنيسة مارجرجس الجيوشي، كما خدم بالكهنوت لأكثر من ٥٠ عاما
ولد
القمص صليب متى ساويرس كاهن وملاك كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس الجيوشي
بشبرا، ورئيس مجلس إدارة الكنيسة في ١٠يونيو ١٩٤٤ م، حصل على بكالوريوس
تجارة جامعة القاهرة في يونيو ١٩٦٣، حصل على دراسات في إدارة الأعمال من
الجامعة الأمريكية في ١٩٦٥.
سيم كاهنا بيد القديس البابا كيرلس
السادس في: ٣ أكتوبر ١٩٦٩، نال القمصية الأنبا أندراوس أسقف دمياط في ٣
أكتوبر ١٩٧١، وكان عضوًا بالمجلس الملي العام، ورئيس جمعية السلام القبطية
الأرثوذكسية، وعضوا في اتحاد الجمعيات القبطية، وبدأ نشاطه في خدمة سكان
شبرا، وكان أول من أنشأ بيتا للمغتربين وحضانة أطفال.
ازدهرت خدمته
بعد أن تولى خدمة السجون، ليصبح أول كاهن موظف بالدولة بدرجة مدير عام
الوعظ المسيحي بقطاع السجون، وعاد إلى العمل الحكومي بناء على ترشيح من
قداسة البابا شنودة الثالث، كواعظ بالسجون، وهو الأمر الذي استمر لمدة 30
عاما، إلى أن أحيل على المعاش في 2004، على درجة مدير عام الوعظ المسيحي
بقطاع السجون، وبعدها صدر قرار وزاري بالاستمرار في العمل إلا أنه لم يكمل
بسبب كبر سنه.
كانت خدمته في السجون تقتضي إعداد السجين للتأقلم
والتصالح مع نفسه ومن حوله، حتى يستطيع العيش بشكل طبيعي بعد خروجه إلى
المجتمع مرة ثانية، إضافة إلى الخدمة المالية لأسرهم، إذا كانوا بحاجة
إليها، وكذلك الدعم المعنوي لهم.
كما كان عضو الاتحاد العام
للجمعيات الأهلية بمصر، 3 مرات بالتعيين، ومرتين بالانتخاب، وكان عضو
المجلس الشعبي لمحافظة القاهرة لمدة 20 عاما.
