الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على توما الأكويني.. كاهن وفيلسوف الكنيسة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد توما الأكويني عام 1225 من عائلة أكوينا النبيلة في مدينة روكاسكا، بالقرب من إكوين في نابولي.. درس في دير جبل كاسينو ثم في مدينة نابولي بإيطاليا، ثم إلتحق برهبنة الدومينيكان وأنهى دروسه على يد ألبرتس الكبير في باريس ثم في كولونيا بألمانيا، وله مؤلفات شهيرة وأساسية في الفلسفة واللاهوت. توفي في إيطاليا في 7 مارس 1274.
وهو مؤسس التوماوية، واهتم بالميتافيزيقا (بما فيها: اللاهوت)، المنطق، العقل، نظرية المعرفة، الأخلاق، والسياسة.
"الإكويني" فيلسوف ولاهوتي إيطالي كاثوليكي شهير من أتباع الفلسفة المدرسية، تم تطوبيه قديسًا، ويعد أحد علماء الكنيسة الثلاثة والثلاثين، ويعرف بأنه العالم الملائكي، وقد اعتبرته الكنيسة عالمها الأعظم، وظلت فلسفته الـ"توماوية" لوقت طويل المدخل الفلسفي الأساسي لمقاربة فكر الكنيسة الكاثوليكية.
كان عمه سينيبالد رئيس الرهبان البندكتيين في الدير الرئيسي في مونت كاسيني، ونوت العائلة أن يخلف توما عمه في منصبه، الأمر الذي يعد مسار مهنة طبيعي للابن الأصغر في أسرة نبلاء.
وفي سن الخامسة أُرسل إلى الدير ليتلقى تعليمه المبكر، وبعد الدراسة لمدة ست سنوات في جامعة نابولي، غادرها في سن السادسة عشرة، بتأثير الرهبان الدومينيكان، الذين كانوا يبذلون قصارى جهدهم لجذب الدارسين الشبان ذوي المهارة، واكتساب مكانة بينهم؛ مقدمين مع الرهبان الفرانسيسكان تحديًا ثوريًا للنظام الإكليروسي الراسخ في أوروبا القرون الوسطى المبكرة.
هذا التغيير في المعتقد لم يرض عائلته، وفي طريقه إلى روما، اعتقل "توما" بواسطة شقيقه وأعيد إلى والديه في قلعة سان جيوفاني حيث بقي مُعتقلًا لسنة أو اثنتين لجعله يتراجع عن مقصده.
وطبقًا لتراجمه المبكرة، فإن عائلته حاولت كل شيء لثنية عن مقاصده، وفي النهاية هُزمت معارضة عائلته بوساطة البابا إنوسنت السادس، واعتنق توما مذهب القديس دومينيك في عامه السابع عشر.
عندما لمس مشرفوه استعداده الطبيعي للدراسات اللاهوتية أرسلوه إلى المدرسة الدومينيكانية في كولونيا، حيث كان ألبرتس ماگنوس يُحاضر في الفلسفة واللاهوت. وصل توما إلى هناك في أواخر 1244، وصاحب ألبرتس إلى جامعة باريس في 1245 ليبقى هناك مع معلمه ثلاث سنوات، تخرج بعدها حاملًا شهادة في اللاهوت.
في 1248 عاد إلى كولونيا مع ألبرتوس، وعُين محاضرًا ثانيًا، وطالب ماجستير. ويُمكن أن تؤخذ هذه السنة على أنها بداية نشاطه الأدبي، وحياته العامة.
قبل مغادرته باريس، أثيرت منازعات بين رجال الدين غير الرهبان، وبين الرهبان فيما يتعلق بحق التدريس في كلية اللاهوت بجامعة باريس، فاختير الأكويني الشاب ليدافع عن نظامه، ويجادل قائد الحملة ضد الرهبان گيوم دي سانت آمور الذي استطاع، في غيبة لويس التاسع أن يحد من حقوق الرهبان في التدريس، وقصره على مقر واحد، لكن البابا ألكسندر الرابع أعاد إلى الرهبان حقوقهم المكتسبة في سنة 1245.
لسنوات عديدة لاحقة بقي توما مع فيلسوف المدرسية الشهير ألبرتس، وكانت صحبتهما ذات تأثير مهم في تطور توما الفكري، فقد جعلته دارسًا شاملًا للمدرسية، ومتبعًا للطريقة الأرسطية.