السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

من "بلاها لحمة" لـ"خليها تصدي".. هل نجحت حملات المقاطعة في مواجهة ارتفاع الأسعار؟.. نتائج متباينة لحملات مقاطعة السيارات واللحوم والأسماك.. وخبراء: سلاح ذو حدين وأثرها يتوقف على الوعي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لطالما ظلت حملات مقاطعة شراء المنتجات المختلفة، احتجاجًا على زيادة أسعارها بصورة كبيرة، أمر يسهم في محاربة الغلاء في المجتمعات المختلفة وهو الأمر الذي ظهر بصورة فاعلة مؤخرا من خلال حملة "خليها تصدي"، والخاصة بمقاطعة شراء السيارات الجديدة، احتجاجا على رفع سعرها من قبل الوكلاء وتجار السيارات بصورة غير مبررة، وفق ما تقوله الحملة، وهو الأمر الذي أسفر عنه تنظيم حملة كبيرة ضد ارتفاع أسعار السيارات.

وليست حملات مقاطعة السيارات، هي الأولى من نوعها، حيث خرجت خلال الفترة الماضية حملات خاصة بمقاطعة شراء اللحوم تحت اسم "بلاها لحمة" لمواجهة ارتفاع أسعار اللحوم، إلا أنها لم تحظ بزخم جماهيري حولها خلال الفترة الماضية، ولكن حملة أخرى تم تطبيقها على الأسماك تحمل اسم "خليها تعفن" كان لها أثر خلال انطلاقها في عام 2017 لتعود مؤخرًا عقب الصدى الذي حققته حملة مقاطعة السيارات. 
وتطرح حملات المقاطعة يتم تنظيمها من النشطاء، علامات استفهام حول جدوى تطبيق تلك الحملات وأهميتها في المجتمع وما إذا كانت سلاح يعول عليه للقضاء على الغلاء.
وفي هذا الصدد قال الدكتور عبدالحميد زيد، رئيس قسم الاجتماع، إن حملات مقاطعة المنتجات وسيلة ناجحة في المجتمعات التي يوجد بها وعي بالجدوى التي تتحقق من خلالها، لافتًا إلى أن مشكلة الحملات أنها تفشل حال عدم اندماج المستهلكين فيها، وهذا يأتي بسبب الجهل بالسوق وبآلياتها ولكن في ظل نقص الوعي بالسوق وآلياتها فإن النجاح بتلك الحملات أمر غير وارد، وهو ما حدث مع حملة خليها تصدي، حيث كان هناك وعي لدى المستهلك وعزم كبير على وقف الشراء من أجل إجبار التجار والوكلاء على البيع بسعر منخفض.
بينما أضاف الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، أن مبادرات مواجهة الغلاء أحيانا تكون إيجابية وتحقق الغرض منها حال الارتفاع الكبير في الأسعار للمنتجات والسلع المختلفة، وهو ما يظهر داخل القرى والمحافظات المختلفة التي يوجد بها معاناة حقيقية من ارتفاع الأسعار.
وأضاف: برغم هذا لا يمكن أن يعول على تلك المبادرات في مواجهة الغلاء، حيث إن التوسع في استخدام تلك المبادرات والحملات الخاصة بالمقاطعة إجراء غير مجدي بسبب، مستشهدا بمثال مأثور يقول إن التعود يقتل الغرابة قائلًا: "إذا استمرت تلك الحملات فعلى سبيل المثال لن يبقى للمواطن شيئا يأكله على اعتبار أن كل الطعام غالي الثمن ويجب مقاطعته".