الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمد إبراهيم طه: "البجعة البيضاء" تحررت من الواقعية الفجة إلى إشراقة الأحلام

محمد ابراهيم طه
محمد ابراهيم طه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محمد إبراهيم طه قاص وروائى وطبيب من جيل التسعينيات، وصدرت له 5 روايات، و4 مجموعات قصصية، حصل عن 4 منها على جائزة الدولة التشجيعية 2001، وجائزة الشارقة 2000، وجائزة يوسف إدريس 2008، وجائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب 2013، كان لـ«البوابة» حوارًا معه عن روايته «البجعة البيضاء»، الصادرة حديثًا، بالإضافة إلى قضايا أخرى.
ثلاث سنوات فصلت بين «طيور ليست للزينة» و«باب الدنيا».. وسنة واحدة فصلت الأخيرة عن «البجعة البيضاء» التى تبدو كأن ما قبلها أرهقه، يقول «نعم» «باب الدنيا» مرهقة على المستوى الفنى، كيف تكتب عن بطل فى زمن ٤٥ سنة من حياته دون أن تسرد بشكل تراتبى، وعندما تبحث عن خيط فى هذا الزمن الطويل يسمح لك بالانتقال عبر هذا الزمن الطويل نسبيا، دون اعتماد على حدث رئيسى يحمل الرواية، ولذلك أجهدتنى حتى خرجت بهذا الشكل الفنى المتفرد، أما رواية «البجعة البيضاء»، فهى تتناول خيطًا رهيفًا، لكنه فى زمن قصير جدا، وتستند إلى حدث أو عدة أحداث مترابطة ما جعل الكتابة سهلة على المستوى الفنى، فضلًا عن أنها خط آخر مختلف عن كتاباتى السابقة التى كانت تندرج تحت ملمح الواقعية السحرية والمزاوجة بين الواقعى والميتافيزيقى، فالبجعة البيضاء رواية واقعية، لا مزج فيها للواقع سوى بالحلم والتشوش بالقدر الذى يخرج العمل من دائرة الواقعية الفجة والمستقرة والراسخة».
فى مجموعته «امرأة أسفل الشرفة حاول طه التقاط المرأة الأثيرية بشكل رومانسى، فكانت محورًا للمجموعة «كنت أحلق معها وأدور حولها وألتقط لها الصور من هذه المنطقة ولا ينزل بها من هذه المنطقة المحلقة، الراسخة فى خيال الكاتب ووجدانه، امرأة سماوية أكثر منها امرأة تسير على الأرض.
يُقال إنه يصعب على الأديب أن يستنطق المرأة فى أعماله، لكن طه يؤكد أنه غير مستحيل بشرط أن ينحى الكاتب جانبًا وجهة نظره وقناعاته الخارجية وتصوراته المسبقة عن المرأة، ويتعامل معها من منظورها، ويتماهى معها «فى هذه اللحظة فقط يمكن له أن يتكلم بلسانها، ويعبر عن أدق التفاصيل والمشاعر فى حياتها، وربما يتفوق لو كان يمتلك أدوات فنية وتقنيات سردية متطورة، وقد سهّل لوجود المرأة فى رواية «العابرون» و»دموع الإبل» أننى كاتب روائى وطبيب نساء وتوليد، تعاملاته اليومية مع نساء فى مختلف سنوات العمر، فضلًا عن الدراسة العلمية والتشريحية والفسيولوجية للجسد الأنثوى، وهو ما يجعل هذا الأمر يسيرا بدرجة ما.
لا يرى طه أن هناك تقسيمًا نوعيًا للأدب، بل هى تقسيمات فرعية من داخل العنوان الرئيسى استنادًا إلى ملامح وسمات تجعل منه نوعًا من داخل النوع «هو تصنيف للتقريب، وللدرس لكنه غير صارم، وساعة التطبيق يمكن التداخل بين نوعين أو ثلاثة فى عمل واحد، ويمكن الاختلاف بين النقاد والقراء على تصنيف عمل أدبى ما، هو تصنيف مثل الرواية التاريخية ورواية الحرب ورواية الجسد ورواية الخيال العلمى، والرواية الاجتماعية وأدب الجاسوسية، هو تصنيف مهم على ألا يكون ملزمًا، وعلى ألا يتمترس كاتب أو ناقد أو قارئ خلفه، ومن هذا المنطلق أقبل بوجود أدب نسوى، وهو الأدب الذى تكتبه امرأة فى شأن أو قضايا امرأة، على ألا يكون ذلك حكرا على المرأة، ويمكن للكاتب، أى كاتب، الكتابة فى أى موضوع بما فيه القضايا والكتابة التى تندرج تحت عنوان أدب نسوي».