الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

رحلة "شمشون الفنانين" من عمدة قريته لـ"نجم" ساطع في سماء المسرح والسينما

محمود حمدي الحسيني
محمود حمدي الحسيني غيث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رائد من جيل رواد معهد التمثيل، شمشون الفنانين، هكذا لقبه زملائه في الفن، رافق فنانين عظام مثال "فريد شوقي"، "فاتن حمامة" ودرس على أيدي فناين ذوي وزن وقامة في الفن، هو الفنان المصري الراحل، "محمود حمدي الحسيني غيث"، ولد في 7 ينايرعام 1924 بقرية كفر شلشلمون بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، هو شقيق الفنان "عبدالله غيث" الذي توفاه الله في عام 1993، حصل الفنان "حمدي" على بكالوريوس من معهد التمثيل عام 1947، كان قد ترك دراسته بكلية الحقوق، بعد أن جاءته بعثة للسفر إلى باريس، لاستكمال دراسته المسرحية هناك، تزوج "حمدي غيث" من السيدة "آمال أمين" وأنجب ابنتين "مي وميادة".
بدأ الفنان "حمدي غيث" مشواره الفني عام 1954، من خلال فيلم صراع في الوادي، ثم قدم العديد من الأعمال لتليفزيونية والمسرحية والسينيمائية، وبلغ رصيده الفني حوالي 19 فيلما، أبرزهم فيلم "الرسالة"، "بنت الليل"، "صراع العشاق"، "الحكم آخر الجلسة"، إسماعيلية رايح جاي"، "الناصر صلاح الدين"، والتوت والنبوت، كما قدم العديد من الأدوار التليفزيونية المتميزة منها "الفرسان"، "المال والبنون"، "زيزينيا"، "السيرة الهلالية"، و"ذئاب الجبل"، وعدد من الأعمال المسرحية منها "جميلة بوحريد"، "4 مواقف على الحديقة"، "ياسلام سلم"، "الجنس الناعم"، "زهرة النرجس"، "عطيل" و"كيلوباترا".
تولى "حمدي" مناصبا إدارية كثيرة إلى جانب فنه، حيث عمل نقيبا للممثلين أكثر من دورة، ومستشارا فنيا لفرقة التليفزيون، كما كان مديرا للمسرح القومي ومديرا للإدارات الثقافية ووكيلا لوزارة شئون الثقافة الجماهيرية وعمل أيضا أستاذا في أكاديمية الفنون وعمل أيضا بالإخراج المسرحي، وأخؤج عددا من المسرحيات منها "مأساة جميلة"، "أرض النفاق".
نال الفنان "حمدي غيث" شهرة واسعة، وتميز بأدائه الطبيعي، وفنه المتميز، فنال عددا من الأوسمة، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1985، وشهادة تقدير في عيد الفن عام 1978، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية للفنون، في لجنة الثقافة الجماهيرية والمسرح، ونال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى على الرغم من ميلاده عام بمحافظة الشرقية 1924، بدأ بدور صعيدي في "صراع في الوادي".
كان يتميز بطبقة صوت جهورية، ودخل اختبار وقال عنه بعض الملحنين مثال "محمود الشريف" و"رياض السنباطي"، وأيضا "علي إسماعيل" بأنه يجيد الأغاني التي يطلق عليها "موتيفات"، ليتوقف عن الغناء بعد احترافه السينما، فقط كان يمارس الغناء في أمسياته العائلية والأصدقاء المقربين.
أبرز أعمال "حمدي غيث" كانت برفقة الفنان "زكي طليمات"، في فيلم الناصر صلاح الدين، وهو الدور لالذي كان سببا لترشحه لأكثر من 20 عملا فيما بعد، أبرزهم "الرسالة" مع عبدالله غيث، وكان عاشقا للمسرح أكثر من السينما، حتى أنه سافر في بعثة باريسية ليدرس المسرح هناك، كان من مؤسسي مسرح الأقاليم، عندما تولى الإشراف على مؤسسة الثقافة الجماهيرية، كان شديد الاعتزاز بالمسرح، وكان يتمنى تقديم مسرحية الحسين شهيدا.
عرف بشمشون الفنانين، هكذا لقبه رفاقه في الوسط الفني، لتمسكه بلوائح النقابة، وكون محاكم التفتيش على الأعمال، وكان مهتما بإحالة أي فنان للتحقيق، في حال وجوده لايحمل تصريحا من النقابة.
عانى الفنان الراحل "حمدي غيث" بسبب فراق شقيقه "عبدالله غيث" ورحيله عن الدنيا عام 1993، وخضع للعلاج النفسي لفترة طويلة، فقد كان يعتبره بمثابة ابنه، فقد توفي والدهما عنهما واخيه "عبدالله" كان لك يتعدى عام من العمر، مما جعل المسؤلية تجاهه وكأنه طفله، واتخذه قدوته، واقترح الأخ الأكبر على شقيقه الأصعر، بالتنحي عن العمودية، والتوجه للتمثيل، كان ذلك بعد عودته من باريس.
توفي الفنان القدير "حمدي غيث" في 7 مارس عام 2006، وعاش صراعا مع المرض بضعة أسابيع، وانتقل للرفيق الأعلى وتم دفنه في قريته كفر شلشمون بالشرقية.