الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكاية مصور صحفي رفض تصوير جمال عبدالناصر مرتين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التصوير الصحفي ذاكرة تاريخية تسطر أحداث الماضي، تروي الحكايات عبر الصورة، وتؤرخ الفترات الزمنية، "اللقطة" الصحفية تحفظ للتاريخ ما حدث دون أن تحتاج لوصف، يلتقط المصور حالة لزعيم أو ملك وهو حزين ومرة وهو سعيد وتارة أخرى وهو حائر تستطيع من خلالها أن تفسر حالته دون أن تحتاج لسرد من الكلمات التي تصفه.
بين جدران باب الخلق ولد حسن دياب، المصور الصحفي، عام 1926، عاش طفولته بين شوارع وسط البلد.
ألتحق في سن الـ 22 عاما بجريدة أخبار اليوم، وأثبت جدراته في التصوير الفني، حتى أصبح المصور الخاص بالرئيس جمال عبدالناصر، ولم تلتقط صورة للرئيس نراها حتى اليوم هذا إلا عن طريق عدسة العبقري حسن دياب.
لم تكن علاقة دياب مع عبدالناصر مصور صحفي يسعى لتأريخ حياة عبدالناصر بعدسته، فيرصد فرحه وحزنه فقط، بل كان "دياب" يتعامل من مبدأ حبه للزعيم قبل أن يفوز بصورة حصرية يُكتب عليها تصوير حسن دياب.
رفض "دياب" تصوير الرئيس عبدالناصر في مرتين، ورغم أنهما الأهم إلا أن مشاعره الإنسانية انتصرت على عمله الصحفي.
ليلة 5 يونيو 1967 كان الحزن يخيم على عبدالناصر، يحاوطه أينما توجه، آسى ومرارة النكسة رُسمت على وجه الزعيم الذي لا يكسر، أثناء خروجه من مقر قيادة الثورة يجر ساقيه التي أثقلتها الهزيمة، كان حسن دياب المرافق الوحيد من المصورين والصحفيين لعبدالناصر في مشهد للتاريخ، لكن عدسته رفضت أن تسجل لحظة يشعر بها بانكسار عبدالناصر، فغلبت عليه إنسانيته على حبه للتصوير الصحفي.
المرة الثانية كانت عام 1970 عندما رحل "عبدالناصر" عن الحياة رفض "دياب" أن توثق عدسته لحظة رحيل رجل ظلته كاميرته تحكي عنه وتدافع، فبالنسبة له "ناصر" لازمه طوال حياته يسطر حركته فلن يراه داخل "نعشه" ومن المرات التي دافع عنها "دياب" بكاميرته عن "جمال" عندما خرجت الصحف بإشاعة تقول إنه أُصيب بالشلل، كان وقتها "دياب" يرافق عبدالناصر في لقاء رسمي مع أحد الضيوف، فسلط كاميرته ترصده وهو يتحرك ردًا على الشائعة دون كلمة، وقتها نشرها الأستاذ "هيكل" على صفحات الأهرام.