صدرت مؤخرًا عن مؤسسة "مجاز" الثقافية للترجمة والنشر موسوعة "المسكوت عنه في عالم نجيب محفوظ" للكاتب والناقد مصطفى بيومي، وهي أحدث حلقات سلسلة كتاباته النقدية حول العالم الروائي لأديب نوبل الراحل، والذي سبقه عدة أعمال كان آخرها "معجم شخصيات نجيب محفوظ"، الصادر عن دار الشروق عام 2016.
في تقديمه للموسوعة، أكد بيومي ما يُمثّله نجيب محفوظ من قيمة مضيئة في تاريخ الثقافة المصرية، والعربية والإنسانية "ذلك أنه يقدم نموذجًا فذًا للمثابرة والجدية والدأب من ناحية والتمسك بالتفاعل الإيجابي مع معطيات الواقع الاجتماعي دون إهمال التجديد الفني من ناحية أخرى"، حسب قوله.
ويتتبع بيومي في هذا الإطار عبر ثلاثة أرباع القرن تقريبًا، منذ أوائل الأربعينيات في القرن العشرين، الدراسات والبحوث النقدية التي تنوعت وتراكمت لتتناول إنتاج سيد الحرافيش الثري، وانتمى دارسوه والباحثون في إبداعه إلى مدارس واتجاهات نقدية مختلفة، وأجيال متباينة، وجنسيات شتى "لكن المشترك الراسخ بينهم جميعًا هو الإقرار بمكانته السامية وتقدير إنجازه المرموق"، فيجد أنه، وعلى الرغم من كثافة التناول النقدي للكاتب الكبير، فإن عشرات الجوانب في عالمه لم تحظ ببعض ما تستحقه من اهتمام وتحليل. هكذا بنى دراسته التي تضم واحد وعشرين بابًا، وتتناول بعض المسكوت عنه نقديًا، وهي "الجيش، الشرطة والسلطة، شخصية الخادم، الصحافة، الإذاعة والتليفزيون، المطربون والمطربات، الشعر، العنوسة، الطلاق، الأم، قتل الأب، الشذوذ الجنسي، القمار والمقامرون، الانتحار، الوظيفة الاجتماعية والجنسية للسيارة، المقابر.. وانتصار الحياة، شهر رمضان، أمريكا، الإخوان المسلمون، القط، الكلب".
ويحاول بيومي من خلال هذه الموسوعة الجديدة إضاءة مناطق جديدة تعرض لها نجيب محفوظ، مسلحًا برؤية واعية شاملة، وحصيلتها شهاده بالغة العمق عن تفاعلات الحياة المصرية، التي اندمج فيها واستخلص منها ما يعين قارئه في الإحاطة بأعماقها.
