أقيم لأول مرة على أراضي المملكة العربية السعودية طقوس صلاة قداس إلهي برئاسة مطران من الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، هو الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، والذي صلى قداسًا إلهيًا في أحد منازل العمال المصريين المقيمين في المملكة العربية السعودية.
واصطحب الأنبا مرقس في زيارته التي تستمر حتى منتصف الشهر الجاري، أدوات الصلاة حسب الطقس القبطي الأرثوذكسي معه، والتي تشمل أواني المذبح ولوح مقدس–متنقل- بدلًا عن المذبح المقدس، وشارك بالصلاة عدد كبير من المصريين المسيحيين العاملين في المملكة.
ولم يسبق أن زار أحد من قيادات الكنسية الأرثوذكسية للمملكة السعودية بشكل رسمي باستثناء الأنبا مرقس، مطران شبرا وتوابعها، وهو القيادي الكنسي الوحيد الذي زار المملكة العربية السعودية ثلاث مرات، وللمرة الرابعة زار الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، الأربعاء الماضي، المملكة العربية السعودية، حيث استقبله بالعاصمة السعودية الرياض، الشيخ الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والتقى الأنبا مرقس، السفير ناصر حمدي سفير جمهورية مصر بالمملكة، وأعضاء السفارة وبعض المواطنين الأقباط من الجالية القبطية بالمملكة.
وفى تصريحات سابقة، قال البابا تواضروس، بطريرك الكرازة المرقسية، إن زيارة الأنبا مرقس للسعودية، جاءت بناء على دعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ويلتقي خلالها بالأسر القبطية. وأضاف البابا تواضروس أننا نشهد التطورات الكبيرة التي تحدث على الساحة السعودية وننظر إليها بكل إعجاب وفخر وتقدير، مؤكدا قوة العلاقة المصرية السعودية والتي تعود على البلدين بالنفع.
الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة وتوابعها سبق وأن قام بزيارة السعودية رسميًا أكثر من مرة، إحداها عندما كان عضوا فى الوفد الشعبى لعودة العلاقات بعد ثورة ٢٥ يناير، ومرة أخرى لتفقد أحوال الأقباط هناك، بناء على طلب من السلطات السعودي، وذلك منذ عهد الراحل البابا شنودة الثالث، الذى كلفه لتولى ملف العلاقات الكنيسة بالسعودية.
في عام ٢٠١٢ قام الأنبا مرقس بزيارة السعودية مع الوفد الشعبي المصري، والتقى بالملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز، والذى أكد عمق العلاقات المصرية السعودية والتاريخ المشترك بين البلدين، وكانت هذه المرة الأولى التى يزور فيها ممثل للكنيسة الأرثوذكسية الرياض، ثم تكررت الزيارة إلى السعودية عام ٢٠١٤ لتفقد الأقباط المسيحين العاملين بالمملكة بناء على طلب منه للسلطات السعودية بذلك. وقبل زيارة العاهل السعودي في ٢٠١٦ أسند البابا تواضرس الثاني مهمة ترتيبات لقاء الملك عبدالله الراحل بالبابا تواضروس، أثناء زيارة الأول لمصر.
كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد زار مصر مارس الماضي، حيث لقاؤه التاريخي لبطريرك الكرسى المرقسى بالقاهرة، البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة القبطية، وكان فى استقباله برئاسة البابا وفد من الأساقفة على رأسهم الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، الأنبا دانيال، أسقف المعادي، الأنبا يوليوس، الأسقف العام، والقس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية.
وأكد حينها البابا تواضروس أن الأمير محمد بن سلمان وجه له دعوة لزيارة السعودية، ووجه الدعوة كذلك للأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة الذي زار السعودية 3 مرات في السابق، وعندما علم ولي العهد بذلك وجه له دعوة جديدة لزيارة المملكة.
