الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

سينوت دلوار شنودة يكتب: صفحات مجهولة من تاريخ مدارس الأحد

سينوت دلوار شنودة
سينوت دلوار شنودة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بمناسبة مئوية مدارس الأحد نستعرض في هذه السلسلة من المقالات بعض الصفحات المجهولة من تاريخ مدارس الأحد في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية التي ربما طواها الزمن أو كادت أن تخبو من ذاكرة التاريخ. وليس هدفنا مجرد سرد للتاريخ ولكن استخلاص دروس هامة من رحلة مدارس الأحد.(4) رحلة المنهج (3/3)في الحلقة الماضية من رحلة منهج مدارس الأحد في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، عبر مسيرة تطوره وتطويره في مائة عام، وقفنا عند عند محطة هامة في تاريخ كنيستنا وسط الأحداث المتتابعة التي مرت بها في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، مما أدّى إلى تأجيل الحلم المنشود بوضع منهج موحَّد مواكب لذلك العصر. وفي هذه الفترة حققت مدارس الأحد أو مدارس التربية الكنسية استقرارًا ملحوظًا، حيث اقتصر عمل اللجنة العليا للتربية الكنسية على القاهرة والإسكندرية، وقلت اجتماعاتها بدرجة كبيرة، وتوقّفت فترة طويلة. واختارت كل إيبارشية وربما كل كنيسة ما يناسبها من البرامج والمناهج المطروحة من خلال مناهج إيبارشية بني سويف، وأسقفية الشباب، ومنهج الأنبا بيمن، وغيرها من المناهج. كما تولّت بعض الكنائس والإيبارشيات وضع برنامج أو منهج خاص بها، قد يكون خليطًا من هذه المناهج أو من وضع خدامها، مما أدى إلى فقدان فلسفة المنهج الأصلي والتناسق المطلوب بين وحداته ودروسه.
واستمر الوضع كذلك في محاولات وضع المنهج الموحد حتى جلوس البابا تواضروس على كرسي مارمرقس في 18 نوفمبر 2012م، والذي أولى ملف التعليم اهتمامًا خاصًا، فعقد سيمينار لتطوير التعليم اللاهوتي في يونيو 2013م بعنوان "معاهدنا اللاهوتية بين الواقع والمأمول"، وأعقب ذلك إعادة تشكيل اللجنة العليا للتربية الكنسية (مدارس الأحد) التي أكدت في أول اجتماعاتها يوم 28 أكتوبر 2013م على محورين: أولهما الاتفاق على منهج مُوحَّد من خلال مناقشة المناهج التي صدرت عن بعض الإيبارشيات، وكذلك الاهتمام بتدريب الخدام والارتقاء بمستواهم. وفي يوم الاثنين 13 يناير 2014م، رأس قداسة البابا تواضروس الثاني اجتماع استعراض سبعة مناهج مقترحة للمرحلتين الابتدائية والإعدادية وهي: مناهج أسقفية الشباب، والإسكندرية، وطنطا، وبورسعيد، والمعادي، وشبرا الخيمة، ووسط البلد. كما عرض نيافى الأنبا ديمتريوس منهجًا مقترحًا لتدعيم المنهج بمكوِّن اللغة القبطية. وقرر قداسة البابا تشكيل ثلاث لجان لاستخلاص مناهج حضانة وابتدائي وإعدادي، لوضع مسودة البرامج المختارة تمهيدًا لمناقشتها قبل إقرارها.
وبالفعل استمرت اللجنة المشكلة برئاسة نيافة الأنبا دانيال أسقف المعادي في عملها، حتى تم تصميم المنهج الدراسي الجديد الذي عُرف بمنهج الكرازة، بحيث يُقسَّم العام إلى ستة فترات تعليمية، كل فترة عبارة عن شهرين تحتوي على ثمانية أسابيع، ويَبني كل أسبوع من الثمانية محورًا تعليميًا يمس الجوانب المختلفة لحياة المخدوم وهي: (1) رحلة يوم، وتمثل سيرة قديس، (2) وأبديتي، وتمثل خط تعليمي هام يرفع أشواق المخدومين للسماء وأمجادها، (3) وإيماني، ويمثل غرسًا مبكرًا للعقائد الإيمانية، (4) وأسرة ومجتمع وفضيلة للحياة، ويمثل الحياة كما يحق لإنجيل المسيح، (5) وحكاية سِفر عن رحلة ممتعة في أسفار الكتاب المقدس، (6) وكنيستي الجميلة عن جمال عبادتنا الكنسية.
كما تمثل كل فترة هدفًا متكاملًا ينمو من خلال المحاور الثمانية لأسابيع الفترة، فالفترة الأولى تقدم الله يحبني كأب سماوي، والفترة الثانية عن قبول الذات والإحساس بالتميز، تقدم الله يحبني فخلقني مميزًا، والفترة الثالثة التي تواكب التجسُّد وعيد الميلاد فتقدم الله يحبني فوهبني جسدي، وفي الفترة الرابعة التي تضم عيد الصليب فتقدم الله يحبني فوهبني آخر يحبني، والفترة الخامسة التي تواكب أعياد القيامة والصعود، وتقدم الله يحبني فوهبني سماءه، وفي الفترة السادسة والأخيرة ويتخللها صومي الرسل والسيدة العذراء وتقدّم، الله يحبني ويدبر احتياجاتي.كما تم استحداث كتب للفقرة الافتتاحية تضم لكل سنة منهجًا للترانيم، ويضم الترانيم المناسبة لكل مرحلة سنية، وآخر للمحفوظات يضم معاني الكلمات الصعبة، وثالثًا للسلوك ترشد الخدام إلى سبل تغيير السلوك وإيجاد البدائل للسلوكيات الخاطئة، وهو يضم سلوكيات حياتية مجتمعية بجانب السلوكيات الدينية الكنسية.
كما يضم منهجًا للألحان الكنسية، ومنهجًا للطقوس. كما توجد كتب لكل مرحلة خاصة باللغة القبطية روعي فيها البساطة وتقديم المحتوى بطريقة شيقة ومتدرّجة، حيث تم تقسيم المنهج إلى وحدات بحسب الشهور القبطية. وتضم كل وحدة شهر قبطي بها أربع وحدات فرعية للأسابيع، وروعي فيه الاهتمام بالتطبيقات، بحيث يتعلم المخدوم آية الشهر وجزء من الصلوات كالصلاة الربانية وترنيمة للشهر، وتطبيقات مختلفة مع التركيز على اكتساب أربع كلمات جديدة على الأقل.
وعلى صعيد آخر تم تصعيد مناهج خاصة للخدام وفصول إعداد الخدام، وهيّ عبارة عن تطوير للمنهج الذي صمَّمه البابا تواضروس الثاني وقت أن كان أسقفًا عامًا بالبحيرة. وقد تم استخدامها وتجربتها على مدى سنوات، وهو عبارة عن 120 درسًا على مستويين، كل مستوى 60 درسًا، المستوى الأول مناسب لفصول إعداد الخدام يمكن تدريسه على سنة واحدة أو سنتين بحسب ظروف كل كنيسة مع ملاحظة أن بعض الدروس تحتاج أكثر من مرة، والمستوى الثاني وهو مناسب لاجتماعات الخدام، كما يمكن استخدام بعض وحداته في الدورات التنشيطية للخدام والخادمات، ويمكن أيضًا استخدامه في اجتماعات الشباب والخريجين، وهو يحتوي دراسات روحية، ودراسات كتابية، ومقدمة في العقيدة، ودراسات طقسية، وتاريخ الكنيسة، ودراسات تربوية مفيدة للخدمة، ومهارات معرفة وقبول النفس.
وفي إطار التطوير المستمر للمناهج في الطبعات التحضيرية، دعا البابا تواضروس الثاني أمناء الخدمة والخدام في جميع المراحل إلى إرسال ملاحظاتهم حول المناهج في طبعاتها التحضيرية لإمكانية تلافيها في الطبعات الجديدة، وتم تخصيص عنوان بريد إلكتروني لإرسال هذه الملاحظات عليها، وتم تشكيل لجنة فنية معاونة لتطوير مناهج التربية الكنسية برئاسة نيافة الأنبا دانيال أسقف المعادي ونيافة الأنبا ماركوس الأسقف العام لمنطقة حدائق القبة، ويجرى حاليًا طباعة المناهج المطورة لمرحلة حضانة ويليها سنوات المرحلة الابتدائية.
وبهذه الحلقة ننهي رحلتنا مع منهج مدارس الأحد ومسيرة تطوره وتطويره في مائة عام هي عمر مدارس الأحد في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، ونستكمل في الحلقات القادمة رحلتنا مع صفات مجهولة من تاريخ مدارس الأحد.
صفحات مجهولة من تاريخ مدارس الأحد
بقلم| سينوت دلوارش
المقال نقلًا عن مجلة الكرازة الصادرة عن الكنيسة الأرثوذكسية