السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"تنظيم الإخوان" في العراق.. شركاء الاحتلال و"ادعاء المقاومة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما زالت «قطر» تنتهج سياسة الهيمنة وزعزعة استقرار المنطقة، حيث تسعى الدوحة الداعم الأول لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، بالضغط على الكتل السنية فى العراق، للانضمام إلى تحالف البناء المدعوم من إيران، بزعامة نورى المالكى ورئيس تحالف الفتح هادى العامري.


ودفعت جهود الدوحة النواب المحسوبين على الإخوان، للانضمام لتحالف المالكي، وقد زار الحزب الإسلامى الكردستاني، ذراع الإخوان، والقيادى سليم الجبورى رئيس البرلمان السابق، والسياسى السنى الوحيد، الدوحة خلال الفترة الأخيرة، ورغم أنه خسر مقعده النيابى إلا أنه يبقى مؤثرًا فى نواب من حزبه الحزب الإسلامى ممثل الإخوان فى العراق.

ووفق تقارير صحفية فقد انضم هؤلاء بالفعل للمحور الإيرانى غير عائبين بمصلحة المكون السنى الذى لا يخدمه النهج الطائفى الذى يتبناه المالكى والعامري.

وبحسب التقارير، فإن رشيد العزاوى أبرز نواب الحزب الإسلامى اتخذ القرار بالانضمام إلى محور «المالكى - الفتح»، إذ كان من المقرر بقاء نواب الحزب الـ٦ ضمن صفوف تحالف الإصلاح والبناء، بزعامة مقتدى الصدر والعبادى والحكيم.

وعلى مدار الأيام الماضية شهدت العملية السياسية فى العراق، تشكيل كتلتى البناء بزعامة المالكي، والبناء والإصلاح بزعامة العبادى والصدر، إذ لجأ الفريقان إلى المحكمة الاتحادية للاستفسار بشأن أى منهما ستقدم مرشحها لرئاسة الوزراء.

موقف الإخوان من الاحتلال الأمريكى للعراق

على الرغم من أن الموقف العلنى للإخوان عند غزو العراق، كان الإدانة للغزو العراقى والتحذير من تداعياته وآثاره الخطيرة، لكن على الجهة الأخرى شارك حزبهم المعلن أيضا فى مجلس الحكم تحت إدارة بول بريمر الحاكم الأمريكى للعراق، بل والمشاركة فى حكومات الاحتلال الأمريكى المتعاقبة.

ليعلن بعد ذلك عن عدم رغبته فى خروج القوات الأمريكية من العراق، حتى يكتمل بناء القوات، وبالتوازى قاموا بإنشاء جماعات وفرق الصحوة، التى دخلت فى مواجهات مع المقاومة العراقية وطاردتها من مدينة لأخرى، ومن منطقة لأخرى حتى ضعفت المقاومة، ووصلت تقريبًا إلى ١٥٪ مما كانت عليه.

واعترف طارق الهاشمى الأمين العام للحزب الإسلامى (الجهة الممثلة للإخوان المسلمين بالعراق)، والذى عُين نائبًا لرئيس الجمهورية جلال طالبانى عام ٢٠٠٦ قائلا: «سيكتب التاريخ أن (أبوريشة) لم يكن هو الذى أوجد الصحوات، وإنما الحزب الإسلامى هو الذى أوجدها.. تمويلًا ودعمًا».


الإخوان فى العراق و«داعش»

تؤكد العديد من المصادر أن هناك علاقة بين الإخوان فى العراق والدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام «داعش»، حيث توفر الجماعة دائمًا لها غطاء وملاذًا آمنًا وبيئة حاضنة، ولو بشكل غير مباشر لإشعال العراق الحدودية. ونقلت صحيفة «ورلد تريبيون الأمريكية» عن مسئولين مصريين قولهم: إن أجهزة المخابرات المصرية تتتبع دخول وخروج أعضاء تابعين لجماعة الإخوان من قطاع غزة، مشيرين إلى أن حماس خصّصت مرافقين على الأقل للإخوان فى جنوب القطاع؛ لكى يقوموا هناك بالتدريب والتخطيط للعمليات التى يُراد تنفيذها فى شبه جزيرة سيناء.

وأشاروا إلى أن جماعة الإخوان تُكَوِّن علاقات كذلك مع تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام: «داعش»، الذى يقال إنه يساند الإخوان للقيام بعمليات فى سيناء، وإن «داعش» تُعلِّم الإخوان التقنيات الخاصة بمراقبة المواقع العسكرية.


الإخوان

جماعة الإخوان فى العراق هى إحدى التنظيمات الحركية الإسلامية العاملة فى العراق، وهى امتداد فكرى وتنظيمى لجماعة الإخوان المسلمين العالمية، وتبدو اليوم تعيش صدمة الانتقال وثنائية الخيارات، من السرية إلى العلنية، وبين المقاومة المسلحة والمقاومة السلمية، وبين الحزب الإسلامى والجماعة، وبين العرب السنة والأكراد الذين تنشط بينهم الجماعة، بعد أن انهارت الساحة العراقية.


النشأة والتاريخ

ترجع البدايات الأولى للجماعة فى العراق إلى تأثر العراقيين من الشباب وغيرهم الذين كانوا يتابعون مجلات ومنشورات الإخوان المصرية، التى ترد العراق فى بداية الأربعينيات؛ ولذلك فقد اهتم الإخوان بتأسيس تنظيم للجماعة فى العراق، كباقى دول العالم العربى والإسلامى والخارجي، وكانت البداية على يد محمد عبدالحميد أحمد، الذى سافر إلى هناك فى عام ١٩٤١م للتدريس، واستطاع أن ينشر فكر الإخوان المسلمين بين الطلبة العراقيين، من خلال التدريس وما كان يروجه من أفكار للجماعة فى مجلة الإخوان المسلمين، ومنها مقال بعنوان: «بين العراق ومصر»، وآخر بعنوان «عامان فى العراق».

ليقوم الإخوان المسلمون فى مصر بتخصيص ركن خاص بالعراق فى مجلتهم، تحت اسم «رسالة العراق»، كان يتحدث عن الأحداث المتنوعة السياسية والاجتماعية، والأدبية، والإسلامية وغيرها هناك.


المرتكزات الفكرية

لا تختلف المرتكزات الفكرية لجماعة الإخوان فى العراق، عن أفكار الجماعة العامة، ولكن إخوان العراق لديهم خصوصية براجماتية واضحة فى تسخير أفكار الجماعة بما يتوافق مع الأوضاع السياسية الراهنة فى العراق، وتأتى على رأس هذه المرتكزات:

الإسلام هو المصدر الرئيسى للتشريع، ولكن إذا لم يتحقق ذلك فهذا ليس نهاية المطاف، والإسلام نظام شامل متكامل بذاته، وهو السبيل النهائى للحياة بكل جوانبها، وقابل للتطبيق فى كل مكان وزمان، والمنهج الإخوانى يتضمن برنامجًا جامعًا شاملًا؛ يرسى قواعد الفكر والعقيدة ويُعد للعلاقة بالآخر، ويسعى لتحقيق التكامل بين الدين والدولة فى إطار أحكام الشريعة الإسلامية والعودة إلى القرآن الكريم والحديث الشريف، وجماعة الإخوان المسلمين تلتزم بفريضة الجهاد، إذا ما توافرت شروطه المُوجبة له، وأخيرًا: يتحقق الدور الحضارى من خلال السيادة والشهادة والأستاذية فى العالم.