السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"باب النجار مخلع".. "بابا نويل" ينتظر هدية في كنيسته بالإسكندرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على بعد أمتار قليلة من شاطئ البحر بمنطقة كامب شيزار بالإسكندرية، وتحديدًا ٨٦ شارع «تانيس»، وقفت جدران كنيسة القديس سان نيقولا، أو كما هو معروف «بابا نويل»، تمد أيديها للمسئولين كى تعود للحياة، فالكنيسة الأثرية الصغيرة التى شيدت على ضفاف البحر كون صاحبها كان شفيعًا للبحارة، باتت جرداء، مهملة ومهجورة، وباتت تنتظر أن يمد أحدهم يديه بهدية لإعادة رونقها، كما كان القديس التى تحمل اسمه يفعل فى سالف الزمان.
تبدأ قصتنا حينما تناولت المرشدة السياحية علا عبدالمنعم، البحث حول سبب هجر تلك الكنيسة الأثرية، عبر منشور لها بصفحتها بـ«فيسبوك»، أوضحت خلاله أن «بابا نويل» لديه منزل بعروس البحر الأبيض المتوسط- تقصد الكنيسة- وأنها للأسف مهملة لحد الخراب. وأوضحت علا، فى مستهل حديثها أن بابا نويل ليس شخصية أسطورية، فهو القديس «سان نيقولا»، وهو كان راهبًا قبل أن يصبح قديسًا فى آسيا الصغرى، وكان معروفا عنه أنه صاحب معجزات، وأنه كان يوزع الأموال على المحتاجين ليلًا، كما أنه كان شفيعًا للبحارة، ولذلك كانت تبنى كنائسه على ضفاف البحر.
ويعد القديس سان نيقولا من القديسين المهمين لطائفة الروم الأرثوذكس «الكنيسة الغربية»، والتى كان موجودا منها فى مصر حوالى نصف مليون شخص، وذلك حتى عام ١٩٥٢، قبل أن يتقلص العدد حتى وصل الآن حوالى ١٥ ألفا فقط.
أما عن كنيسته بالإسكندرية، فالكنيسة قديمة جدًا وأثرية، ورغم أنها صغيرة الحجم، لكن بها ميزة كبيرة، حيث تعد من الكنائس القليلة جدًا اللى شيدت على شكل سفينة نوح، أو كما هو متعارف «رمز النجاة». 
وبناية الكنيسة أقيمت على مساحة مربعة الشكل، سقفها مائل على الشكل «الجمالوني» أو المثلث، ولها برجان للأجراس «منارتان»، وللعلم فإن هذا الطراز مختلف عن شكل الكنائس القبطية الأرثوذكسية المصرية، والتى يعتمد تصميمها على القباب.
وتتكون الكنيسة من الداخل من صحن كبير، له ثلاثة هياكل مربعة، وبها نقوش مذهبة، وتتوسطها أيقونة للسيد المسيح مرسومة على السقف، تشبه الأيقونة الموجودة حاليا فى البطريركية اليونانية فى مصر القديمة، كما أن بها أيضا مجموعة كبيرة من الأيقونات الأخرى المتواجدة على جانبى صحن الكنيسة.
وتسرد المرشدة أزمة الكنيسة قائلة: «الكنيسة للأسف مغلقة ومهجورة منذ أكثر من ٢٠ عاما، ولا أحد يعلم سبب ذلك، إلا أن هناك أقاويل تقال بأنها أغلقت بهدف الترميم، ولكن لم يدق بها مسمار واحد.
وبالبحث والسؤال عن تبعية الكنيسة، كان الرد أنها تابعة لوزارة الآثار المصرية، وقد كان مخصصا لها تأمين من قوات الشرطة، ولكنه عقب أحداث يناير ٢٠١١، لم يعد هناك لها أى تأمين.
أما عن وزارة الآثار وعدم ترميم الكنيسة طيلة كل تلك السنوات ولماذا لا يتم الاستفادة منها؟، كانت الإجابة أن الكنيسة بالفعل مدرجة كأثر، لكن ملكيتها تابعة لطائفة الروم الأرثوذكس، والوزارة لا تستطيع أن تبدأ ترميمها والعمل بها إلا بعد موافقة الكنيسة، وبالعودة مجددا للطائفة ولماذا لا يتم السماح بترميمها عن طريق وزارة الآثار، ردت الكنيسة بأن طريقة التعامل مع أملاكها مختلفة عن تعاملات أملاك الكنيسة القبطية، حيث ليس لنا حق التصرف، قبل أن توضح البطريركية اليونانية للروم الأرثوذكس بالإسكندرية، بأن الكنيسة تابعة لهم بالفعل، ولكن هناك محاولات لإثبات ذلك، حيث كان متبعا فى أوقات سابقة بيع مثل تلك الكنائس.