الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

الحلوى اختلطت بالدماء.. كواليس مقتل صاحبة "الدكان" على يد بلطجي السلام

محرر البوابة مع شاهد
محرر البوابة مع شاهد الواقعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
باب الدكان مغلق، والشقة لم يعد بها أحد، والصمت عنوان المكان، وأطفال المنطقة الصغار اضطروا للبحث عن سوبر ماركت بديلًا لشراء الحلوى واحتياجات منزلهم من السكر والشاى، بعدما رحلت الحاجة أم سيد صاحبة الـ64 عامًا تاركًة خلفًها سيرة طيبة ما زال الجميع يذكرها بها وما زالت روايات الطيبة تذكر فى المنطقة، حتى الصغار امتنع بعضهم عن شراء الحلوى واكتفى بالنظر إلى الدكان القديم وكأن طعم الحلوى رحل برحيل تلك السيدة المسكينة التى لقيت مصرعها خنقًا على يد بلطجى، أراد أن يسرقها، فلما فشل اضطر إلى خنقها للتخلص من جريمته.
"البوابة نيوز" انتقلت إلى مسرح الجريمة، وكشفت الرواية كاملة على لسان الأهالى الذين قصوا ماذا حدث فى يوم مقتل الحاجة أم سيد؟ وكيف تم كشف الجريمة؟ وحكاية ذلك المتهم الذى تجرد من كل مشاعر الإنسانية والرحمة ليقدم على إزهاق روح تلك السيدة المسكينة الوحيدة.
فى البداية، يقول خالد، 30 سنة، أحد أهالى المنطقة، وشاهد على الواقعة، إن اكتشاف الجريمة جاء فى الصباح، حينما توجه أحد الأطفال إلى دكان الحاجة أم سيد لشراء الحلوى، وتفاجأ الطفل بوجود باب الدكان مغلق، فأخذ يطرق على الباب لعل صاحبة الدكان تفتح الباب، ولكن أثناء قيامه بالطرق على الباب تفاجأ بالباب يفتح، وأم سيد ملقاة على "الكنبة" والدم يذرف من رأسها بصورة مستمرة.
وأضاف أنه عقب اكتشاف الطفل للجريمة، أخذ يصرخ وأسرع الينا وأخبرنا بما حدث، وتوجهنا على الفور إلى مكان الجريمة، واكتشفنا الفاجعة حينما وجدنا الحاجة أم سيد مقتولة والدم يذرف من رأسها، وكانت ملقاة على الكنبة وجسدها فى مواجهة الحائط، وهناك "إيشارب" موجود بجوارها، وكأن شخصًا ما خنقها وهرب، لنتكشف بعد انتقال رجال المباحث وتكثيف التحريات أن وراء ارتكاب تلك الجريمة الشنعاء أحد الأشخاص الذي يعملون فى أحد المصانع الموجودة بالمنطقة، وذلك بهدف سرقتها.
أما عن المتهم، فقد أوضح الشاهد، أنه قبل وقوع الجريمة بأيام، كان أحد أهالى المنطقة يمر فى المكان، وتفاجأ بالمتهم يستكشف المنطقة، وهو ما يوضح أن ذلك الشاب كان يخطط لارتكاب الجريمة قبل وقوعها بأيام، وعندما شك فى أمره سأله "أنت مين"، ولكنه سيطر عليه التوتر وفر هاربًا، مشيرًا إلى أن الضحية كانت تعيش بمفردها، حيث إن أبناءها متزوجون ويعيشون فى منازلهم، وقامت باستئجار الشقة التى حدثت بها الجريمة، لتعيش بمفردها فى الطابق الأول، واستغلت عيشتها بمفردها لتقوم بفتح "الدكان" لتعول نفسها برغم سنها الكبير.
أما عن الطريقة التى ارتكب بها المتهم الجريمة، فقد أوضح أنه تسلل إلى الدكان، كأنه زبون وطلب من المجنى عليه سكر وشاى، وعقب إحضارها لطلبه، باغتها على الفور وقام بالدخول إلى الدكان، وأغلق الباب من الداخل، وقام بدفعها على الحائط لترتطم رأسها بالحائط، ويسقط الدم بغزارة من رأسها وقام بإحضار إيشارب وخنقها حتى لا يتم كشف أمره، خشية أن تكون ما زالت على قيد الحياة، وقام بعدها بتفتيش كل أنحاء شقتها الصغيرة فى محاولة لإيجاد مبالغ مالية ولكنه لم يعثر على شىء وفر هاربًا.
وقال أحمد أحد الأهالى، إن مشهد اكتشاف الجريمة كان مفجعًا، فالدماء كانت تسقط من فتحة بمنتصف رأس المجنى عليها بصورة بشعة، واختلطت الحلوى بالدم داخل ذلك الدكان الصغير الذى كان بمثابة مأوى للأطفال الصغار الذين اعتادوا شراء الحلوى من المجنى عليها يوميًا وليلًا ونهارًا، كما أن الفوضى كانت تسيطر على المكان والبضاعة ملقاة على الأرض.
وكان قسم شرطة السلام تلقى أول بلاغ بوجود بسيدة متوفاة بالعقار رقم 2 شارع الشيخ مصطفى من شارع أبو كستور، وبالانتقال والفحص وجدت جثة "حياة تمام"، 68 سنة ربة منزل، ومقيمة بمحل البلاغ مسجاة على ظهرها أعلى أريكة بصالة الشقة ترتدى ملابسها كاملة وبها إصابات عبارة عن كدمات وآثار دماء على الوجه ووجود إيشارب أسود اللون ملفوف حول رقبتها، تم نقلها لمشرحة النيابة وتبين بعثرة محتويات الشقة وبسؤال نجليها قررا بتلقيهما اتصالا هاتفيا من الجيران تفيد وفاتها ونفيا علمهما بملابسات وفاتها.
وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة، "إيهاب. م"، 28 سنة، عامل بمصنع بلاستيك، وتم ضبطه واعترف بارتكاب الواقعة، وتم تحرير محضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.