تطرق أحمد چلداوي، عضو هيئة التدريس في جامعة العلوم والتكنولوجيا بإيران، إلى المشاكل الاقتصادية التي تؤثر على الشعب بشكل كبير في الفترة الحالية، ومنها التضخم الذي ارتفعت معدلاته بشكل كبير.
وقال چلداوي في تصريحات أبرزتها صحيفة "قانون" الإيرانية، إن معدل التضخم أصبح 11.19 بالمائة، وإن الإعلان عن هذا الرقم للتضخم مثير للدهشة.
ارتفاع نسبة التضخم
وأضاف: "ارتفعت نسب التضخم بنسبة أعلى من 200٪"، ونحن نعمل على هذا الأمر من أجل مساعدة الشعب، إلا أن هناك أناسا يسرقون وينهبون ولا يهمهم سوى أنفسهم".
ونادى الأستاذ الجامعي بضرورة تشكيل لجنة محايدة للعمل على حل تلك القضية، مشيرًا إلى أن الحكومة تضع العراقيل أمام تشكيل مثل تلك اللجنة.
وأوجز بأن نسب التضخم المٌعلنة في الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية غير حقيقية، مؤكدا على ضرورة الإعلان عن النسب الحقيقة لكي يتم التعامل معها كما ينبغي.
وكانت وكالة أنباء "فارس نيوز" الإيرانية قد أشارت في تقرير لها نشرته مؤخراً إلى أن معدل التضخم قد صعد إلى 11.3% وفقا لبيانات مركز الإحصاء الإيراني حتى 22 سبتمبر الجاي، مقارنة بنسبة 9.7 بالمائة المسجلة في الشهر الماضي.
وأوضحت البيانات أن المؤشر العام لقيمة السلع والخدمات الاستهلاكية سجل 134.6 نقطة في شهر "شهريور" الإيراني المختتم في 22 سبتمبر الجاري بارتفاع 5.4 بالمئة على أساس شهري.
وفي المدن الإيرانية سجل المؤشر في سبتمبر 134.4 نقطة بارتفاع 5.3 بالمئة وبالأرياف 135.5 نقطة بنمو 5.8 بالمئة عن الشهر السابق المنتهي 22 اغسطس 2018.
كارثة حقيقية بالانتظار
وفي نفس السياق، أعلن البنك المركزي الإيراني ، معدل التضخم في 12 شهرا المنتهية في سبتمبر من هذا العام مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، 13.5 ٪ ، حسبما ذكر موقع عصر إيران.
وأصدر البنك المركزي اليوم ملخصا لنتائج مؤشر أسعار السلع والخدمات في المناطق الحضرية في إيران.
وعلى خلفية هذا الأمر، ارتفع مؤشر أسعار السلع والخدمات المستهلكة في المناطق الحضرية في إيران في سبتمبر من هذا العام إلى 141.9 نقطة، بزيادة 6.1٪ عن الشهر السابق.
وتظهر تلك الإحصاءات التغير في معدلات التضخم في المجموعات المختلفة أنه في أغسطس بلغ التضخم 6.4٪، ومنتجات التبغ، و 5.1٪ ، والملابس والأحذية، و7.5٪، والإسكان، والمياه، وزادت الكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 1.5 في المائة وزادت "الأثاث واللوازم والخدمات المستخدمة في المنازل" بنسبة 11.9 في المائة.
أما عن الصحة بنسبة 2.9٪، والنقل بنسبة 14.6 %، والاتصالات، 15.1 %.
أما عن الترفيه والثقافة فكانت النسبة 15.1٪، التعليم 0.6٪، المطاعم والفنادق بنسبة 6.8٪ كما نمت "السلع والخدمات المتنوعة" بنسبة 9.2٪.
ارتفع معدل التضخم العام في سبتمبر مقارنة مع أغسطس و9.1 % في السلع والخدمات بنسبة 2.5 %.
وبلغ معدل التضخم في سبتمبر من هذا العام مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي 31.4 %.
ومما لا شك فيه أن أحد أهم التحديات التي تواجه الاقتصاد الإيراني خلال العقود الماضية هي ظاهرة التضخم.
وحسبما ذكرت تقارير أبرزت وكالة أنباء ايسنا، ففي العقود الثلاثة الماضية شكل التضخم أزمة كبيرة في إيران بسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة والمتراكمة.
اضطراب سوق العملة وارتفاع الدولار
في سياق متصل، شهدت منطقة التجارة الحرة في إيران مرة أخرى اضطرابات في سوق العملات الإيرانية، حيث ارتفع سعر الدولار من ألف دولار إلى 17 ألف دولار بعد خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأمم المتحدة.
ووفقًا للإحصاءات بلغ سعر كل يورو 12 ألفا و600 تومان، والجنيه الاسترليني 24 ألفًا و200 تومان.
وكان سعر الدولار الأمريكي في الشهر الماضي 3800 تومان في العام الماضي، وهو ما تضاعف تقريبا خلال العام الماضي ومن المرجح أن يسجل رقما قياسيا بـ 20 ألف تومان في أوائل الأسبوع المقبل.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، أن ظروف سوق العملات صعبة، لدرجة أن الوسطاء لا يبيعون العملات ويتطلعون فقط لشرائها.
وأضافت أن المشاركين في سوق العملات أصيبوا بخيبة أمل بعدما يحدث، وأن سوق تحويل العملة مغلق، حتى تجار العملات الذين باعوا عملات الخدمات الآن أوقفوا أعمالهم ولا يتم إجراء أي صفقات.
منذ انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية الإيرانية، تأثرت الأسواق الإيرانية بشدة بالأزمة، وكل يوم يرتفع سعر العملات الأجنبية والسلع.
وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات شديدة على إيران في الأشهر الأخيرة، واتهمت طهران بتوسيع أنشطة الصواريخ، ودعم الإرهاب، وخلق الاضطرابات في المنطقة، ونزع فتيل استقرارها.
