السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المعذبون في الأرض.. حكايات الوجع من دفتر ضحايا غياب قانون الأحوال الشخصية

البطريرك إبراهيم
البطريرك إبراهيم إسحق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«بسمة» تتعذب 3 سنوات على يد زوجها وأهله.. والكنيسة ترفض طلاقها.. و«إيرينى» قتلها زوجها الأمريكى وهرب
كان المعتاد أن يصمت أصحاب المشاكل الشخصية أو يعتزلوا ويركنوا إلى الانفصال غير المعلن، ولكن مع ارتفاع نسب المشاكل وأعداد المتضررين وغياب قانون الأحوال الشخصية للأقباط، تحول بعض هؤلاء الضحايا إلى مجرمين، وأصبحت هناك نماذج متعددة لجرائم عنف وتعذيب وقتل.
فالطلاق غير ممكن لتمسك الكنيسة بمقولة لا طلاق إلا لعلة الزنا. وأشار البطريرك إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، إلى «إن الاتفاق بين الكنائس على قانون موحد للأحوال الشخصية للمسيحيين مستحيل».
سجل الضحايا فى هذا الملف كبير ويزداد يوما بعيد يوم، وفتح الملف مجددا حالة الزوجة نرمين جبرائيل، الشهيرة بـ«بسمة» والمقيمة فى حى العمرانية بالجيزة، والتى احتملت ألوانا شتى من التعذيب على يد زوجها وأهله بصورة بشعة استمرت ثلاث سنوات، والتى أنقذها من بين أيديهم مؤخرا أحد جيرانها، وهى ما زالت تتلقى العلاج وزوجها هارب، وتم تقديم بلاغات ضده للنيابة وللنائب العام، والزوجة حتى الآن لم تجد رعاية أو اهتماما من آباء الكنيسة لبحث حلً لحالتها.
ومن بسمة إلى إيريني، يا قلب احزن، فقد تزوجت إيرينى وكغيرها كثيرات لم يكن الزواج مستقرا ووصل لحالة من عدم قبول الطرفين لبعضهما البعض، إلى أن وصل بهما الحال لاستحالة العشرة بينهما، ورفضت الكنيسة طلاقهما، إلا أن الزوج يحمل الجنسية الأمريكية فقام بترتيب نفسه للسفر وحجز تذكرته، ويوم سفره قتل زوجته المسكينة وانطلق للمطار مسافرا بلا عودة، تاركًا أسرة زوجته فى حزن أبدى لا يحتمل.. ومن إيرينى إلى المرشدة السياحية سامية التى قتلها زوجها بالأقصر لعدم قدرته على طلاقها، حكايات موجعة لا تنتهى لكن حياة أصاحبها انتهت.
ويشير الباحث أيمن رمزى إلى ضرورة حل هذه الأزمة التى أصبحت تتفاقم وباعتراف آباء الكنيسة نفسهم، فالأنبا بينامين، مطران المنوفية، صرح مؤخرًا بأن طلبات الطلاق قى الأسر القبطية تزداد بنسب مرعبة، فاذا كانت الكنيسة تعلم هذا فلماذا لا تتحرك؟.
أما الكاتب رفعت ريد، فيقول نرمين وايرينى وسامية وغيرهن كثيرات لسن ضحية الزوج المفترى كما يقول البعض، إنهن ضحية إلغاء لائحة ٣٨ والتى كانت متوسعة فى أسباب الطلاق وليس محددة فقط لعلة الزنا.
ويتابع «رمزي» الحل يكمن فى الزواج المدنى الذى يخضع فقط للدولة ودور الكنيسة يقتصر على مباركة الزواج من خلال الصلاة. 
ووصف أرنست، وليم الباحث الاجتماعى قائلًا: حالة الضرب والتعذيب لا تُعتبر حالة تعذيب، بينما تعتبر «زنا روحيا»! فهذا الزوج أنكر وصية بولس للأزواج وأنكر تعاليم السيد المسيح واتبع تعاليم الشيطان التى هى الضرب المبرح والإهانة والقسوة والتعذيب المؤدى إلى التشوه الجسدى والموت! وكل هذا لكى يتجوز مرة أخرى. وهذا «الزنا الروحي» يستوجب الانفصال والطلاق.. ولكن للأسف أن المفهوم السائد فى الكنيسة هو أنه لا طلاق إلا لعلة الزنا الجسدي فقط، وهذا للأسف مفهوم خاطئ ترتب عليه تنفيذ خاطئ فى شئون الطلاق ترتب عليه كوارث،.. فـ«الزنا» المقصود هو كل أشكال الزنا الروحى الذى من ضمنها الزنا الجسدى ولكن ليس الزنا الجسدى فقط!!
وقال الباحث ناجح بولس ارتبط مفهوم الطلاق أو الانفصال بمفاهيم أخلاقية وتداخل مع موروثات اجتماعية تفرض العزلة على المنفصلين وتحط من مقدارهم وقيمتهم فى المجتمع، وبناء عليه انصرف أغلب الأقباط عن النظر لعملية الانفصال كأحد الحلول للمشاكل الزوجية، وبدون وعى منهم واجهوا المشكلات بعيدًا عن المناهج الاجتماعية المتبعة فى أغلب دول العالم، وأصبحت المشاكل الزوجية جزءا لا يتجزأ من حياة المصريين عامًا والأقباط بصفة خاصة، فمنهم من يتعايش معها ويتغلب عليها، وكثيرون يغلبهم القهر الاجتماعى والأسرى فنفاجأ بحوادث بشعة أسبابها لا تعدو فقدان الأمل من إيجاد الحلول للمشاكل الأسرية سواء بالمواجهة والتعايش أو فُض هذا العقد الاجتماعى المفروض عليهم ثم أين المجلس القومى للمرأة من حقوق القبطيات.