السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

زمن قابيل وهابيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل التفكير في كتابة هذه السطور كنت قد تبادلت أطراف الحديث مع أحد الزملاء بالمؤسسة حول أسباب القتل والمذابح التي تعددت وأصبحت كمكونات يومنا "واللي مش هينفع يعدي من غير جريمة قتل أو مذبحة" نادتني زميلتي فور وصولها إلى صالة التحرير: حاتم صباح الخير، فقلت لها صباح النور، واندمجت في عملي ولكنها فاجأتنى بقولها: "إيه أسباب ما يحدث وليه وقائع القتل انتشرت بهذا الشكل"، هنا استوقفني حديثها كثيرا وتساءلت: ما هي أسباب المذابح وما هي أسباب انتشار وقائع القتل، أين الرحمة؟ أين الدين؟ أمن السهل أن يزهق أحدنا روح أخيه؟ وهل هناك من سبب يجعلنا نصل إلى هذا الحد من الانتقام والقسوة؟
كانت الحيرة تمتلكني كيف البداية وماذا أكتب وهل ما سأكتبه سيكون له تأثير رادع أكثر من القانون، أم أننى أصمت كالكثير "وأخلى بالى من نفسى؟!
ولكن، أثناء التعمق والتفكير في الأمر تذكرت قوله تعالى: "أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"، الله سبحانه وتعالى يتحدث عن حياة الناس جميعا عن إعمار الدنيا واستمرارها وربط كل هذا بحياة الإنسان، مشددا أن إزهاق روح الإنسان كقتل الناس جميعا وهذا يؤدي إلى خراب الدنيا.
لا شك أن حرمة دم الإنسان وقتل النفس من أعظم الحرمات عند الله سبحانه وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم"،  وهناك أحاديث عديدة لا يسعني المجال لذكرها كلها تحرم قتل النفس وإزهاق الأرواح لأن ذلك حرمته عند الله من حرمة الكعبة.
بحثت فى الموضوع منذ فترة وأجريت عدة اتصالات بالمختصين فضلا عن مجالسة البعض منهم وتناولنا الأمر، وكان آخر هذه الجلسات الأسبوع الماضي والتي وصلت إلى 4 ساعات متتالية لنصل إلى رؤية لما يحدث وحلول جذرية تنقذ المصريين من يد الشيطان القاتل والأسباب التي تؤدي إلى ذلك؟
توصلت في هذا الشأن إلى أن من أهم أسبابه اتباع الشيطان وهواه وتعاطى المواد المخدرة، وسوء الحالة الاقتصادية وغيرها كثيرا وكل ذلك يتلخص فى البعد عن الله رب العالمين.
فللأسرة دور مهم لا يقل أهمية عن دور المدرسة والذي لا يقل أهمية عن دور المجتمع والذي لا يقل أهمية عن دور الإعلام، علينا جميعا أن نعي حجم الخطر الذى يحيط بنا وأن نكون على قدر كافٍ من المعرفة للتعامل معه والحد منه أعاذنا الله سبحانه وتعالى مما نسمع ونرى من مصائب الدنيا وحفظ مصر وشعبها.