تحتفل الكنيسة الكاثوليكية فى الرابع عشر من سبتمبر من كل عام بعيد رفع الصليب والمقصود بكلمة "رفع" إعلائه وتفضيله عن أشياء أخرى واختياره من بين أشياء كى يرفع عليها.
نفس الكلمه تستخدمها العذراء مريم في نشيدها عندما التقت باليصابات "رفع المتواضعين".
يعود هذا العيد تاريخيا لعام 335 م ؛ عندما وجدت والده الإمبراطور قسطنطين (هيلانة) حسب التقليد صليب المسيح.
بجانب تاريخ العيد يبقى هذا العيد عيد المتناقضات، من اسمه غريب ومعناه أعجب "رفع للصليب". رفع للشيء الذى يشككنا ويعثرنا ويجعلنا نتساءل فى أوقات كثيرة أين الله؟ أين محبته؟
إذا كان الله محبة، فلماذا يسمح بالألم؛ يسمح بهذا الصليب لي أو لغيري (موت عزيز؛ مرض حبيب؛ هجر رفيق ؛ فشل علاقة ؛ صليب يظل الصليب هو الشيء الأكبر الذى يحارب وجود الله، غريب يختاره الله علامة على حبه لنا، ما استخدمناه لكى ننكره أخذه هو كي يقنعنا بحبه.
مات المسيح على الصليب ليس لأنه مذنب بل لأنه أطاع وأطاع حتى الموت... وماذا بعد؟ قام المسيح: القيامة ليست مكافأة الصلب بل هي نتيجة حتمية لمن يحب هكذا، هذا مهم، أنا لا أقبل القول تحمل الصليب كي يكافئك الله بمجد، لكن أؤمن بأن طريق المجد يمر من خلال الصليب.
قيامة المسيح هى التى أثبتت أن الصليب يجب أن يرفع أن هذا الحب هو الذى يدوم ويستمر، الحب حتى الموت يحيا.
لذلك تعيد الكنيسة برفع الصليب لأنه رفع لمسيره الإنسان نمو المجد نحو الأب.
عيد مبارك.