يعتبر رمضان شهرا متفردا في جوهره الديني، بالنسبة للشعوب الإسلامية في أصقاع الأرض، فجذوره التاريخية بالنسبة لهم واحدة، كما أن مقاصده الدينية واحدة، غير أن طقوس الاحتفال به تختلف تبعًا لثقافة كل شعب وطريقة حياته، واستنادًا إلى تاريخه القومي الخاص.
في جزر القمر، يخرج أهل البلاد قبل صلاة مغرب آخر ليلة من شهر شعبان في جماعات، حاملين مصابيح، موجهين أنظارهم ناحية الغروب لاستطلاع الهلال، فإذا ما رآه أحدهم صاح قائلا: "وونيها"، أي ظهر هلال رمضان باللغة المحلية، ويكرر الأطفال هذه الكلمة وهم يعدون في الشوارع والأزقة، حتى يعرف الجميع أن الهلال قد ظهر.
بعد الانتهاء من صلاة قيام الليلة الأولى، يخرج الأهالي إلى السواحل وفي أيديهم المصابيح والمشاعل التي ينعكس ضياءها على صفحة المياه، ويبدأون بالضرب على الدفوف ابتهاجًا بقدوم رمضان واحتفالًا به، ويسهرون حتى تحين ساعة السحور. كما يواظب القمريّون على الإفطار يوميًا في المساجد. وأبرز الأكلات القمرية هي الموز الأخضر المقلي أو المطهو الذي يؤكل مع الثريد والهريس وعصائر الأناناس.