أكد وزير الصناعة والتجارة طارق قابيل أن الاجتماعات الثلاثية الرئاسية بين مصر واليونان وقبرص، التي ترسخت خلال الأشهر الستة الماضية أعطت دفعة قوية للعلاقات بين الدول الثلاث على المستويات كافة.
وأشار إلى أن المبادرة الرائعة الخاصة بالعودة للجذور التي تبنّتها مصر لتجميع الجاليات اليونانية والمصرية والقبرصية التي عاشت على أرض مصر خلال الحقبة الماضية، ستزيد من الروابط والأواصر الثقافية لشعوب الدول الثلاث.
وقال قابيل، خلال منتدى الغرفة التجارية بالإسكندرية، في إطار مبادرة "العودة للجذور"، بحضور محافظ الإسكندرية محمد سلطان، ورئيس اتحاد الغرف التجارية أحمد الوكيل، وممثلين اقتصاديين لدولتي اليونان وقبرص: "إن الدول الثلاث تسعى من خلال هذا الترابط الثقافي والتاريخي لتحقيق الانطلاقة الاقتصادية والاستثمارية مؤكدا أننا نعمل في هذا الشأن وبدعم من القيادات السياسية لتحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الثلاث من خلال الدور الكبير لممثلي الغرف التجارية ورجال الأعمال والمستثمرين والشركات في مصر واليونان وقبرص".
وأضاف أن حجم التبادل التجاري مع قبرص، خلال العام الماضي، زاد بنسبة 43% ليتجاوز 180 مليون يورو، كما وصل حجم التبادل التجاري مع اليونان لنحو 400 مليون يورو.
وتابع: "هناك فرص استثمارية كبيرة وواعدة بين الدول الثلاث من خلال دعم ومشاركة إيجابية للقطاع الخاص".
ونوه بأن هناك مباحثات تجرى حاليًّا بشأن تصدير الغاز القبرصي لمصر، مشيرًا إلى وجود استثمارات قبرصية ويونانية كبيرة بمصر، وأن هناك مشروعا مصريا بقيمة 250 مليون يورو في قبرص، ومشروعات أخرى في اليونان، مؤكدا أننا نسعى لتعظيم تلك الاستثمارات وزيادتها خلال الفترة المقبلة بين الأطراف الثلاثة.
وأوضح أن مصر تعمل على تهيئة مناخ الأعمال وعرض الفرص الاستثمارية المتاحة لتكون جاذبة للاستثمارات من مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن قبرص لديها عاشر أسطول في العالم وهى مهتمة بالاستثمار في محور قناة السويس، وخاصة في مجال اللوجستيات، لافتًا إلى وجود مفاوضات تجرى حاليًّا في هذا الشأن.
وذكر وزير الصناعة أن التسهيلات الاستثمارية المصرية يتم منحها لكل المستثمرين وليس لدولة بعينها، وأن تلك التسهيلات والحوافز ضمن قانون الاستثمار، مشددًا على أن الأهم تسهيل مناخ الأعمال وتقليل البيروقراطية الموجودة في كل العالم، لكن في مصر نحاول أن نقللها بشكل أسرع بغرض تحسين مناخ الأعمال ليكون جاذبًا أكثر للاستثمارات.
وقال: "لدينا كل المميزات الجاذبة للاستثمار من ناحية المكان وحجم السوق ووصلنا لاتفاقيات تجارة حرة مع مختلف الدول، فضلا عن وجود العمالة الماهرة بسعر مناسب، وكل هذه العوامل يتمناها أى مستثمر فى العالم ومع سوق تنمو باستمرار، مؤكدا أن تحسين مناخ الأعمال سيسهل للمستثمر الأدوات التى يستطيع من خلالها الحصول على العائد الخاص به".
وانطلق، صباح اليوم، منتدى الأعمال المصري اليوناني القبرصي، بمدينة الإسكندرية، بحضور نبيلة مكرة وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، وطارق قابيل وزير الصناعة والتجارة، وأحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية، ومحافظ الإسكندرية، وعدد كبير من رجال الأعمال.
ويمثل المنتدى نقطة انطلاق مهمة لتعزيز آفاق التعاون الاقتصادي المشترك بين مصر وكل من اليونان وقبرص في جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدة.
وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، واليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، فعاليات أسبوع إحياء الجذور.
