يعتبر الأديب والمؤرخ اللبناني بطرس البستاني هو أول من نادى بتعليم المرأة، وأول من ألف قاموسًا عربيا عصريا، ولقب بـ"المعلم بطرس"، ويعد من رموز النهضة والتنوير العربي الحديث.
البستاني، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم الثلاثاء، كان قد ولد في قرية الدبية بمناطق الشوف في لبنان عام 1819 لأسرة مارونية، التحق بمدرسة «عين ورقة»، وتعلَّم بها العديد من اللغات كالسريانية واللاتينية والإيطالية، إلى جانب دراسته لعدة تخصصات معرفية كالفلسفة واللاهوت، والشرع الكنسي، ثم سافر إلى بيروت، واتصل بالمبعوثين الأمريكيين، علمهما اللغة العربية، وعرب لهما الكثير من الكتب العربية، أدار مطبعة، وعين أستاذا بمدرسة "عبية" ثم انتقل بعدها للعمل مترجمًا للقنصلية الأمريكية في بيروت.
أسس جريدة "نفير سورية" وهي أول جريدة وطنية تستهدف الوعي الشعبي، كما أسس أول مدرسة وطنية قصدها الطلاب من مختلف الطوائف والمناطق اللبنانية، وكتب معجم "محيط المحيط" كقاموس عصري في اللغة العربية، وألف "دائرة المعارف: قاموس عام لكل فن ومطلب" وهو أيضا أول محاولة حديثة في الثقافة العربية لكتابة دائرة معارف كبرى، ولها قيمة تاريخية كبرى حيث تقع في 11 مجلدًا، ومرتبة حسب الترتيب الألفبائي، وتعد عمله الأبرز والأشهر، وشارك في ترجمة الكتاب المقدس من لغته الأصلية إلى اللغة العربية.
كان البستاني موسوعي المعرفة؛ حيث ترجم وألَّف في العديد من الفنون كاللغة والنحو والصرف والأدب، وله الكثير من الخطب والمقالات والمحاضرات التي دُوِّنَتْ في الجرائد والمجلات والكتب.
ولقد عاش البستاني محبًا للثقافة والفنون، ورمزا للنهضة العربية، ولقد توفي في 1 مايو من العام 1883 تاركا وراءه إرثا معرفيا ضخما.
