الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أمريكا تدعم القاعدة بقيادات جديدة في طرابلس.. والإخوان يجهزون لرئاسة ليبيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالتزامن مع حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا نتيجة تصاعد الصراعات المسلحة وتعثر المسار السياسي، عززت الولايات المتحدة من تدخلها داخل الأراضي الليبية بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية لتشمل الجنوب الليبي بعد أن كانت قاصرة على شمال البلاد في إطار دعمها لقوات البنيان المرصوص التابعة للمجلس الرئاسي الليبي.
وفي الـ 24 من مارس الماضي، استهدفت القيادة الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" منزلا بمنطقة أوباري بمدينة سبها جنوب ليبيا، كان يقيم به القيادي بتنظيم القاعدة، الجزائري موسى أبو داوود واحد، وتم العثور على جثث القتلى بلا رؤوس.
وفي الرابع من أبريل الجاري، سمحت واشنطن بعودة القياديين بتنظيم القاعدة سالم غريبي، وعمر خليف من نزلاء معتقل جوانتانمو إلى ليبيا بعد أن أفرجت عنهم عام 2016، وأبقتهم قيد الإقامة الجبرية بدولة السنغال غرب إفريقيا.
بدأ سيناريو عودة عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة إلى ليبيا عام 2011، من أجل اسقاط الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، وهو ما أكده وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أليستر بيرت، حيث قال إن بلاده كانت على اتصال مع مليشيا الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي خلال أحداث فبراير عام 2011 ضد نظام القذافي.
وأشار بيرت وفقا لموقع "ميدل ايست اي " البريطاني، أن منفذ هجوم مانشستر مايو الماضي سلمان العبيدي وعائلته على صلة بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة.
ويعكس تقرير "ميدل إيست" العلاقة القوية بين المخابرات البريطانية، والجماعات الإرهابية بمختلف شواربها، فبريطانيا التي عملت جنب إلى جنب مع فرنسا وامريكا لإسقاط نظام القذافي استخدمت الجماعات الإرهابية ودعتها للعودة إلى ليبيا لتقوم بمهام الحرب على الأرض تحت الغطاء الجوي لحلف الناتو وفق القرار الصادر عن الأمم المتحدة.
ويشير التقرير إلى وجود حالة أشبه "بغرام الأفاعي" بين بريطانيا والجماعات الإرهابية، وأن كلا الطرفين يتوهم أنه يستغل الآخر ويوظفه لخدمة أهدافه، فبريطانيا قدمت المال والدعم للجماعات الإرهابية عبر الوسيط القطري من اجل اسقاط نظام القذافي، والجماعات الإرهابية استغلت الحدث ليتعزز التواصل بين عناصرها في كل مكان ولتصنع لها مكان في منطقة الشرق الاوسط يكون نقطة انطلاق لها في المنطقة، وجعلت من بريطانيا جزء من بنيتها التحتية التي تستهدف حتى بريطانيا نفسها، فلندن لم تمنع العناصر الإرهابية التي غادرت اراضيها للقتال ضد القذافي من العودة مجددا، فسلمان العبيدي عاد ونفذ حادث مانشستر الذي اودى بحياة 22 مواطنا.
واليوم تسمح امريكا لعناصر إرهابية كانت معتقلة داخل سجون "جوانتانمو " بالعودة إلى ليبيا ما يثير العديد من علامات الاستفهام، فعودة هؤلاء تعزز من شوكة الجماعات الإرهابية في ليبيا حتى وان سبقت عودتهم عملية لسلاح الجو الامريكي من اجل القضاء على موسى أبو داوود ورفيقه بمنطقة أوباري.
وبحسب مراقبين للشأن الليبي، فأن الدور العربي في الأزمة الليبية يبدو تابعا ويتسم بالميوعة حتى الان، فالجامعة العربية ورغم أن خطابها تجاه الأزمة يعكس إدراكها للمخاطر التي تنتظر المنطقة العربية نتيجة تعاظم قوة الإرهاب في ليبيا لكن لم تتقدم حتى الان برؤية حقيقية لتسوية الأزمة.
وصعود القيادي بجماعة الاخوان الإرهابية، خالد المشري، ليصبح على رأس المجلس الأعلى للدولة احد الكيانات السياسية المنبثقة عن اتفاق الصخيرات الموقع بين فرقاء ليبيين بالمغرب ديسمبر 2015، لا يمكن أن نفصله عن عودة غريبي، وخليف إلى ليبيا، فثمة سيناريو من اجل وضع الإخوان على سدة حكم الدولة على غرار ما حدث عقب سقوط نظام القذافي عام 2011، ويعكس ذلك ايضا، خطاب محمد صوان، رئيس حزب العدالة والتنمية الذراع السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية والذي تغير بشكل كبير تجاه موقفه من عملية الكرامة ومحاولته استرضاء الفئات المتضررة من سياسة الاخوان في ليبيا، كما ازاحة عبد الرحمن السويحلي عن رئاسة مجلس الدولة ليتفرغ للانتخابات الرئاسية المزمع اجرائها أواخر سبتمبر في ليبيا.
تطور الأحداث في ليبيا ليس عشوائيا، وتقف خلفه أجهزة مخابرات أجنبية تسعى إلى استمرار الفوضى في ليبيا، وهذا التطور في غير صالح الأمن الإقليمي العربي، فوصول الجماعات الإرهابية إلى السلطة مجددا في ليبيا ولديهم من الاساليب القذرة والغير أخلاقية ما يمكنهم من ذلك، يعني استمرار للفوضى والاقتتال الأهلي ووضع دول الجوار الليبي في مرمى خطر الإرهاب باستمرار.