أشهر رئيس مخابرات فى مصر وربما بالشرق الأوسط خلال فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر، هو صلاح نصر، المولود فى الثامن من أكتوبر ١٩٢٠ بقرية سنتماى فى ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وبمدرسة طنطا تلقى تعليمه الابتدائى وانتقل إلى مدرسة بمبة قادن فى القاهرة بعد وصوله للمرحلة الثانوية، وفى أكتوبر من عام ١٩٣٦ التحق بالكلية الحربية.
فى الكلية الحربية تقابل مع عبدالحكيم عامر، الذى أقنعه بالانضمام إلى تنظيم الضباط الأحرار، فقاد فى ليلة ثورة يوليو ١٩٥٢ الكتيبة ١٣ التى كانت تضم أغلب الضباط الأحرار، وكعهده بشهر أكتوبر الذى ولد فيه والتحق أيضا بالكلية الحربية، كان أكتوبر ١٩٥٦ موعدا لتقلده منصب نائب رئيس جهاز المخابرات، الذى كان تحت إشراف زكريا محيى الدين، ويخضع الجهاز لعلى صبري، وفى مايو من العام التالى تولى رئاسة الجهاز.
خلال مراحل بناء جهاز المخابرات واجهته العديد من الصعوبات، كان منها فقر العنصر البشرى الذى يعد ضلعا رئيسيا فى تكوينه، فأرسل بعض الشخصيات ذات الثقة الكبيرة، وإن كان بأعداد قليلة إلا أنه اعتمد على نقلهم ما نقلوه من خبرات للأفراد فى داخل الجهاز وتوسيع دائرة رجال المخابرات.
فيما تمكن من حل معضلة التمويل بإنشاء شركة للنقل برأسمال ٣٠٠ ألف جنيه، وتذهب أرباحها لجهاز المخابرات وساهمت رئاسة الجمهورية بالثلث، وبنفس القدر كانت مساهمة القوات المسلحة.
استمر «نصر» على رأس جهاز المخابرات المصرى طوال عشر سنوات، حتى تفجرت حرب الخامس من يونيو ١٩٦٧ وداهمته أزمة صحية يوليو من نفس العام نتيجة للضغوطات الملقاة على عاتقه، وبقى فى الفراش بعيدا عن العمل حتى أغسطس وتقدم باستقالته للرئيس عبدالناصر.
واتهم صلاح نصر فى القضية المعروفة بـ «انحراف المخابرات» والذى حكم عليه فيها بالسجن ١٥ عاما، بالإضافة إلى حكم آخر بقضية مؤامرة المشير عبدالحكيم عامر التى حكم عليه فيها بالسجن ٢٥ عاما، وجاء شهر السعادة بالنسبة لـ «نصر» أكتوبر ١٩٧٤ ليفرج عنه الرئيس محمد أنور السادات.
كان لرئيس المخابرات العديد من الكتب ومنها، «الحرب الشيوعية الثورية» و«تاريخ المخابرات» و«عملاء الخيانة وحديث الإفك» و«الحرب النفسية» و«ثورة ٢٣ يوليو بين المسير والمصير»، وتوفى فى مثل هذا اليوم السادس من مارس ١٩٨٢ عن عمر ناهز الثانية والستين.
