الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رسالة لأبطال سیناء العظام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستمر العملیة البطولیة «سیناء ٢٠١٨» التى یقوم بها خیر أجناد الأرض أبطال القوات المسلحة المصریة بمشاركة من وزارة الداخلیة، تلك العملیة التى تمثل أشرف وأجل خدمة لا للوطن المصرى فقط، بل للأمة كلها، لإنقاذها من خطر الإرهاب، وتحقیق قواتنا المسلحة نجاحات ساحقة أربكت كل الجماعات المتطرفة والمنحرفة، ظهر ذلك فى حالة السعار والصخب الذى سیطر على جماعة الإخوان، وأصدر أیمن الظواهرى زعیم تنظیم القاعدة رسالة مسجلة یحرض فیها ضد مصر، ویعتبر حمل أبناء التیارات الإسلامیة للسلاح بدایة مهمة لتصحیح الأخطاء.
وردا على رسالته أرسل هذه الرسالة عبر جریدة «البوابة نیوز» لجنودنا فى سیناء.
أقول لهم: أیها الأبطال لیكن واضحا أن ما تفعلونه لا یقل مكانة عما فعله المجاهدون الأوائل مع الرسول الكریم، وما فعله الأبطال فى معركة أكتوبر، فأنتم الیوم تقدمون دماءكم فداء لمصر، والحقیقة أن كل قطرة دم سالت من شریف منكم -وكلكم شرفاء- یقابلها تكاسل وتراخٍ على مستوى المواجهة الفكریة فالخیر فیكم.
أیها الأبطال: دعكم من سفهاء «الفیس وتوتیر» الذین یفعلون معكم ما فعله المنافقون الأوائل من نشر الشائعات، وتثبیط الهمم، حتى قالوا: (لا تنفروا فى الحر) فقال الله لهم (قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون) إنهم بعلم أو بجهل یمثلون أداة جندها الاستعمار لتفكیك الجیش المصري، وهو الجیش الوحید الباقى بعد أن مزقوا جیوش العراق ولیبیا وسوریا والیمن، لكننا الیوم نستمد منكم القوة والتفانى والتماسك والتضحیة، فلم نجد واحدا منكم مخدوعا ولا متأثرا بهؤلاء، مع أن دواعى الاستثارة والتهییج، ووسائل التدمیر والتمزیق بلغت مبلغا لا منتهى له، لكن الله حفظ جیش مصر، فله الحمد والمنة.
إن صمودكم ومواجهتكم للإرهاب لهو عمل یفوق الصلاة والصوم، لأنه یمثل أسمى المقاصد، وإن تضحیاتكم الیوم فاقت تضحیات أبطال حرب أكتوبر، لأنهم فى أكتوبر خاضوا معركة لا فتنة فیها، أمام عدو واضح، معركة لم تكن دواعى الخیانة فیها من بعض المصریین والقطریین والأتراك ظهرت بهذا الوجه القبیح، أما أنتم الیوم فتخوضون معركة وسط ظلمات حالكة یبثها عدٍو من بنى قومنا، رزئت به الأمة، فأنتم بارقة مصر، بما قدمتم من تضحیات عظمى من أجل أن یعیش غیركم، فإذا بالبعض یمد یده المرتعشة الجبانة لیكتب مقالا هنا أو كلمة هنا على صفحات العالم الافتراضي، لیسیئ إلى جهادكم وتضحیاتكم، وهو الخور الجبان، الذى یتساوى معه من یُذله ومن یُعزه، ویتساوى معه من یدافع عنه ومن یلقى به فى غیاهب الوهم والشعارات الزائفة، ویوسع عقله وأذنه للخرافة والكذب، فهذا الشخص ومن یقوده ومن یدعمه بلغ دركا كبیرا فى انتكاس فطرته وأخلاقه وإنسانیته.
ولا یغررك أیها الجندي قولهم ولا سمهم الذى ینشرونه، فإنهم لا تأثیر لهم، وإن المصریین كلهم معكم، یدعون لكم، ویفتخرون بكم، ویتعلمون منكم النضال والتضحیات.
واصلوا ما أنتم فیه فى أشرف معركة تخوضونها ضد الإرهاب، وأطیعوا قادتكم، واسمعوا توجیهاتهم، وانهضوا للدفاع عن وطنكم، ولا تؤذوا صبیا أو امرأة أو عجوز، وحین تشتد الفتن ویتحیر عقل اللبیب، ویُعدم العقل، ویعلو الجهال، وتشیع الأهواء، وینتشر التحریض، فلیس لنا إلا أن ننظر إلى أى فریق أنتم تنتمون، فإن الحق معكم قطعا، لا مجاملة ولا مبالغة ولا إطراء، ولكنه فهم مستمد من كلام الرسول الكریم - صلى الله علیه وسلم-،حین قال: «ستكون فتن أسلم الناس فیها» أو قال: «لخیر الناس فیها الجند الغربي»، أى الجندى المصري، قال الحاكم فى «المستدرك»: هذا حدیث صحیح الإسناد، وأقره الذهبى فى التلخیص.