الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

5 سنوات على استقالة "بنديكتوس" من منصبه كبابا للفاتيكان

 بنديكتوس
"بنديكتوس"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى 28 من فبرابر الجارى تمر خمس سنوات على استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر من منصبه كبابا للفاتيكان، ليصبح " بندكت" بابا فخريا وينتقل من مقر إقامته كبابا ليعيش فى الدير الصغير "Mater Ecclesiae" الموجود في حدائق الفاتيكان، وهذا يعني أنه لن يترك المبنى ولن يغادر إلى خارج جدران الفاتيكان إلا نادرا.
ففى 28 فبراير 2013 فأجا البابا بندكت السادس عشر العالم عندما استقال من منصبه كبابا الفاتيكان، ليصبح أول بابا يستقيل منذ 600 عام، وبحسب البيان الرسمى من الفاتيكان فإن سبب الاستقالة اعتلال صحته.
بنديكت اسم لاتيني يعني المبارك، إلا أن بعض المقربين ظلوا يناوده باسمه بالميلاد" جوزيف" حيث بقي أخيه الأكبر سنا جورج، يناديه جوزيف، ووصفته الصحافة الإيطالية بأنه "الكاردينال الدبّابة" أو "روتفايلر السماء" في إشارة إلى كلاب الحراسة الألمانية من فصيلة روتفايلر، وذلك لمواقفه المتشددة وسائل منع الحمل وبشأن المثليين جنسيا وتولي النساء الكهنوت.
ولد جوزيف راتزنجير فى قرية صغيرة بإقليم بافاريا فى ألمانيا عام 1927، وكان والده ضابطا فى البوليس الألمانى، وكاثوليكيا ملتزما بشعائر دينه ومتحمسا جدا لها.
وكانت له أخت راهبة تدعى ماريا، وكرّست حياتها كلها له ولخدمته حتى ماتت عام 1991، وكانت تهتم به وبشئونه المنزلية ونظافة ملبسه وطعامه، وله أخ راهب أيضا ويدعى جورج، وهو أكبر منه بسنتين ولا يزال حيا.
فى عام 1939 دخل الشاب جوزيف راتزنجير إلى الدير لكى يتلقى التعاليم الدينية ويصبح راهبا، ولكن اندلعت فى العام نفسه اندلعت الحرب العالمية الثانية، وعندئذ أجبروه على الانخراط فى منظمة الشبيبة الهتلرية. 
ولكن البابا صرح فى مذكراته بعد سنوات طويلة بأنه لم يطلق طلقة نارية واحدة فى حياته رغم كل تلك السنوات التى قضاها فى صفوف الشبيبة الهتلرية أولا، ثم الجيش الألمانى ثانيا، وقد هرب من الجيش قبيل استسلام ألمانيا وانهيار النظام النازى بأيام قليلة.
وعندئذ اعتقلته قوات الحلفاء عام 1945، ولكن اعتقاله لم يدم طويلا؛ إذ سرعان ما أطلقوا سراحه، نظرا لعدم أهميته فى النظام النازى، وهكذا عاد إلى الدير من جديد، لكى يواصل علومه الدينية، ثم دخل بعدئذ إلى جامعة ميونيخ، حيث درس الفلسفة وعلم اللاهوت فى آن معا. 
أزمات بابوية
البابا الذى اُجبر على الانخراط فى منظمة الشبيبة الهتلرية أثار الجدل فى عام 2009 بعد قراره إلغاء الحرمان الكنسي عن أربعة أساقفة من أخوية القديس بيوس العاشر المحافظة المتطرفة، بما في ذلك الأسقف ريتشارد وليامسون، وهو بريطاني الجنسية أنكر وجود غرف الغاز النازية، وقال إنه يعتقد أنه لم يُقتل أكثر من 300 ألف يهودي في المحرقة بدلا من الرقم المسلم به وهو 6 ملايين نسمة.
عقب هذه الأزمة جدد البابا بنديكت السادس عشر "تضامنه" مع اليهود وإدانته للمحرقة، قائلا إن "أي إنكار أو تقليل من هذه الجريمة البشعة لا يمكن قبوله"، خصوصا إذا جاء من رجل دين.
وحضر رسالة دكتوراه تحت العنوان التالى: «شعب الله وبيته فى العقيدة اللاهوتية للقديس أوغسطينوس»، وهو أعظم قديس فى المسيحية ويعد من المرجعيات اللاهوتية الكبرى، وفى عام 1969 عين أستاذا لتاريخ العقائد فى جامعة راتسبونج التى ألقى فيها محاضرته الشهيرة عام 2006 وأثارت عليه نقمة العالم الإسلامى كله، وكان رد فعل المتحدث باسم البابا القول إن البابا أُسيء فهمه، وإنه يحترم الإسلام لكنه يرفض في الوقت نفسه العنف بدافع الدين.
الاستقالة البابوية
"المرء يبقى بابا إلى الأبد.. ليس هناك عودة إلى الحياة الخاصة، وهذا لا يتناقض مع قراري بالتخلي عن الممارسة النشطة للخدمة، لن أعود إلى الحياة الخاصة، إلى حياة مليئة بالسفر والاجتماعات والاستقبالات والمؤتمرات وغيرها، لن أترك الصليب، أنا باقٍ مع الرب ولكن بطريقة جديدة".. هكذا قال البابا بندكتس فى لقاءه الأسبوعى الأخير قبيل استقالته.
بندكت ليس البابا الأول الذى يقدم استقالته فقد سبقه البابا سلستين الخامس، الذي استقال من منصب البابوية قبل 719 عاما، تخلى عن لقب البابا وعاد إلى اسمه القديم، ولكن الكنيسة عايشت حالات أخرى مختلفة جدا، في العصور الوسطى كان هناك خلال فترة انقسام الكنيسة ثلاثة باباوات في نفس الوقت، أحدهم حقيقي واثنان مضادين.
نهاية الرحلة
ومؤخرا عبّر البابا بنديكتس عن تـأثره برغبة الكثيرين الاطمئنان على وضعه الصحى، وأضاف: "إنها لنعمة كبيرة أن أكون محاطًا في هذه الخطوات الأخيرة من الدرب الشاق في بعض الأحيان، بعطف وطيبة لم أكن أتصورهما"-بحسب تعبيره.
وتابع بابا الكنيسة الكاثوليكية الـ265 فى رده على أحد رسائل محبيه: مع الاضمحلال البطيء لقوتي الجسدية، فأنا داخليًا في رحلة حجي الأخير إلى بيتي".