تستعد الكنيسة الكاثوليكية حول العالم للاحتفال بعيد «سيدة لورد»، هو عيد تذكارى اختيارى يتم فيـه تذكار ظهور مريم العذراء إلى القديسة برناديت فى بلدة لورد عام ١٨٥٨، فقد ظهرت العذراء ما بين ١١ فبراير و١٦ مايو ١٨٥٨، ثماني عشرة مرة لفتاة عمرها ١٤ سنة اسمها «برناديت سوبيرو» فى مغارة بالقرب من بلدة لورد بجنوب فرنسا.
ويُعد مزار لورد من أشهر الـمزارات التى يتوافد عليها الحجّاج، خاصة الـمرضى من كل مكان فى العالـم للصلاة وطلب الشفاء والحصول على تلك المياه العجائبية التى تفجّرت كعلامـة سماويـة لظهور مريم العذراء.
«لورد» قبلة للحجاج
تقع مدينة لورد فى الجهة الجنوبية الغربية قرب الحدود الفرنسية الإسبانية وتتبع دائرة أوتى بيرنيز، وهى بجانب تلال بيرنيز يبلغ عدد سكانها ألف نسمة وتشتهر بكونها مزارا للروم الكاثوليك.
وفى كل عام يزور لوردز حوالى مليونى زائر على أمل حدوث معجزة، بشفائهم من أمراض عضوية، كما يسبح الكثيرون فى مياه نبع الكهف المقدسة لنفس الغرض، أى الشفاء من الأمراض العضوية ويترك بعض الناس الدعامات التى كانت تسندهم هناك دليلا ماديا على شفائهم.
ويأتى الزوار إلى المزار طوال العام ولكن الكثيرين، وقد افتتحت كنيسة البازيليك للقديس بيوس العاشر بلوردز، فى عام ١٨٥٨ وهى من أكبر الكنائس الرومانية الكاثوليكية فى العالم.
مسار الحج
يبدأ الحجاج مسيرتهم بزيارة الكنيسة التى عُمدت فيها القديسة برناديت، يعقبها زيارة البيت الذى عاشت فيه القديسة، ويعتبر كمتحف صغير ويحتوى على بعض ممتلكاتها، ثم زيارة الكهف الذى ظهرت فيه مريم العذراء للقديسة، ثم زيارة المدرسة التى تعلمت فيها مبادئ المناولة الأولى، والتى كانت تتبع رهبنة إخوات المحبة الذين افتتحوا مدرسة خاصة لتعليم أولاد الفقراء، وقد درست فيها القديسة برناديت بين عام ١٨٥٨م – ١٨٦٠ م
الجزء الثانى من مسار الحج يتضمن الكنائس التى شُيدت منذ ظهور العذراء مريم، وهى بازيليك سيدة الوردية، والتى شُيدت بين عام ١٨٨٣-١٨٨٩ وكُرستْ عام ١٩٠١م وفى زمن البابا لاون الثالث عشر.
تعقبها زيارة الكنيسة القديمة والمعروفة بكنيسة الكهف وهى موجودة بين بازيليك سيدة الوردية وبازيليك الحبل بلا دنس، وقد بُنيت على الصخر وفوق الكهف الذى ظهرت فيه العذراء للقديسة برناديت، وقد اُفتتحت الكنيسة عام ١٨٦٦م فى زمن البابا بيوس التاسع، وقد حضرت القديسة برناديت فى افتتاحها.
المحطة الثالثة من مسار الحج، كنيسة بازيليك الحبل بها بلا دنس، والتى تقع فوق الكنيسة القديمة، وشيدت بين عام ١٨٦٦- ١٨٧٢، وتتميز هذه الكنيسة بالزجاج الملون والمزركش، والذى يوضح مراحل ظهور العذراء للقديسة برناديت.
يعقبها زيارة كنيسة القديسة برناديت، وقد شيدت هذه الكنيسة فى الجهة الثانية من نهر الكاف فى الجهة المقابلة للكهف الذى ظهرت فيه العذراء، فعندما منع البوليس القديسة برناديت بالذهاب إلى الكهف ذهبت إلى الجهة الثانية من النهر.
والكنيسة الخامسة على مسار الحج، كنيسة القديس بيوس العاشر وتوجد هذه الكنيسة تحت الأرض، وكرستْ فى ٢٥ مارس ١٩٥٨، فى حبرية البابا يوحنا الثالث والعشرين.
وقد تم تصميم مراحل درب الصليب فى الجبل، وعلى مُرتفع تدريجى ما بين أشجار الغابات بشكل التواءات، وصُممت على شكل تماثيل وعددها ١١٥ تمثالا مصنوعا من الحديد والمطلى باللون الذهبى وعلى ١٥ مرحلة، ويبلغ طول الطريق بأكمله ١٫٥٠٠ متر.
زيارات بابوية لسيدة لورد
زار البابا يوحنا بولس الثانى المزار فى أغسطس ٢٠٠٤، وصلى القداس بحضور حوالى ٣٠٠ ألف حاج من جميع أنحاء العالم، كما زارها البابا بند كتس السادس عشر للمزار فى الفترة من ١٣ إلى ١٥ سبتمبر من عام ٢٠٠٨ للاحتفال باليوبيل ١٥٠ سنة لظهور العذراء فى لورد، وصلى القداس فى فناء المزار.
