الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

راهب النتوردام.. 85 عامًا خدمة وبعد التقاعد يحكي قصص ظهور المسيح.. ميشيل: أحلامي مواصلة خدمة الزائرين.. وزخرفة جدار المذبح الجنوبي استمرت 25 عاما

جانب من الحوار
جانب من الحوار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
داخل كاتدرائية النتوردام وبالتحديد بجانب الجدار الجنوبى للمذبح، فى ثياب بيضاء بلا صلبان يقف مسن يتحدث عدة لغات ليس من بينها العربية، يستند على عصاه مبتسما مرحبا بالزوار، يحمل بيده عدة أوراق، يشير بيده إلى رسومات عريقة من القرن الثالث عشر، يشرح للزوار قصة كل لوحة على حدة، يجيب عن التساؤلات، يلتف حوله أعداد من الزوار فوج تلو الآخر، اخترقنا الوفود وبدأنا حوارا قصيرا معه، وبعد أن رحب قال إن مصر من أعظم دول العالم بما تحتويه من فن وآثار ومناخ وحياة.


• من أنت وماذا تفعل هنا؟
- أنا راهب أبلغ من العمر 85 عاما، وتقاعدت فى سن السبعين، وكنت أخدم كقسيس راهب فى كنيسة النتوردام، وبعد أن أكملت أيام خدمتى وتقاعدت لم أستطع أن أتوقف عن الخدمة التى قضيت عمرى فيها، فأنا أقف هنا ليس بصفة رسمية كقس راهب ولكنى أقوم بعمل تطوعى بدون مسمى كنسى ولكنه عمل فردى قررت أن أقوم به.


• ما الذى تقوم به هنا؟
- أن أقف بجوار الجدار الجنوبى من المذبح وهو القسم الأهم والأقدم فى كاتدرائية النتوردام، وأحاول أن أشرح ما تحتويه الجدارية للسياح الذين يقصدون الكنيسة لزيارتها، وأنا مهتم أن أحمل لهم المعلومة كاملة، حتى يتعرفوا على الكاتدرائية بطريقة صحيحة.
• ما الأوراق التى تحملها؟
- حرصت أن أعمل شرحا مكتوبا عن الجدار ولوحاته، وترجمته إلى عدة لغات، خاصة التى لا أجيد التحدث بها، مثل اللغة العربية، حتى أستطيع أن أفيد الجميع، فمن لا أجيد لغته أعطيه الورق مطبوعا باللغة التى يجيدها، وهذه خدمتى التى أقدمها للزوار.


• ما عمر هذا الجدار؟
- يرجع عمر الجدار الجنوبى للمذبح إلى القرن الثانى عشر، واستمرت زخرفة الجدار حوالى 25 عاما، حيث تم الانتهاء منها فى الجيل الرابع عشر.
• ما الذى يحتويه هذا الجدار؟
- هذا الجدار قدم قصة حياة المسيح بعد مماته فى صور، ويعتبر هذا الفن فريدا من نوعه بالنسبة للقرون الوسطي، وقام الفنان «جان رافى» الذى انفرد بها، حيث رسم 40 يومًا بدءا من عيد الفصح «الذى يحتفل بها اليهود إلى اليوم» إلى عيد الصعود، وقد ركز على ظهور المسيح.
• حدثنا عن الجدارية الأولى؟


- اللوحة الأولى تجسد ظهور المسيح لمريم المجدلية «من السيدات اللاتى تبعن المسيح» وتظهر الأجواء والتوقيت، حيث ظهر لها المسيح وفق ما ورد بالأناجيل عند بزوغ فجر اليوم الثالث بعد صلب المسيح، فقد جاءت أولًا مريم المجدلية إلى القبر ومعها العطور لتطيب جسد المسيح.
وكما يذكر الإنجيل وجدت القبر فارغًا، وكان هناك رجل يقف بجانب القبر اعتقدت أنه البستاني، وسألته: هل تعلم أين وضعوا جسد المسيح؟ وبعد أن تحدثت معه وناداها باسمها «يا مريم» أدركت أنه المسيح.
• ماذا عن اللوحة الثانية؟
- يظهر فى اللوحة الثانية 3 سيدات، وهنا جسد الفنان ظهور المسيح الثانى للسيدات، حيث أتت ثلاث سيدات إلى قبر المسيح صباح القيامة وقد شاهدن المسيح وتعرفن عليه من آثار المسامير التى فى يده، وهذا الظهور الثاني؟
• لمن ظهر المسيح فى اللوحة الثالثة؟
- فى هذه اللوحة رسم الفنان ظهورين معًا، واللذان كانا لتلميذى المسيح «بطرس ويوحنا»، فكان الظهور الأول لبطرس وحده فى مغارة جبلتيه وهو ما يظهر فى شمال اللوحة، والظهور الثانى كان لبطرس ويوحنا معا، وهنا نرى يوحنا على بعد بينما المسيح يطرح سؤالًا على بطرس ثلات مرات متتالية «أتحبني؟»، وهو ما كتبه القديس يوحنا فى إنجيله، وكان هذا السؤال تاريخىا ومغيرا فى حياة الرسول بطرس والذى استشهد مع مسيحيين آخرين وذلك بالموت معلقًا على الصليب ورأسه لأسفل.
• فى اللوحة الرابعة هناك شخصان من هما؟

- فى الجهة الشمالية من اللوحة نرى تلميذين من تلاميذ المسيح قلقين من جراء موت سيدهما، وخلال عودتهما إلى قريتهما والتى تدعى «عماوس» التى تقع على بعد 15 كيلو مترا من القدس، ينضم إليهم ثالث وهو المسيح، وفى البداية اعتبره التلميذين رجلا تقيا، وطلبا من المسيح فى نهاية رحلتهم أن يشاركهما وجبة العشاء، وعندما جلس معهما ليأكل قام كعادته بالصلاة ثم وذع، ومن هنا علمنا إنه المسيح.
• ما أهم المناسبات أحب إلى قلبك والتى تحتفل بها الكنيسة؟
لا أستطيع أن أقول أن هناك مناسبة بعينها الحب إلى قلبي، ولكن هذه الكنيسة خلال الحرب العالمية كانت تستخدم كخندق ومكان للاحتماء، وفى شهر مايو من كل عام يتم إحياء الذكرى بعمل احتفالية كبرى خارج الكنيسة بالصوت والضوء، ويتم تجسيد ما كانت تقدمه الكنيسة فى هذه الأثناء من خدمة.
• ما أحلامك للغد؟
- أعتقد إنى أوشكت على الرحيل ولا يوجد لدى أحلام لأحققها ولكن كل ما أتمناه هو أن أستمر فى تقديم الخدمة للزائرين، وهو شيء بسيط يمكننى تقديمه فى هذا العمر المتقدم، أن أتحدث فقط، وأصلى وهذا يكفى بل ويزيد.