الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

القدس عربية.. في الضعف العربي من نصرة الأقصى.. فتش عن "الإخوان"

 «الإخوان»
«الإخوان»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خبراء سياسيون: «تشرذم المنطقة لم يترك لديها إلا الصراخ والعويل»

جاء قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بإعلان القدس رسميًا عاصمة إسرائيل فى توقيت صعب تمر فيه المنطقة العربية بالعديد من الأزمات والمشكلات الداخلية، بجانب محاربتها قوى الظلام والإرهاب مما يضع المنطقة بين شقى الرحى، ويؤثر بشدة على مواقفها بشأن القضية الفلسطينية.
تنفيذ الخطة الأمريكية الصهيونية لاختطاف القدس جاء بعد «الربيع العربي» التى أنهكت الدول العربية جراء أطماع بعض القوى السياسية وتدخلاتها الخبيثة، بشكل يؤكد أن هذه الجماعات ومن بينها الإخوان التى تقوم بأدوار تخدم الخطة الصهيو أمريكية، منذ ٢٠١١ تلعب هذه الجماعات دورا كبيرا فى إضعاف العرب وافتقادهم التماسك وتجريدهم من قوة الردع التى كانوا يمتلكونها بالسابق ضد إسرائيل.
وهذا القوة هى الجيوش التى سقط بعضها بإسهامات كبيرة من الجماعات الإرهابية فى ليبيا وسوريا العراق، بحسب الباحث هشام النجار، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية الذى قال، «إن الوضع الحالى يعود لتاريخ سقوط العراق، وما تبعه من أحداث بهدف تفكيك وإضعاف العمق العربى، لأحداث المهندسة من الخارج هو عرقنة باقى الدول العربية لصالح إسرائيل التى كانت تنتظر الغنيمة بعد سنوات من الفوضى وسقوط الجيوش.

وأكد عوض الخطاب، القيادى الجهادى السابق أن خبرته داخل صفوف تنظيمات الإسلام السياسى جعلته يتأكد أن علاقة الإخوان بالأمريكان خاصة خلال الربيع العربى إضافة لتدخل الجماعات الإرهابية، ومن ضمنها الإخوان فى العراق وسوريا وليبيا واليمن ومحاولاتهم فى مصر من ناحية ثانية، وراء اختطاف القدس بشكل مباشر أو غير مباشر علاوة على شرذمة المنطقة العربية.
وأشار إلى أن واشنطن كانت تحرك قيادات الإخوان ناحية مصالحهم، وظهر ذلك فى الزيارات المتبادلة بين يوسف القرضاوى والمعزول محمد مرسى ومسئولى البيت الأبيض، طمعًا فى الحكم، وهذا نتيجة أن «الإخوان» كانت قوة على الأرض فى الوطن العربى، بحسب الولايات المتحدة.
وأوضح الخطاب، أن الإخوان لم تتحالف مع الوطنيين فى كل البلاد العربية بل تحالفاتها مع واشنطن، فى العراق تحالفوا مع الشيعة للحصول على مناصب، وفى النهاية أدت مطامعهم إلى تشرذم وانقطاع تام داخل الوطن العربى، ونجد فى اليمن «الإخوان» كقوة لا يستهان بها يتحالفون مع الحوثيين حتى وصلت صنعاء إلى حالها اليوم.

وبدوره، قال بهاء محمود الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، «إن هناك تضخيما وربما بعض المبالغة بالنسبة لحجم الإخوان وتنظيمهم العالمى فيما يخص ثورات الربيع الربيع العربى، لأن الشرارة الأولى بدأت من تونس، ولم يكن بوعزيزى إخوانيا أو ذا ميول إسلامية من بينهم، ولم يكن للغرب أى تدخلات فى اندلاعها، لكن فرص تدخل الغرب فى مسرح العمليات تم أثناء الانتفاضات كان طبيعياً، ومن المعروف أن الإخوان يتصفون بالبراجماتية والانتهازية، وبالتالى كان من المنطقى أن يكون هناك تحالف فى حدوده، وأضاف، أن طبيعة الدول وهيكل تفاعلاتها الداخلية، وعلاقاتها الخارجية، ومن ثم شكل أنظمة الحكم بعد ٢٠١١، والإخوان لم يكونوا الطرف الأقوى فى أى معادلة، ولكن تم استغلال العلاقات كل فى حدوده.
وأشار محمود، إلى مسألة القدس جاءت فى الأساس لصالح المواطن الأمريكى، كفاتورة سياسية دفعها الرئيس الأمريكى من ضمن وعوده الانتخابية، ولإلهاء الناس عن فضيحة التدخل الروسى فى الانتخابات، كما أن الرئيس الأمريكى، والغرب عمومًا يعلم مدى الضعف والهوان الذى يمر به العالم العربى، ويعلم أيضا أن العرب لن يفعلوا شيئا سوى الصراخ والعويل فقط.

وأكد المحامى ثروت الخرباوي المنشق عن جماعة الإخوان، أن العلاقات بين الإخوان والأمريكيين لا ينكرها أحد، ولكن الأمريكيين حاولوا تبرير تلك العلاقة، عن طريق تواصل واتصال ولم تكن تفاهمات كما كان يحدث على أرض الواقع.
وقال، «إن تلك العلاقة بدأت منذ عهد عمر التلمسانى، ومنذ ذلك الحين يبرز نشاطهم فى أمريكا، حتى عام ٢٠٠٣ عندما قام الدكتور سعد الدين إبراهيم، بعقد لقاءات لبعض الممثلين الأوروبيين وحضرها أعضاء من جماعة الإخوان، وكان ذلك بداية التفاهمات، وفى عام ٢٠٠٥ ظهرت وثيقة سرية مرسلة من أحد قيادات الإخوان فى أمريكا للقيادات فى القاهرة، يتكلمون فيها عن نتائج الحوارات مع الحكومة الأمريكية.
وشدد الخرباوى، على أن كل ما كانت تريده الحكومة الأمريكية من الإخوان لأنها رأت لها تواجداً فى الشارع ولها قدر من المصداقية، لذا فهم يستطيعون من خلالها الحصول على ما يريدون وتحقيق مصالح أمريكا، وعند مرحلة ما سمى بـ«الربيع العربي» فرضت على الإدارة الأمريكية بكل أجهزتها السعى للاتصال بأصدقائهم الإخوان، وكشفت عدة برقيات لويكيليكس - أفرج عنها فى نوفمبر ٢٠١٠- أن عددا من الدبلوماسيين الأمريكان بالقاهرة عام ٢٠٠٥ أرسلوا لواشنطن تقارير عن تحقيقات يجرونها بخصوص شائعات فى القاهرة، تهدف للإساءة للإخوان وتقويض سمعتهم، تقول إن الإخوان يتلقون «تمويلا أمريكيا» وأن الإخوان يفكرون فى بدء حوار مباشر مع واشنطن بناء على إلحاح من وزارة الخارجية الأمريكية.
وبالعودة إلى تاريخ العلاقة بين واشنطن وخاصة جهاز مخابرات الولايات المتحدة «CIA» وجماعة «الإخوان» منذ خمسينيات القرن الماضى حتى الآن، فقد كشفت وثائق رسمية سربها موقع «ويكيليكس» أن المخابرات الأمريكية كانت على اتصال مباشر بجماعة الإخوان فى فترتين فقط؛ الأولى فى بداية الخمسينيات، والثانية أثناء الغزو السوفيتى لأفغانستان، وقالت تقارير رسمية، إن معارضة الجماعة لاتفاقيات السلام مع إسرائيل وزيارة الرئيس السادات للقدس، كانت نقطة تحول فى نظرة أمريكا للإخوان وباتت تعتبرهم عائقا لمصالحها وعبئا على حلفائها، مما اضطر الولايات المتحدة الاتصال بشكل دورى بقيادات الإخوان.