السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

عندما سقطت "جارديان" وانتصرت ثورة 30 يونيو "ملف"

ثورة 30 يونيو
ثورة 30 يونيو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم أن الصحافة الغربية عامةً والصحافة البريطانية خاصةً تتعامل دائمًا مع الأمور بعقلانية ومنطقية، وتنحى العواطف والمشاعر الإنسانية جانبًا عند التعامل مع الأمور السياسية، إلا أنه تبين أن صحيفة «الجارديان» البريطانية كانت تقطر تعاطفًا وإنسانية فى تغطية متحيزة لجماعة الإخوان الإرهابية أثناء ثورة ٣٠ يونيو؛ فقد جاءت مجموعة الأطر المتعاطفة أو الإنسانية فى المرتبة الثانية من بين مجموعات الأطر التى وظفها موقع «الجارديان» فى تغطيته لأحداث ثورة ٣٠ يونيو، وذلك بنسبة (٢٣.٢٪)، وتتكون هذه المجموعة من إطار التعاطف مع القوى المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، وإطار التعاطف مع القوى المعارضة لنظام حكم جماعة الإخوان، حيث تتعامل هذه المجموعة مع الصراع القائم بين المؤيدين والمعارضين للثورة من المنظور الذى يؤكد الجانب الإنسانى، بما فى ذلك التضحيات التى قدمها الأفراد خلال فترة الصراع فى أحداث ثورة ٣٠ يونيو، وذلك من خلال التركيز على الصور والفيديوهات التى تتضمن المواقف والأحداث والجوانب الإنسانية فى أحداث الثورة، والتى تبرز الضحايا من القتلى والجرحى، جراء الاشتباكات بين مجموعات المحتجين المؤيدين والمعارضين، أو الاشتباكات مع قوات الأمن والجيش، وقنابلهم المسيلة للدموع وإطلاق النار عليهم، بالإضافة إلى أعمال الإغاثة، وأسر الشهداء والجنازات والاعتقالات.
وقد برز هذا الإطار بشكل كبير فى موقع «الجارديان» خلال الأحداث التالية: أحداث الحرس الجمهورى مع قوات الجيش، وأحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة مع قوات الأمن المصرية، وأحداث مسجد الفتح بميدان رمسيس، ويرجع اهتمام موقع «الجارديان» بالأطر الإنسانية فى التغطية المصورة لأحداث الثورة؛ إلى إثارة الاستجابات العاطفية والانفعالية لدى المشاهدين لهذه الأحداث، ومن ثم تشكيل الرأى العام الدولى حول أحداث الثورة، كما أن الصور العاطفية ذات الطابع الإنسانى، يمكن أن تترك انطباعات أو تأثيرات دائمة على المشاهدين، والتى تؤدى فى نهاية الأمر إلى تشكيل الرأى العام.
وبرز هذا الإطار منذ بداية الاحتجاجات المؤيدة والمعارضة للرئيس المعزول، نتيجة الاشتباكات بين جماعات الاحتجاج، والإصابات الناتجة عنها، ولكن ظهر هذا الإطار بشكل أكبر بعد عزل محمد مرسى من الحكم، وذلك أثناء أحداث الحرس الجمهورى، وأحداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، بالإضافة إلى الاشتباكات بين مؤيدى ومعارضى الرئيس المعزول.
لقد جاءت أطر التعاطف مع أنصار الرئيس المخلوع فى المرتبة الأولى من بين مجموع الأطر الإنسانية فى موقع «الجارديان»، حيث جاءت بنسبة (٢٣.٢٪)، وقد تضمن هذا الإطار مجموعة من الأطر الفرعية، وهى -بالترتيب حسب بروزها فى التغطية المصورة لأحداث الثورة فى موقع «الجارديان»- إطار الضحايا من القتلى والجرحى، وإطار أعمال الإغاثة، ثم إطار أسر الشهداء والجنازات والاعتقالات لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى.
إن أهم الأطر المصورة البارزة فى موقع «الجارديان» لأحداث الثورة أن الأطر الإنسانية المتعاطفة مع القوى المعارضة لم تسجل أى مؤشر إحصائى، وهذا يعد مؤشرًا على تحيز موقع «الجارديان» للقوى المؤيدة لأنصار الرئيس المعزول، حيث أبدى الموقع تعاطفه معهم بشكل أكبر من القوى المعارضة، ويرجع ذلك إلى تركيز موقع «الجارديان» على الأطر السلبية (التى تشتمل على أعمال العنف والقتل والاشتباكات والضحايا والاحتجاجات العنيفة) بشكل أكبر من الأطر الإيجابية فى الثورة (والتى تشتمل على الاحتجاجات السلمية – والتركيز على مطالب وأهداف المحتجين سواء المؤيدين أو المعارضين)، كما ركزت على ردود الفعل الدولية المعارضة للثورة أو حتى المتحفظة على بعض الأعمال والتدخل فى الشئون الداخلية لمصر، ومن أهم الأطر الخبرية والمصورة لأحداث ثورة ٣٠ يونيو فى صحيفة «الجاريان» البريطانية، أطر تهميش وشيطنة القوى المعارضة للنظام السياسى لجماعة الإخوان، وتشمل هذه المجموعة أطرًا رئيسية، تمثلت فى: أطر تهميش وشيطنة القوى المعارضة وجاءت بنسبة (١٨٪)، وأطر دعم وحماية الشرعية للنظام القائم وجاءت بنسبة (١٤٪)، فضلاً عن أطر فرعية تمثلت فى إطار جرائم العنف وذلك بنسبة (١١.٥٪)، وإطار التدمير والتخريب وجرائم الملكية (٣.٤٪)، إطار الانحلال الأخلاقى والاجتماعى وذلك بنسبة (٢.٧٪)، وإطار التحذير والترهيب والتهديد وذلك بنسبة (٠.٤٪).
كما جاء من ضمن هذه الأطر، أطر دعم وحماية الشرعية للنظام السياسى لجماعة الإخوان، ومنها أطر فرعية هى إطار الاحتجاجات السلمية الداعمة للرئيس الأسبق محمد مرسى، وذلك بنسبة (٧.٧٪)، وإطار الانقلاب على الشرعية، وذلك بنسبة (١.٩٪)، وإطار التحفيز على الاستمرار (الصمود)، وذلك بنسبة (١.٧٪)، وإطار طلب اللجوء الدولى لدعم الشرعية، وذلك بنسبة (١.٤٪)، ثم إطار إيجابيات النظام السياسى القائم لجماعة الإخوان، وذلك بنسبة (٠.٨٪)، ثم إطار التآمر على الرئيس مرسى، وذلك بنسبة (٠.٥٪).