رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

السفاح.. قطع زوجته بالمنشار منذ ٦ سنوات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شقيق المجني عليها: قتلها وطرد أولاده وتزوج مرتين بعدها
الخيانة.. عندها تبدأ كل الشرور، بعد أن يسيطر الشيطان ويحكم، فتبدأ كل المخططات والأفكار في طريق واحد وهو القتل، ثم تبدأ رحلة الهروب بعد أن يظن الجاني أن الهروب من جريمته أمر سهل، ظنًا منه أنه لم يترك خلفه أدلة، ولكن مهما طال الأمر لا بد أن تنكشف ملامح الجريمة حتى تتحقق العدالة، هذا ما حدث داخل منطقة الوراق حيث قام محمود سائق توك توك بقتل زوجته وإخفاء ملامح جريمته لسنوات، معتقدًا أنه أفلت من العقاب، ولكن شاء القدر أن يفضحه.
«البوابة» بدأت رحلة كشف كواليس الواقعة من داخل منطقة المعتمدية، حيث كانت تسكن أسرة المجني عليها هبة مجدي، ربة منزل التي اختفت منذ ٦ سنوات، وكان اللقاء الأول مع شقيقها أحمد، الذي بدأ يروي تفاصيل حياة المجني عليها قائلا: «مرت سنون على فراقها ولم نفقد الأمل في ظهورها رغم اعتقاد الجميع أنها خرجت ولن تعود مرة أخرى، ولم يتوقع أحد أن زوجها قتلها وألقى جثتها في النيل، خاصة أنها ساعدته كثيرًا ووقفت إلى جانبه بعد أن ترك عمله في محل العصير الكائن بمنطقة إمبابة، فشقيقتي كانت كغيرها من الفتيات ترغب في الاستقرار، وقد وافقت على المتهم بعد أن تقدم لخطبتها واستمرت فترة الخطوبة عامين، وبعدها تزوجا، عاشت عدة سنوات طبيعية حتى أنجبت ٤ أطفال حسام ١٦ عامًا، يوسف، وفتاتين نعمة وأخرى توفيت بعد ولادتها بعام ونصف العام، وبعد ذلك بدأت المشاكل تظهر، بعد أن علمت شقيقتي أن زوجها المتهم على علاقة بأخرى تدعى «أسماء»، فذهبت وتحدثت معها ونشبت بينهما مشاكل دفعت الأخيرة إلى الحضور لمنزلنا واتهمت شقيقتي بأنها تحاول افتعال المشاكل معها وخراب منزلها، وهددتنا في حالة تكرار فعلتها ستنتقم منها.
يضيف مجدي: بعد أسبوع من المشاجرة، اختفت شقيقتي وبدأت رحلة البحث عنها داخل أقسام الشرطة ومديريات الأمن ولم نترك أي مكان إلا وذهبنا إليه حتى بحثنا في المشرحة وعندما سألنا زوجها قال «تشاجرنا وتركت المنزل متوجهة نحو منزل أسرتها»، ولما سألنا أبناءها قالوا إن والدهم أكد أنها نزلت تشتري إفطارا، اعتقدنا أنه تم خطفها، خاصة أن الواقعة حدثت في ظل الانفلات الأمني الذي عاصر ثورة ٢٥ يناير فتوجهنا لقسم الشرطة وقمنا بتحرير محضر باختفائها، في ذلك الوقت كان زوجها قد منعنا من رؤية الأطفال واصطحب الكبير إلى منزل أسرته في الصعيد وتركه هناك، بعد ذلك بدأ في محاولة التخلص من الطفل الصغير واصطحابه إلى بعض الأماكن المجهولة وتركه في الشارع، ودائما كان يحاول إبعادهم خوفا من شيء ما، لم نتصور أنه يفعل كل هذا معهم من أجل إخفاء ملامح جريمته خاصة أنهم يعلمون أن والدهم قتل والدتهم.
صمت شقيق المجنى عليها للحظات، ثم عاود الحديث قائلا: بعد ٦ سنوات وفي أحد الأيام فوجئت بحضور نجلها الكبير حسام، وقرر العيش معنا بعدما ترك أهل والده، وأخبرنا أنه ذهب لوالده ولكنه طرده فلم يجد مكانا آخر، وبعد مرور أيام من لحظة قدومه كنا نتحدث عن والدته فردد الطفل كلمات كانت بمثابة صدمة للجميع قائلا: «لا تتعبوا أنفسكم في البحث عن أمي أعلم منذ فترة مكانها» وبدأ يروى تفاصيل اختفائها مؤكدًا أن والده هو من قام بقتلها منذ ٦ سنوات، مشيرًا إلى أن يوم الواقعة حدث بين الاثنين مشاجرة أثناء تواجدهما بغرفة نومهما، وبعد لحظات اختفى صوت والدتي، وفي الصباح فوجئنا أن والدي ينام معنا في نفس الغرفة وعندما سألناه عن والدتنا أكد أنها ذهبت لشراء الإفطار وستعود قريبا، وبعدها غادر لعمله وكان قد أغلق باب حجرة نومه بالمفتاح، فنظرنا من ثقب الباب فوجدنا آثار دماء على السرير، مرت ثلاثة أيام على غيابها وكان والدنا يخبرنا يوميا بعذر مختلف عن اختفائها، وأثناء ذلك بدأت رائحة كريهة تصدر من الحجرة وعندما سألته قال: «فار مات في الأوضة»، بعدها فتحت الغرفة وبدأ في رش المعطرات بها ليخفى الرائحة الكريهة الصادرة منها، ثم اصطحبني إلى أحد الأماكن النائية بالقرب من ترعة ووقف ينظر إليها كثيرًا، وعندما سألته عن سبب تواجدنا هنا أكد أنه فقد شيئا في الصباح وحضر للبحث عنه، ولكنني كنت على علم بأنه ألقى والدتي هنا. 
وأضاف: بعد أن انتهى حسام من حديثه طلبت منه الذهاب معي لقسم الشرطة للإبلاغ عن الواقعة، ولكنه رفض معللا أنه لا يرغب في حبس والده، خوفًا من معايرة الناس له، حاولنا إقناع حسام بإبلاغ الشرطة لكن دون جدوى، فطلبت منه أن يبحث معي عن شقيقه يوسف وبالفعل تمكنا من العثور عليه في منطقة إمبابة وأحضرناه إلى المنزل، وكان وقتها يتحدث بصعوبة، لأنه شاهد هو الآخر واقعة القتل قبل سنوات، وبعد الضغط على نجل شقيقتي قرر أن يذهب لتحرير محضر وروي كل ما شاهده من سنوات وتم القبض على المتهم.
اختتمت أم المجني عليها حديثها، قائلة: ربنا يسامحه قتل بنتي هو وعشيقته رغم أنها وقفت إلى جواره، وساعدته بعد أن ترك عمله، وباعت الأرض لتشتري له توك توك وساعدته في تجهيز منزله، ولم تكن تعلم أنه سيقتلها. 
بعد القبض على المتهم ظهرت ربة منزل تبدو في العقد الثالث من عمرها ترتدي ملابس سوداء، يكسو الحزن ملامح وجهها، ممسكة ببعض الأطعمة تنتظر خروج المتهم من النيابة بعد القبض عليه.
وفور خروجه تحدثت معه قليلا ثم انصرف، وأثناء ذلك التقت «البوابة» بها مؤكدة أنها تزوجته منذ ثلاث سنوات، وكانت على علم أن زوجته الأولى قد توفيت ولديه ثلاثة أطفال، وافقت بعدما أدركت أن محمود شخص طيب ويتمتع بسمعة جيدة ومحبوب من أهل المنطقة، كما أنها كانت ترغب في تكوين أسرة، لم تعترض على كونه متزوجًا ولديه أطفال.
تضيف الزوجة «مر ما يقرب من شهر ونصف الشهر على زواجنا وقد عرض على أن يحضر أبناءه الثلاثة للعيش معنا، لم أعترض على ذلك وبالفعل أحضرهم، كنت أعتبرهم أبنائي وتعاملت معهم جيدًا، والفتاة أقنعتها بدخول المدرسة، وتمكنت من ذلك وهي في الصف الرابع الابتدائي حاليًا، أما الولدان فحاولت إقناعهما بإكمال دراستهما ولكنهما رفضا، وقرر نجله الكبير البحث عن عمل في سن مبكرة، وبالفعل عثر على أكثر من عمل في أماكن مختلفة، ولكنه لم يمكث في أي مكان منها لفترة طويلة، حتى قرر والده قبل القبض عليه بحوالي ٨ أشهر أن يرسله إلى أعمامه في محافظة المنيا للعيش معهم، لم يمكث لديهم طويلا، وأخبروه أنه سيعود لوالده مرة أخرى لكنه رفض، ومن هنا قرر أن يعيش مع أهل والدته، وأقام لدى خالته وبعد فترة فوجئنا بالشرطة تلقي القبض على زوجي وعند محاولتنا معرفة السبب علمنا أن نجله أبلغ الشرطة عنه واتهمه بقتل والدته منذ ٦ سنوات.
كان العميد محمد عرفان، مفتش مباحث قسم شرطة الوراق، قد تلقى بلاغًا من أحمد.م، عامل، وأبناء شقيقته يوسف، حسام، يتهمون والدهم بقتل والدتهم المبلغ باختفائها منذ عام ٢٠١١، على الفور تم تشكيل قوة من المباحث، وانتقل الرائد هاني مندور رئيس المباحث لمكان الواقعة.
وبعمل التحريات تبين قيام الأب محمود، سائق، بقتل زوجته بسبب خلافات نشبت بينهما، ثم قام بخنق المجني عليها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وقطع جثتها بالمنشار إلى أجزاء وعبأها داخل أكياس بلاستيك وألقي بجثتها في مصرف بمنطقة الكوم الأحمر في أوسيم، تمكنت القوات من القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بالواقعة.
وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأحالها اللواء هشام العراقي مدير أمن الجيزة للنيابة للتحقيق، والتي أمرت بحبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيق.