النجم الراحل محمود عبد العزيز يعد ظاهرة فنية من المحال أن تتكرر في تاريخ الفن المصري ورغم وسامته التي تميز بها دون غيره من ابناء جيله إلا أنه أستطاع أن يتمرد عليها ولا يضع نفسه في قالب واحد وقدم العديد من الشخصيات التراجيدية والكوميديه والإجتماعيه بكل أتقان فظل منذ أن بدأ مشواره إلي أن وافته المنية يحلق منفردا خارج السرب ويفاجئنا بإبداعاته التي لم تمت حتي هذه الحظة.
قدم الساحر طوال مشواره مجموعة من أروع الأعمال السينمائية والدرامية التي تظل محفورة في ذاكرة ووجدان الجميع إلي هذه اللحظة من اشهرها فيلم "العذراء والشعر الأبيض" حيث قدم شخصية رجل يدعى "مدحت" وظلت هذه الشخصية حلم كل فتاة وتأثرت بها العديد من الفتيات تأثرا كبيرا وغيرها من الافلام التي أصبحت بصمة في تاريخ الفن المصري مثل "الكيف" "العار" " إبراهيم الأبيض" " الحفيد".
وكانت النقلة الكبرى من خلال دور عميل المخابرات المصرية والجاسوس في فيلم "إعدام ميت"، أما الدراما فى منتصف الثمانينيات فقدم دورًا من الأدوار الهامة في حياته الفنية وهو دور رأفت الهجان في المسلسل التليفزيوني الذي يحمل نفس الاسم وهو من ملف المخابرات المصرية.
وبعيدًا عن موهبته الفنية التى لا يختلف عليها أثنان كان الساحر علي المستوي الأنساني انسانا من نوع خاص يعشق البساطه في كل شىء وغير متكلف في تعامله مع الأخرين حتي في نظام طعامه فكان الساحر منهمكا في العمل ولم يتناول أي طعام منذ أن أستيقظ فقام بإحتساء فنجان القهوة فقط وتذكر أن الساعة 2 صباحا وأنه لم يتناول أي أفطار منذ صباح اليوم فأقترح عليه أحد المقربون منه أن يذهبوا معه إلي أي مكان كي يأكلوا لكن ببساطته رد عليهم الساحر قائلا" لا يهمني الأكل أهم شىء عندي في الحياة هو عملي فقط وأتناول أي شىء في أي وقت حتي إذ أكتفيت بقطعة من الجبن والعيش" ثم ردد الساحر أنه يريد أن يطلب " علبة كشري" من متجر ما ويتناوله وبالفعل طلبها الساحر وتناولها الساعة الثالثة والنصف فجرا.
يذكر أن الساحر رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 70 عام لكنه يظل فى قلوبنا وأعماله خالدة في ذاكرتنا للأبد.