السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"في بيتنا زوجة فتوة".. مصر الأولى عالميًا في ضرب النساء لأزواجهن.. لماذا تلجأ المرأة المصرية إلى العنف ضد الرجل؟

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فتوة الحارة.. مصطلح من تراث الشعب المصري، نسج خيوطه في سلسلة من الراوايات الكاتب الراحل نجيب محفوظ، وجسدته السينما المصرية في الكثير من الأفلام.. لكن الجديد في نهاية العقد الثاني من القرن الـ21، هو "الزوجة الفتوة "، فقد سجلت مكاتب تسوية المنازعات في محاكم الأسرة، خلال العام الأخير 3600 شكوى من الأزواج ضد زوجاتهم اللاتي تمارسن العنف ضدهم سواء بالتهديد بالطلاق أو العنف الجسدي أو الحرمان من الحقوق الزوجية والهجر.

وتم إحصاء 1020 بلاغ تقدم به أزواج إلى أقسام الشرطة الباب وصل بعضها إلى المحكمة، بعد تعرضهم لإصابات ارتقت لدرجة "العاهة المستديمة"، وسُجّلت أغلب هذه الحالات فى القاهرة والجيزة وحلوان، التى شهدت ارتفاعا ملحوظا فى نسبة عنف الزوجات وفرض إرادتهن على الأزواج.
لم تكن أرقام سجلات محاكم الأسرة هي الأولى والوحيدة التي أقرت عنف الزوجة المصرية ضد زوجها، ففي 2016 أكدت دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية، أن نسبة النساء المصريات اللواتي يضربن أزواجهن بلغت 28%، والبعض يقول إنها وصلت إلى 30%، في ظاهرة جديدة على المجتمع، وهي نسبة تعد هي الأعلى عالميا، حيث تبلغ نسبة ضرب النساء لأزواجهن في أمريكا 23%، تليها بريطانيا بنسبة 17%، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة التي أكدت أن مصر تحتل المركز الأول عالميا في قائمة أكثر النساء في العالم اعتداء وضربا للأزواج.
تلك الأرقام الصادمة جعلتنا أمام وضع مختلف كثيرًا عما سبق، حيث اعتاد المصريين ومحاكم الأسرة على شكاوة بممارسة العنف المنزلي من قبل الزوج تجاه زوجته وليس العكس بضرب الزوجة زوجها ومعاملته بطريقة سيئة.


الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي فسر لـ"البوابة نيوز" هذه الأرقام الصادمة عن عنف المرأة ضدزوجها قائلا إن شكاوى ضرب الأزواج ليس بظاهرة لكنها إزدادت في الآونه الأخيرة وترجع لمجموعة من الأسباب، فمنها مثلا، البنيان الجسماني للمرأة، حيث تعتمد بعض النساء على ذلك في تخويف أزواجهن على عكس ما يتصف به الرجل في أغلب الأحيان.
ومن الأسباب أيضا أن هناك أزواج متعاطي مخدرات ما يؤثر على حالتهم، الصحية والبدنية بالسلب لتصبح الزوجة أقوى صحة ونفوذًا عن زوجها.
ويؤكد الاستشار النفسي أن الظروف الاقتصادية لها عامل أيضا فتقصيير الزوج تجاه واجباته المنزلية بسبب الأعباء المادية، ما يضع زوجته تحت ضغط وتنفعل عليه وتقوم بضربه أثناء انفعالها.
ورأى د فرويز أن الخيانة عامل قوي في استفزاز الزوجات ضد أزواجهن فيلجأن للعنف ضدهم،ةوأحيانا إلى قتلهم.
ومرض الزوج، فهناك بعض الزوجات الغير سويات تستغل ظروف زوجها الصحية أو إصابته بعاهة بالتعدي والاستقواء بالأهل عليه.
وعن التفسير الاجتماعي لهذه الحالات قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، للبوابة نيوز إن السبب وراء هذه الظاهرة إلى البيئة التي عاشت فيها الفتاة قبل زواجها، موضحًا أن أغلب تلك الحالات تكون في الطبقات الدنيا من المجتمع وأن الضرب عادة مرتبط بهذه الطبقة التي تربى فيها الفتاة وسط "بلطجية" وأسرة تمارس العنف ضد بعضها.
وأضاف صادق أن هناك سبب آخر وهو أن تكون الزوجة أقوى اقتصاديا من زوجها ما يجعلها تمارس سيطرتها عليه، حتى وإن كانوا متساوين في بعض الأمور الأخرى.